مكملات مضادات الأكسدة: ماذا أثبتت الأبحاث والدراسات السريرية؟
الغذاء والتغذية >>>> مدخل إلى علم التغذية
ماذا يقول العلم ؟؟؟؟
تقترح نتائج الأبحاث الغذائية أن استهلاك كميات كبيرة من الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة يساعد على الحد من الأمراض وبسبب هذه النتائج أجريت الكثير من الأبحاث على مكملات مضادات الأكسدة، ولكن عند إجراء اختبارات دقيقة على عدد كبير من الأشخاص لم يتبين أن تناول مكملات مضادات الأكسدة يمنع المرض .
وقد أظهرت الدراسات الرصدية (الإحصائية) على عادات الأكل النموذجية وأنماط الحياة والتاريخ الصحي لعدد كبير من الناس الذين تناولوا كمية أكبر من الخضراوات والفواكه أنهم معرضون بشكل أقل للإصابة بالأمراض، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية وإعتام عدسة العين.
التجارب السريرية:
تم تعيين متطوعين عشوائياً لاتخاذ مضادات أكسدة حقيقية أو وهمية (منتج مطابق بالمظهر لكنه لا يحتوي على مضادات أكسدة)، وقد أجري هذا البحث بطريقة مزدوجة التعمية double–blind (أي أن المشاركين والمحققين لم يكونوا على علم بالمنتج المأخوذ).
تم إجراء 3 تجارب على جرعات عالية من مكملات البيتا كاروتين منفردة أو مع غيرها من المواد الغذائية. بينت كل التجارب أن البيتا كاروتين لا يحمي ضد السرطان أو أمراض القلب والأوعية الدموية ، وفي تجربة واحدة تبين أن البيتا كاروتين يزيد خطر الإصابة بسرطان الرئة لدى المدخنين وفي تجربة أخرى كانت مكملات البيتا كاروتين وفيتامين A لها نفس التأثير.
وقد وجدت أحدث الدراسات أن مكملات مضادات الأكسدة لم تساعد على منع الأمراض، وعلى سبيل المثال:
- وجدت دراسة طبقت على ما يقرب من 40000 امرأة سليمة لا تقل أعمارهن عن 45 سنة أن مكملات فيتامين E لم تقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية، السكتة الدماغية، السرطان، التنكس البقعي المرتبط بالعمر أو إعتام عدسة العين. على الرغم من وجود ارتباط بين مكملات فيتامين E وانخفاض عدد الوفيات الناتجة عن أمراض القلب، إلا أنها لم تقلل من معدل الوفاة للمشاركين في الدراسة عموماً.
- وجدت دراسة لتأثير مضادات الأكسدة عند النساء أنه لا يوجد آثار مفيدة لمكملات فيتامين C و E والبيتا كاروتين على القلب والأوعية الدموية، أو احتمال تطور مرض السكري أو السرطان عند أكثر من 8000 امرأة صحتهم جيدة وأعمارهم لا تقل عن 40 سنة واللواتي كن عرضة لخطورة عالية للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. كما أن مكملات مضادات الأكسدة لم تبطئ من التغيرات في الوظيفة الإدراكية بين النساء اللواتي كانت أعمارهن 65 سنة أو أكثر في هذه الدراسة.
- في دراسة أخرى شملت أكثر من 14000 ذكر تتراوح أعمارهم حوالي 50 سنة وأكثر تبين أنه لا يوجد تأثير لمكملات فيتامين C و E على تقليل خطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية الكبرى والسرطان وإعتام عدسة العين. وفي الحقيقة ارتبطت مكملات فيتامين E مع زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية النزفية.
- وفي دراسة تمت على أكثر من 3500 رجل تتراوح أعمارهم حوالي 50 سنة و أكثر وجد أنه سواء تم تناول مكملات فيتامين E والسيلينيوم معاً أو بشكل منفرد فإن ذلك لم يمنع من سرطان البروستات. في عام 2011 تم تحديث هذه التجربة مع تطبيق فترة متابعة أطول للمشاركين بالدراسة، وقد تبين أن مكملات فيتامين E زادت من نسبة حدوث سرطان البروستات إلى 17% عند الرجال الذين أخذوا مكملات فيتامين E لوحده بالمقارنة مع الرجال الذين تلقوا علاجاً وهمياً، في حين لم تحدث أي زيادة في نسبة الإصابة بسرطان البروستات عند أخذ فيتامين E والسيلينيوم معاً.
- على عكس الدراسات السابقة وفي دراسة تمت بقيادة المعهد الوطني للعيون فقد وجد تأثير مفيد لمكملات مضادات الأكسدة، حيث أظهرت الدراسة أن مجموعة من مضادات الأكسدة ( فيتامين C و E والبيتا كاروتين ) والزنك تقلل من خطر تطور المرحلة المتقدمة من التنكس البقعي بنسبة 25% لدى الأشخاص الذين هم في مرحلة متوسطة من هذا المرض أو مرحلة متقدمة في عين واحدة. استخدام مكملات مضادات الأكسدة لوحدها قلل خطر الإصابة بنسبة 17% . وفي نفس الدراسة لم تساعد مضادات الأكسدة على منع إعتام عدسة العين أو إبطاء تقدمها.
وفي متابعة للدراسة السابقة وجد أن إضافة الأوميغا-3 (زيت السمك) إلى مجموعة المكملات السابقة لم يحسن من فعاليتها. إن إضافة اللوتين والزياكسانتين (وهما اثنان من الكاروتينات الموجودة في العين) تحسن من فعالية المكملات عند الأشخاص الذين لا يتناولون البيتا كاروتين والأشخاص الذين يتناولون كميات قليلة من الكاروتين والزياكسانتين في الأطعمة.
** ولكن تبقى لمضادات الأكسدة الطبيعية - أي الموجودة في الغذاء - الفائدة العظمى، ويمكنكم الاطلاع على المقال التالي هنا للتعرف على المصادر الغذائية لمضادات الأكسدة الطبيعية.
المصدر: هنا
مصدر الصورة: هنا