الكورونا والعقم
الطب >>>> فيروس كورونا COVID-19
وبات من المعروف أنّ هذا المرض يصيب الجهاز التنفسي والهضمي، كذلك قد يتظاهر بأعراض قلبية وعينية وعصبية (1). أما في المجال التناسلي، فقد جذب هذا الوباء مُختَصّي الرعاية الطبية بعيدًا عن الأمراض غير المهددة للحياة بما في ذلك العقم، وعلى الرغم من أن العقم لا يهدد البقاء الجسدي للأزواج الذين يعانون العقم؛ فهو يعرض نوعية حياتهم في المستقبل للخطر.
وقد بيّنت بعض الدراسات أنه لانتقال فيروس COVID-19 إلى خلايا الإنسان؛ لا بُدّ من أن تحتوي هذه الخلايا على مستقبل (ACE2 (angiotensin-converting enzyme 2، ليكون مشابهًا بذلك للجائحتين السابقتين "SARS" و" MERS" اللتين أظهرتا ولعًا وميلًا إلى الخلايا الظهارية السنخية في الرئة اعتمادًا على ACE2 .
وفي السياق ذاته؛ أشارت بعض الدراسات إلى وجود المستقبل (ACE2) في خلايا "leydig" و"sertoli" في الخصية البشرية، وفي الخلايا الحبيبية في المبيض البشري أيضًا، وبذلك؛ إذا كان من الممكن لهذه الحيوانات المنوية أو البويضات أن تصبح ناقلة لهذا الفيروس فإنها ستساهم حتمًا في نقل المرض عموديًّا من الآباء إلى الأطفال، وهو ما لم يُسجَّل أو يُذكَر في الـ SARS والـ MERS سابقًا (3).
وفي الوقت الذي أُجمع فيه على أنّ خطر الانتقال الرأسي من الأم إلى الطفل قليل، فإنّ الخطرَ المُحتمَل على صحة المواليد الجدد من أمهات مصابات بفيروس كورونا المستجد خلال الحمل يبقى مسألة نقاش حتى الآن (3)، وهنا تجدر الإشارة إلى أن معظم الحوامل المصابات بـ COVID-19 في الصين كُنّ قد تجاوزنَ الأسبوع العشرين من الحمل وفُحِصن وتوبعن، ولا يوجد -حتى الآن- أيُّ دليل واضح على انتقال الفيروس عموديًّا (2).
ولأنه من الواجب تسليط الضوء على هذه النقاط، ولتجنب أي اختلاطات محتملة، إضافة إلى قلة المعلومات المرتبطة بالانتقال العمودي للفيروس؛ اقتُرِحت نقاط عدة لنشر الوعي ضمن هذا المجال، منها: تأجيل الحمل، وتعليق البدء في العلاجات الإنجابية بما في ذلك تحفيز الإباضة، والإخصاب في المختبرات (طفل الأنبوب)، وحفظ البويضات والحيوانات المنوية بالتبريد (2).
كذلك أظهرت بعض المعلومات من بعض الأمراض الحموية السابقة (الحمّى) إمكانيةَ حدوث انخفاض مؤقت في إنتاج النطاف في الأمراض الحادة وعند ارتفاع درجة حرارة الجسم. ونتيجة ترافق COVID-19 بارتفاعٍ في درجات الحرارة؛ فقد أشار بعض الباحثين إلى إمكانية اتّباع المرض الآلية ذاتها. ويبقى الأمر -حتى الآن- مرهونًا بالتكهُّنات وبحاجة إلى مزيدٍ من البحث والدراسة، خصوصًا مع إمكانية بقاء الفيروس مدةً طويلة ومع ولادة 100 مليون طفل سنويًّا (1).
أخيرًا، على الرغم من كثيرٍ من التكهنات النظرية عن احتمالية حدوث عقم لدى الرجال المصابين بـ COVID-19؛ فلا يوجد دليل علمي مثبت أو حالات مسجلة مؤكِّدَة لذلك، بل قد بينت دراسة صينية -أُجريت على 34 ذكرًا بالغًا مصابًا بـ COVID-19- سلبيةَ تحري SARS-CoV-2 باختبار PCR في عينات السائل المنوي بعد شهر من الإصابة. وإلى حين ظهور دراسات أكبر؛ لا يمكن ربط COVID-19 بالعقم أو بالانتقال عن طريق الجنس (4,5).
المصادر: