تدبير مرضى باركنسون والصرع في العيادة السنية
الطب >>>> طب الأسنان
ذلك التداخل المحتمل للأعراض العصبية على البنى السنية اكتُشِفَت بدقة، ويُعدُّ التعرف إليها أمرًا مهمًّا للغاية، وعدم أُلفتها يعد من الأمور المتعبة (1).
ينتج مرض باركنسون عن تنكس الخلايا المصطبغة في المادة السوداء، مما يؤدي إلى نقص الدوبامين.
يعاني المريض رعاشًا في الذراعين واليدين، وبطئًا في الحركة والأرق وقد يظهر المريض بوجه خالٍ من التعابير، ووضعيته المنحنية وسيلان اللعاب وانخفاض ضغط الدم (2).
يمكن للأدوية المضادة للمسكارين المستخدمة مضادّ باركنسون مثل أورفينادرين orphenadrine وبينزيكزول benzhexol أن تنتج جفاف فم مما قد يزيد من حدوث التسوس.
إضافة إلى ذلك قد تنتج أدوية الدوبامين مثل الليفودوبا levodopa وكو-كارلدوبا co-careldopa اضطرابًا في التذوق (2).
عند تقديم المعالجات السنية لمريض باركنسون يجب مراعاة طبيعته التقدمية واتباع تدابير معينة إذ يجب (3):
1- التدخل المبكر والسريع لتحسين صحة الفم، وتقليل المضاعفات المحتملة في أقرب وقت ممكن.
2- تقييم الأعراض المرضية التي يمكن أن تعيق الحفاظ على نظافة الفم والأسنان
3- يجب أن تؤخذ إستراتيجيات ما قبل الجراحة بالحسبان: إذ يُحصَل على موافقة خطية، ويُتأكَّد من أن المريض قادر على إعطاء الموافقة، وقد يحتاج الحصول عليها على موافقة من مقدمي الرعاية في حال العجز المعرفي، ويجب أن يكون العلاج في الصباح، وتُحدَّد المواعيد بعد 60_90 دقيقة من تناوله للأدوية، إضافة إلى إعطاء مواعيد قصيرة ( أقل من 45 دقيقة).
4- تجنب وضعية الاستلقاء أكثر من 45 درجة، بسبب ضعف حماية المجرى الهوائي.
5- المريض يعاني عسر البلع وضعفَ منعكس السعال والتقيؤ اللإرادي؛ لذلك تُسحَب الإفرازات وتُشفَط، ويُستخدَم الحاجز المطاطي، وتوضَع ماصة اللعاب تحت الحاجز المطاطي لمنع تجمع اللعاب.
6- تدبير الحركات اللإرادية (في أثناء تقديم المعالجة) عن طريق: دعم الفم والحذر في أثناء استخدام الأدوات الدوارة، إضافة لاستخدام مثبتات ناعمة الأطراف وتقييد الأيدي وجعل الرأس مستقرًّا، وقد يكون من الضروري استخدام المركنات.
7- يعاني مرضى باركنسون انخفاض الضغط الانتصابي، لذلك يجب مساعدة المريض في أثناء الانتقال من الكرسي وإليه، والانتباه لعدم تغيير وضع كرسي المعالجة بسرعة كبيرة.
8- وللتحايل على موضوع الصرير، تُستخدَم مرممات ذات سطح إطباقي خالٍ من النحت التشريحي، وتُستخدَم مرممات ذات سطح إطباقي معدني.
9- جفاف الفم (المسبب بنقص اللعاب) يسبب نخورًا في أعناق الأسنان، لذلك يُستخدَم الأسمنت الزجاجي الشاردي (Gic) أو الأسمنت الزجاجي الشاردي المعدل بالراتنج (RMGC) لزيادة الارتباط بالعاج والملاط وتحرير الفلورايد.
10- صعوبة السيطرة والاحتفاظ بالأجهزة الكاملة المتحركة، لذلك تُبقى الأسنان أطول فترة ممكنة حتى لوكانت ذات إنذار ضعيف، إضافة إلى توقع استخدام الأجهزة المتحركة المدعومة بالزرعات.
11- يُتجنَّب الأدرينالين مع المرضى المستخدمين مثبطات MAO-B.
12- يجب تقليل التخدير الموضعي باستخدام الأدرينالين (أمبولتين كحد أقصى) بالنسبة إلى مرضى باركنسون الذين يأخذون مثبطات الـ COMT والحذر من الحقن داخل الأوعية الدموية، ومراقبة العلامات الحيوية بعد إعطاء الحقنة (3).
أما الصرع فيُعرَّف بحسب منظمة الصحة العالمية أنه حالة مرضية مزمنة ناتجة عن أسباب مرضية متعددة، تتمثل بنوبات متكررة، ناتجة عن خلل في وظائف الدماغ، بسبب تفريغ عصبي غير منتظم مفاجِئ ومفرط (4).
في دراسة وبائية وجد Karolyhazy et al أنه بالمقارنة مع الأشخاص الأصحاء، أظهر مرضى الصرع حالة أسوأ على مستوى صحة الفم والأسنان بنحو ملحوظ (4).
يمكن أن تؤدي الأدوية المستخدمة لعلاج الحالات العصبية إلى تأثيرات غير مرغوب بها، فمضادات الاختلاج لها عدد من الآثار غير المرغوب بها التي تهم أطباء الأسنان، مثل فرط نمو اللثة كأحد الآثار الجانبية لعقار الفينيتوئين، ويسبب الفينيتوئين اضطرابًا في المذاق ومتلازمة ستيفن جونسون، وقد يؤثر في البنى السنية، مؤديًا فرط تشكل الملاط أو امتصاص الجذور (4).
ويجب أن يتذكر أطباء الأسنان دائمًا أن المرضى الذين يتناولون الكاربامازيبين لفترة طويلة يعانون نقص الصفيحات والدوخة والنعاس والصداع، والمضاعفات الفموية من جفاف وزيادة الإصابات الميكروبية، وتأخر الشفاء، والنزيف المفرط (4).
(هامش: متلازمة ستيفن جونسون تطلق على الشكل الحاد من الحمامى متعددة الأشكال، تتميز بآفات مخاطية مع آفة جلدية أو بدونها. وتتكون الآفات الجلدية الأنموذجية من حلقات حمامية متحدة المركز، تبدو هدفًا، وقد يظهر الطفح الجلدي بأشكال مختلفة، لذلك دعيت متعددة الأشكال (2)
كما هو الحال مع مريض باركنسون، يخضع مريض الصرع لمجموعة من التدابير الخاصة في أثناء المعالجات السنية إذ يجب:
1- قبل بدء العلاج معرفة تاريخ المريض، بحيث يُعرَف تكرار النوبات، وتاريخ آخر نوبة، ووعي المريض، وحالته التنفسية في أثناء النوبات.
2- بما أن الإجهاد هو أحد أهم العوامل التي تثير النوبات، يجب التخلص من العوامل المسببة للتوتر قبل بدء العلاج.
3- الاستفسار عن الحالة الجسدية للمريض قبل النوبة: هل يشعر بها قبل حدوثها، وهل شعوره يؤدي لحدوث النوبة دائمًا؟
4- يحدد موعد المريض في الساعات الأولى من اليوم، ويجب أن تبقى الجلسات قصيرة
5- يجب تجنب الإثارة المفاجئة مثل وميض الإضاءة الساطعة والضجة الشديدة (5).
6- لا يمنع استخدام التركين الواعي أو التخدير العام مع مرضى الصرع في بعض الحالات، وقد يكون استخدام أوكسيد النايتروس أو المركنات الوريدية ضرورية لتقديم الخدمات السنية بنحو آمن و فعال (4).
7- يقال بأن التخدير العام هو خيار صحيح إذا كان من الصعب السيطرة على نوبات الصرع، إضافة إذا كان المريض متخلفًا عقليًّا يجب عدُّ التخدير العام ضروريًّا في ضوء حقيقة أن النوبة قد تكون ناجمة عن التوتر الناتج عن صعوبة التواصل، ومع ذلك يجب تفضيل التخدير الموضعي على التخدير العام إلى أقصى حد ممكن في خلال علاج مرضى الصرع، لما يمكن أن يعانيه مريض الصرع من نقص أكسجة دماغ مؤقت في أثناء التخدير العام (5).
8- قد يسبب ألم الأسنان والإنتانات السنية المؤلمة نوبة صرعية، يمكن تجنبها من خلال الزيارات الدورية لطبيب الأسنان (5).
9- يجب السيطرة على تضخم اللثة الناجم عن الفينيتوئين عن طريق منع تشكل اللويحة على الأسنان (5).
10- يجب استخدام الحاجز المطاطي في حال توقع حدوث نوبة في أثناء العلاج الترميمي (5).
11- دائمًا ما تكون التعويضات الثابتة مفضلة على المتحركة، وعندما يكون المتحرك لا مفر منه، فيفضل استخدام الأجهزة ذات القواعد المعدنية لتقليل فرص الكسر (4).
12- يمكن إجراء العلاجات التقويمية لأسنان مرضى الصرع والتشنج اللا إرادي بسهولة، ويفضل الأجهزة الثابتة على المتحركة (5).
13- إذا كان لدى المريض أكثر من نوبة واحدة في الشهر يجب تأجيل العلاج إذا لم يكن عاجلًا (5).
هناك مجموعة من الإجراءات التي يجب اتخاذها إذا تعرض المريض لنوبة الصرع في أثناء علاج الأسنان منها (5):
- يجب إيقاف العلاج وإزالة القطن وإزالة الأجهزة المتحركة والأدوات التي يمكن إزالتها.
- يجب مساعدة المريض على وضعية الاستلقاء.
- ليس من الضروري تثبيت المريض أو نقله على الأرض، وليس من الضروري وضع شيء في فم المريض (لمنع عض اللسان مثلًا)، فمنع الإصابة هو الهدف الأساسي والأهم للمساعدة.
- يجب تخفيف أي ملابس ضيقة يرتديها المريض.
- إذا كان المريض يشعر باقتراب حدوث النوبة، فيجب وضع سدادة سميكة من الشاش في فم المريض لمنع أي نوع من الإصابة أو تلف السن.
- يدخل بعض المرضى في نوم عميق بعد النوبة، في مثل هذه الحالات يجب مراقبة المريض عن كثب.
- إذا استمرت النوبة لأكثر من 3 دقائق وتكررت، تصبح التدابير الدوائية مطلوبة.
- يجب مراقبة المريض للتأكد من حالته بعدم حدوث انسداد المجرى التنفسي . ومع ذلك، إذا
- استمرت النوبة لفترة أطول على الرغم من العلاج الدوائي، يجب إرسال المريض إلى المستشفى.
- بعد أن يستعيد المريض وعيه، يجب أن يُرسَل إلى المنزل للراحة وتأجيل العلاج حتى يشعر المريض بحالة جيدة مرة أخرى(5).
المصادر: