أساسيات إدخال الأغذية المكملة والصلبة
المكتب الإعلامي >>>> حملة تنمية الطفولة المبكِّرة
وباستثناء حليب الأم أو حليب الأطفال الصنعي، تُعرف الأطعمة والمشروبات التي يمكن أن تقدَّم للطفل بالأطعمة التكميلية Complementary Food، وتشمل الحبوب والفاكهة والخضار وحتى الماء (3). ويبدأ إدخال الأطعمة المختلفة بعمر 6 أشهر وما فوق نتيجة حاجة الطفل لمغذياتٍ أكثر لا يمكن للحليب توفيرها (1)، فما أهم خصائص هذه المرحلة من تغذية الطفل، وما النصائح التي يجب على الأهل معرفتها؟
تشير الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال ألا حاجة لاتباع ترتيب معين في تقديم الأطعمة الجديدة في هذا العمر، لكنها تؤكد على ضرورة تناول الطفل نظامًا غذائيًا متنوِّعًا عند بلوغه عمر 8 أشهر. وعادة تُقدَّم الحبوب أولًا، لكن لا وجود لدليلٍ طبي يؤكد صحة ذلك أو ينفيها، ويجب أن تكون الحبوب منوعةً وتشمل الشوفان والشعير والقمح والأرز دون الاعتماد على صنف واحدٍ فقط، وتوصي إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA أيضًا بطبخ أنواعٍ مختلفةٍ من الحبوب وخلطها مع حليب الرضاعة أو الماء ليسهل ابتلاعها من قبل الطفل.
أما الخضروات والفواكه فتُقدَّم تدريجيًا على ألَّا يضاف إليها ملحٌ أو سكر؛ فالملح ليس جيدًا لكلية الطفل، أما السكر فقد يسبب تسوس الاسنان. وتقدَّم هذه المغذياتُ مهروسةً على نحو كامل ويجب التأكد من خلوها من البذور والقشور التي قد تؤدي إلى الاختناق، أما الأصناف القاسية، مثل الجزر والتفاح، فيفضل طهيها وهرسها وتبريدها قبل إعطائها للطفل (4-7).
وقد يُلاحظ الأهل رفض الأطفال تناول الطعام عند محاولة تقديم نوعٍ جديد، وهو أمرٌ طبيعي، ويجب عليهم هنا ألا يجبروا الطفل على الأكل، بل أن يحاولوا لاحقًا مرةً أخرى (4)، ومن المفيد أحيانًا إعطاء الطفل قليلًا من حليب الثدي -أو الحليب الصنعي- ومن ثمَّ تجربة تقديم نصف ملعقةٍ من الطعام الجديد وإعادة تقديم الحليب، فذلك يسهِّل تقديم الأنواع الجديدة ويزيد تقبُّلها (5).
وقد يستغرق تكيف الطفل مع ابتلاع الطعام فترةً بسيطةً من الزمن، ويجب على الأهل مراقبة السُعال أو التقيؤ والحذر من خطر الاختناق. وللمساعدةِ على وقاية الطفل من تلك المخاطر، يجب أن تكون الأطعمة مهروسةً أو مطحونة وخاليةً من الكتل المتجمعة، فذلك يجعلها سهلة الذوبان باللعاب ولا تتطلب مضغًا قبل ابتلاعها، إضافةً إلى منح الطفل الوقت الكافي لتناول الطعام وابتلاعه (6).
ومع تطور مهارات الطفل وتقدمه بالعمر، يصبح من الممكن تقديم أطعمةٍ أكثر كثافةً وتكتلاً مما يفيد في تحفيز الطفل على تعلم المضغ، ومن ثمَّ يمكن للأهل البدء بتعليمه كيفية تناول الطعام على نحو مستقل، وذلك بإعطائه قطعًا يمكن إمساكها بيديه بسهولةٍ، مثل قطع الجزر المطبوخ أو التفاح، فمن شأن ذلك أن يساعد على تطوير المهارات الحركية والتنسيق بين حركة اليد والعين، وانطلاقًا من هذه المرحلة يصبح بإمكان الأهل البدء بتقديم وجباتٍ مشابهةٍ لما يتناوله بقية أفراد الأسرة (2,5,7).
الجدير بالذكر هنا، أن الأطفال يكوِّنون مفهومهم تجاه الأطعمة المختلفة في هذه المرحلة العمرية المهمة، ويستمر ذلك معهم طوال فترةِ حياتهم، خاصةً وأنهم يميلون عادةً للأطعمة التي اعتادوا تناولها سابقًا، لذا فإن منح الطفل أكبر قدرٍ ممكن من الأطعمة الصحية المختلفة يعني زيادة احتمال استمراره بتفضيلِ الأطعمة الصحية لاحقًا في حياته، وهذا مايؤكد على أهمية الحدِّ من الدهون والسكريات في طعام الطفل (2).
أخيرًا، لا بد من التذكير بضرورة تخصيص مكان مناسب لإطعام الطفل تتوفر فيه جميع المعدات التي يحتاجها مثل كرسي مريح للطعام، وملاعق ناعمة وصغيرة، وكأس مخصص له (7)، إضافةً إلى عنصرٍ مهم جدًا، وهو منحُ الطفلِ الوقتَ الكافي من قبل أهله في أثناء تناول الإطعام وتحلِّيهم بالصبر والحرص على إشراكه في وجباتِ العائلة قدر الإمكان، فالأطفال يقلدون أبائهم في تصرفاتهم وحركاتهم مما يطور مهاراتهم الضرورية في هذه المرحلة (2). وفي خضم هذه التجارب الجديدة، لا تنسوا الاستمتاع بصينية طفلكم المتسخة، ويديه ووجهه الملطخ بالطعام، فأنتم تبنون الأساس لحياةٍ صحيةٍ طويلة الأمد.
المصادر:
2. [Internet]. Unicef.org.uk. 2020 [cited 16 October 2020]. Available from: هنا
3. CDC's Infant and Toddler Nutrition website [Internet]. Centers for Disease Control and Prevention. 2020 [cited 16 October 2020]. Available from: هنا
4. Solid foods: How to get your baby started [Internet]. Mayo Clinic. 2019 [cited 16 October 2020]. Available from: هنا
5. Starting Solid Foods [Internet]. HealthyChildren.org. 2018 [cited 16 October 2020]. Available from: هنا
6. When, What, and How to Introduce Solid Foods [Internet]. Centers for Disease Control and Prevention. 2019 [cited 16 October 2020]. Available from: هنا
7. Your baby's first solid foods [Internet]. nhs.uk. 2019 [cited 16 October 2020]. Available from: هنا