لطاخة بابانيكولا، متى يجب أن أجريها؟
التوعية الجنسية >>>> الحياة والحقوق الجنسية والجندرية
هو فحصٌ يساعد على اكتشاف التغيّرات الخلوية والنسيجية في عنق الرحم، وذلك بوصفه إجراءً يساعد على الكشف عن الشذوذات الخلوية ومراقبتها طبيًا والسيطرة عليها (1,2).
ما الذي يسبب سرطان عنق الرحم؟
يُعدُّ المسبب الرئيسي هو الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، الذي يدخل الخلايا العنقية ويُحدث تغيّرًا في بنيتها.
ينتقل هذا الفيروس على نحوٍ أساسي في أثناء الاتصال الجنسي، ولا يظهر على المصابين في العادة أيّة أعراض. ففي معظم الحالات (خفيفة الحدّة) تحدث تغيّراتٌ بسيطةٌ في عنق الرحم تزول من تلقاء نفسها. لكن عند بعض النساء، تظهر أنواعٌ عالية الخطورة (HPV 16 و 18) تسبب تغيراتٍ عالية الحدّة في خلايا عنق الرحم، والتي من المرجح أن تؤدي إلى سرطان عنق الرحم (1).
هل يترافق فحص لطاخة بابانيكولا مع فحوصٍ أخرى؟
نعم، هناك اختبارٌ نوعي للHPV يترافق معه في العادة، والذي يبحث عن الفيروس المسبب لتغيّرات خلايا عنق الرحم (2).
كيف يُجرى هذا الفحص؟
يُجرى فحص مسحة عنق الرحم (Pap test) في عيادة الطبيب ضمن ظروفٍ عقيمةٍ طبعاً، عن طريق استخدام أداةٍ بلاستيكيةٍ أو معدنيةٍ تسمى (المنظار) لتوسيع المهبل، مما يعطي رؤيةً واضحةً لعنق الرحم وجدران المهبل، من ثمَّ جمع بعض الخلايا المخاطية من عنق الرحم والمنطقة المحيطة به، وإرسالها إلى المختبر.
في اختبار لطاخة بابانيكولا نتحّرّى عن الخلايا الشاذة فقط. أما في اختبار HPV، يُتحري عن وجود أكثر من ثلاثة عشر إلى أربعة عشر نوعًا من فيروس الورم الحليمي البشري من الأنواع شديدة الخطورة (1,2).
لماذا يُعدُّ هذا الفحص مهمًا؟
يستغرق تحوّل التغيّرات الخلوية في عنق الرحم إلى سرطانٍ مايقارب الثلاث إلى سبع سنوات، لذلك فإنَّ هذا الاختبار من شأنه أن يساعد على الكشف المبكر للنساء اللاتي تعاني هذه التغيّرات، وعلاجهنّ وإزالة تلك الخلايا قبل تحوّلها إلى سرطان.
أما في الحالات منخفضة الشدّة، تخضع النساء للمراقبة الطبية الدورية مع إعادة المسحة دورياً أيضًا (1).
كم مرةً يجب أن أخضع لفحص لطاخة بابانيكولا؟ وهل هناك توصيات إضافية؟
يجب أن تخضع النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 21 و29 عامًا لاختبار مسحة عنق الرحم كل ثلاث سنوات. وليس من الضروري إجراء اختبار فيروس الورم الحليمي البشري (1,2). ولا ينصح النساء اللاتي ما دون ال21 بإجراء هذه الفحوص (3).
أما النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 30 و 65 يجب عليهن الخضوع لكلا الفحصين كل خمس سنوات، ومن المقبول أيضًا إجراء اختبار لطاخة بابانيكولا واحدة كل ثلاث سنوات (1,2,3).
وإذا كنتِ أكبر من 65 عامًا، قد يخبرك طبيبك أنكِ لستِ بحاجةٍ لهذه الفحوص بعدَ اليوم، خاصةً إن كنتِ قد حصلتِ على نتائج فحوصٍ سلبيةٍ خلال السنواتِ السابقة، أو أُزيل عنق الرحم نتيجةً للإصابة بالأورام الليفية (2).
متى يجب أن أتوقف عن إجراء فحص لطاخة بابانيكولا؟
يجب التوقف عن الخضوع لفحص سرطان عنق الرحم بعد سن 65 عامًا، إذا كان:
- ليس لديكِ تاريخًا من التغيرات الخلوية في عنق الرحم المعتدلة أو الشديدة أو سرطان عنق الرحم.
-حصلتِ على ثلاث نتائج سلبية لاختبار عنق الرحم على التوالي، أو نتيجتين سلبيتين للاختبارين معًا (Pap test , HPV test)على التوالي، خلال العشر سنوات الماضية (1).
ماذا يعني إذا كانت نتيجة اختبار لطاخة بابانيكولا إيجابية؟
إذا كانت لديكِ نتيجة اختبارٍ إيجابية، فسوف يخبركِ الطبيب بضرورة إجراء اختباراتٍ إضافية لمعرفة إذا كان هناك تغيرات شديدة الحدّة أو سرطان. فقد يوصي الطبيب بإعادة الاختبار نفسه أو إجراء تنظيرٍ مهبلي وأخذ خزعةٍ من عنق الرحم لمعرفة مدى خطورة هذه التغيُّرات. وبعد التشخيص فقد تحتاجين لإزالة الخلايا الشاذة وإجراء فحصٍ دوري لسرطان عنق الرحم.
لكن لا تقلقي! لدى العديد من النساء نتائج إيجابية لفحص سرطان عنق الرحم، لكنها لا تعني أنكِ مصابة بالسرطان، إنما تذكري أن تغيرات خلايا عنق الرحم غالبًا ما تعود إلى طبيعتها من تلقاء نفسها، وإن لم تعد، فسوف يستغرق الأمر عدّة سنواتٍ حتى تصبح التغييرات -عالية الشدة- سرطانًا (1،2).
وفي حال كانت نتائج الاختبار سلبية، فإن فرصتكِ في الإصابة بسرطان عنق الرحم في السنوات القليلة المقبلة منخفضة (2).
في الختام، ننصحكن متابعاتنا العزيزات بالتأكد من نتيجة اختبار لطاخة بابانيكولا قبل الهلع والمباشرة بالعلاج، فإنَّ نتائجه ليست دقيقةً دائمًا. فقد يظهر ما نسميه "بـ الإيجابية الكاذبة" false positive وهي ظهور خلايا غير طبيعية لكنها في الحقيقة سليمة، وقد يظهر ما نسميه "بالسلبية الكاذبة" false negative وهي عدم كشف الفحص عن خلايا شاذة رغمَ وجودها!
وللمساعدة في منع حدوث هذه النتائج، يجب تجنب الغسل والاتصال الجنسي واستخدام الغسولات المهبلية والأدوية المهبلية مدة يومين قبل الاختبار، ويجب عليك أيضًا تجنب فحص سرطان عنق الرحم عندما تكونين في فترة الحيض (1).
ومن أسرةِ "الباحثون السوريون" نتمنى الشفاء العاجل لكل مرضى السرطان، في العالمِ أجمع.
المصادر:
2. What Should I Know About Cervical Cancer Screening? | CDC [Internet]. Cdc.gov. 2021 [cited 28 January 2021]. Available from: هنا
3. Recommendation: Cervical Cancer: Screening | United States Preventive Services Taskforce [Internet]. Uspreventiveservicestaskforce.org. 2021 [cited 28 January 2021]. Available from: هنا