كيف أعلم بإصابتي بعوز المغذيات؟
الغذاء والتغذية >>>> مدخل إلى علم التغذية
ويحدث العوز الغذائي Nutritional difficiency عندما لا يمتص الجسم الكمية اللازمة من مغذٍّ ما أو لا يحصل على كفايته منه، ويؤدي عوز المغذيات إلى مجموعة متنوعة من المشكلات الصحية، مثل مشكلات الهضم، واضطرابات الجلد ونمو العظام، وحتى الخرف (1).
أسباب العوز الغذائي:
قد يكون النظام الغذائي الفقير بالعناصر الغذائية الأساسية هو السبب في العوز الغذائي، أو يحدث ذلك نتيجة بعض الأمراض والأدوية التي تضعف الامتصاص، أو كليهما معًا. ويستطيع جسم الإنسان تخزين بعض العناصر الغذائية فترةً من الزمن، وقد يكون ذلك السبب في تأخر اكتشاف حالة العوز وعدم القدرة على تفاديها مبكرًا (1).
وعلى سبيل المثال، يمكن أن يؤدي عددٌ من الأمراض إلى عوز الحديد، مثل سرطان القولون، واضطراب توازن الفلورا المعوية، وداء كرون، وداء الزلاقي، وغيرها. كذلك يمكن أن يسبب الحمل عوزًا في الحديد إذا ما انتقل الحديدُ إلى الجنين من جسم الأم (1). وقد وجد الباحثون ارتباطاتٍ بين جراحة السُمنة التي تقلل من حجم المعدة لتحقيق فقدان الوزن، والعوز الغذائي (2).
أعراض العوز الغذائي:
تعتمد أعراض العوز الغذائي على العنصر الذي يفتقر إليه الجسم. لكن هنالك بعض الأعراض العامة التي تُصاحب العوز الغذائي، مثل الشحوب، والإعياء، والمشكلات التنفسية، وتساقط الشعر، والإمساك، والنعاس، والكآبة، ووخز المفاصل وتنميلها، ومشكلات الدورة الشهرية، وضعف التركيز، وقد تظهر جميع هذه الأعراض أو بعضٌ منها فقط (1).
ويُلاحظ في عديدٍ من الحالات أن معظم الناس يتكيفون مع هذه الأعراض، أو بعضها على الأقل، بمرور الوقت، مما يزيد احتمالية عدم التشخيص لدى الطبيب. لا بدَّ مناستشارة الطبيب إن كنت تعاني من فتراتٍ طويلةٍ من التعب أو ضعف التركيز، فهذه الأعراض يمكن أن تكون علامة على بداية عوزٍ خطيرٍ (1, 3).
كيف يُشخَّص العوز الغذائي؟
يناقش الطبيب عادةً نظامك الغذائي وعاداتك الغذائية، ويسأل عن الأعراض التي تواجهها. احرص على إخباره إن كنت تعاني من الإمساك أو الإسهال، أو إذا كان الدم موجودًا في البراز (1).
يمكن أيضًا تشخيص العوز الغذائي عن طريق اختبارات الدم الروتينية، بما في ذلك تعداد الدم (CBC)؛ وهي الطريقة التي يحدد بها الأطباء فقر الدم (1).
كيف يعالج العوز الغذائي؟
يعتمد علاج العوز الغذائي على نوع العوز وشدته، وتتلاشى الأعراض عادةً عند اتباعِ نظامٍ غذائي صحيح أو تناول المكملات الغذائية اللازمة (1).
1- تغييرات في النظام الغذائي
قد ينصحك الطبيب بتغيير عاداتك الغذائية في حالة اكتشاف عوزٍ بسيطٍ. وعلى سبيل المثال، يجب أن يشمل النظام الغذائي للأشخاص الذين يعانون من فقر الدم الناجم عن عوز الحديد كمياتٍ من اللحوم والبيض والدواجن والخضار والبقوليات أكبر من تلك التي يتناولها الشخص السليم. وقد يُحال المريض إلى مختص التغذية إذا كان العوز أكثر شدةً، ليُصار إلى مقابلته بانتظامٍ حتى التأكد من معالجة العوز بفحص الدم الدوري (1).
2- تناول المكملات الغذائية
تُوصي الإرشادات الغذائية بالحصول على معظم العناصر الغذائية من الطعام، لكن بعض المرضى وبعض الحالات الصحية قد تتطلب تناول المكملات أو الفيتامينات المتعددة. ومن المحتمل أن يحتاج المرء تناولَ مكملاتٍ إضافيةٍ لمساعدة الجسم على امتصاص المكملات الغذائية المطلوبة، مثل تناول الكالسيوم مع الفيتامين D. وتعتمد كمية المكملات المتناولة وتواترها على شدة العوز، مع التأكيد على استشارة الطبيب قبل تناول أية مكملاتٍ غذائيةٍ من السوق والصيدليات (1).
3- الحقن الوريدي
في حالات العوز الغذائي الشديد، مثل عدم استجابة المريض للأدوية والفيتامينات عن طريق الفم، قد يكون من الضروري إعطاء المغذيات بالحقن أو عن طريق الأوردة أو العضلات، وذلك في المستشفى عادةً.
لكن هذا الإجراء قد يترافق مع مخاطر جانبية إضافية، وعلى سبيل المثال، يساعد إعطاء الحديد وريديًا آثاراً جانبية تشمل القشعريرة، وآلام الظهر، والدوار، والحمى، والألم العضلي، والإغماء، والحساسية الشديدة بحالاتٍ نادرةٍ، ويبقى المريض بحاجةٍ لإجراء فحص دمٍ متكرر للتأكد من نجاح العلاج (1).
هل يسبب العوز الغذائي مشكلاتٍ طويلة الأمد؟
تتوقف معظم المشكلاتِ الناجمة عن العوز الغذائي بمجرد غياب السبب الأساسي لحدوثه، لكن بعض الحالات قد تترك ضررًا دائمًا نتيجة تأثيرها القوي. وعلى سبيل المثال، يمكن أن يرتبط عوز الثيامين فتراتٍ طويلةً بتوقف النمو أو الاكتئاب. يمكن أن يكون العوز الغذائي عند الأطفال خطيراً ويؤدي إلى نتائج صحيةٍ سلبيةٍ دائمةٍ (1).
في الختام، إن كان أحدكم يعاني من بعض الأعراض ويشعر بالقلق من عدم حصولك على ما يكفي من بعض العناصر الغذائية، تحدث إلى الطبيب، ويمكنهم مناقشة النظام الغذائي الخاص بك لإرشادكَ في حال الحاجة لبعض التغييرات الغذائية أو البدء في تناول المكملات الغذائية والانتقال إليها تدريجيًا.
المصادر: