COVID-19 و التخثر المنتشر داخل الأوعية (DIC)
الطب >>>> فيروس كورونا COVID-19
لا بد من أن السبب الرئيسي لمعدلات الوفيات العالية التي تنتج عن الإصابات الشديدة بفيروس كورونا المستجد COVID-19 هو الضرر الواسع الذي يحدثه الفيروس للرئتين، الذي يتطور إلى ما يُعرَف بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة (ARDS) ، لكنّ العديد من العوامل قد تتداخل لترفع نسبة الوفيات هذه؛ منها ما يُعرَف بالتخثر المنتشر داخل الأوعية (DIC) (1).
يقود ما يعرف بالـ DIC إلى حصول فشل متعدد بالأعضاء، ومن ثم حدوث الوفاة غالبًا، وذلك بسبب تفعيل زائد لعوامل التخثر مؤديًّا إلى ترسب الفيبرين وهو الناتج النهائي لعملية التخثر في الأوعية الدموية (2).
يمكن للمستويات العالية من منتجات تحلل الفيبرين (FDP)، ومستويات D-dimer المرتفعة أن تكون مؤشرًا قويًّا لحدوث الـ DIC، وقد تبين وجود ارتفاع ملحوظ في الـ FDP و D-dimer عند نسبة كبيرة من غير الناجين من فيروس كورونا المستجد، الأمر الذي يقود إلى التساؤل ما إذا كان الـ DIC هو سبب لزيادة عدد الوفيات بين المرضى المصابين بالفيروس (3،4).
بعد قبول حالات شديدة لمرضى فيروس كورونا المستجد وتلقيهم العلاج الداعم والمضادات الفيروسية في العديد من المراكز، تطور لديهم فشل أعضاء متعدد بعد متوسط فترة 4 أيام حين القبول، وعزيت هذه الحالات إلى حدوث فرط الخثار أي الـ DIC ، وتجدر الإشارة إلى أن 41%من المرضى كانوا يعانون أمراضًا مزمنة ( كأمراض القلب والرئة وغيرها) (4).
الآليات الكامنة وراء ذلك عديدة ، فالإصابة الفيروسيّة نفسها قد تؤدي إلى خلل بالخلايا البطانية للأوعية الدموية وتفعيل شلال التخثر عن طريق إطلاق عوامل التهابية تدعى بالسيتوكينات، ويُعتقَد أن نقص الأكسجة في الالتهاب الرئوي الحاد يمكن أن يحفز تخثر الدم عن طريق زيادة لزوجة الدم (4،5).
ترتبط نتائج التخثر غير الطبيعية بإنذار سيئ ومعدلات نجاة ضئيلة عند مرضى فيروس كورونا المستجد، وقد بينت الدراسات أنه من الممكن لإعطاء الهيبارين منخفض الوزن الجزيئي (LMWH) فقط عند المرضى المصابين بفيروس كورونا مع مستويات D-dimer مرتفعة أن تحسن من معدلات النجاة لدى هؤلاء المرضى (4،5).
المصادر: