مغالطة الاستدلال بأوجه التشابه The Analogical Fallacy؛ أو مغالطة التشابه الزائف False Analogy Fallacy
الفلسفة وعلم الاجتماع >>>> علم المنطق والأبستمولوجيا
إن قدرًا كبيرًا من معرفتنا يقوم على إدراك التشابه بين الأشياء ومن ثم تصنيفها في فئات ومن ثم التعميم من أمثلة محددة إلى صور عامة والاستفادة منها عند تناولنا لأشياء جديدة مشابهة، ويُستخدَم ما يسمى بالتشبيه المجازي (البياني، التصويري) Figurative Analogy أيضًا؛ كونَه وسيلة أو وسيطاً لنقل الأفكار وتقريبها إلى الأذهان عندما تكون غير مألوفة للمستمعين عن طريق الاستناد إلى وجه التشابه بين الفكرة المجهولة المراد إيصالها والفكرة المألوفة التي يعرفها المتلقي، غير أنه لا يمكن أن نعدَّ هذه الطريقة سوى وسيلة إيضاح لمعنىً معيّنٍ لا وسيلة للاستدلال، للإفهام لا للإفحام (1).
أما استخدام أوجه تشابه بين أشياء (أو أحداث أو تصورات) ليست على درجة كبيرة من التشابه أو ليس للتشابه بينها صلة بالفكرة التي تريد الحجة أن تثبتها فهذا ارتكاب مغالطة التشابه الزائف (False Analogy Fallacy) أو الاستدلال بأوجه التشابه (Analogical Fallacy) (2,3). ويقعُ فيها المرءُ تحديدًا عندما يفترض أن الأشياء المتشابهة بوجه واحد لا بدَّ من أن تكون متشابهة بأوجه أخرى أو بجميع الأوجه، أو عندما يستخدم التشبيه كحجّةٍ أو دليلٍ على مسألة ليست ذات صلة بأوجه التشابه الفعلية (1).
مثال (1): من غير المنطقي ألا تؤمن بالأشباح لمجرد أنك لا تراها، مع أنك تؤمن بالجزيئات الكيميائية والثقوب السوداء وأنت لم ترها أيضًا!!
مثال (2): القتل العمد جريمة، لذلك فإن الإجهاض يجب أن يُعدَّ جريمة.
مثال (3): نظرية التطور وأسطورة الخلق، كلاهما يفسّر وجود الإنسان، فليس هناك من فرق بين أن نصدق هذه أو تلك.
مثال (4): السيارات تسبب مقتل العديد من الأشخاص، فلِمَ لا تُمنَعُ كما تُمنع الأسلحة؟!
مثال (5): إنّ أقصى اليمين وأقصى اليسار السياسيين متشابهان؛ لأنَّ كليهما يتبنى إيديولوجيا متطرفة.
بالنهاية لكل شيئين درجة ما من التشابه مهما كانا مختلفين، ودرجة من الاختلاف مهما كانا متشابهين، فلا يشير التشابه بوجه أو بعدة أوجه بالضرورة إلى وجود تشابه بالأوجه الأخرى أو أن ما ينطبق على إحداهما ينطبق بالضرورة على الآخر.
المصادر:
1. مصطفى، عادل. (2007). المغالطات المنطقية. (ط1). القاهرة: المجلس الأعلى للثقافة ص 153- 162.