لقد وقعتَ ضحية العمق الزائف!
الفلسفة وعلم الاجتماع >>>> علم المنطق والأبستمولوجيا
يمكن ملاحظة وجود كثيرٍ من هذا النوع من الهراء في مختلف جوانب الحياة العصرية؛ فهو أسلوبٌ مستخدمٌ بصورةٍ شائعةٍ في الإعلانات التجارية والسياسة والتنمية البشرية؛ إذ يحرص المسؤولون في هذه المجالات على إيهام القارئ بأنَّ هناك جوهرًا غامضًا بغضِّ النظر عن صحة ما يُنقَل؛ وبذلك فإن كثيرًا من المعلومات التي نستهلكها وتبدو مهمةً وذات معنًى قد تكون مُضلِّلةً وفارغةً (2).
وبالتأكيد؛ فإن "دوستويفسكي" لم يقل ذلك؛ لكن وجود اسم مؤلفٍ شهيرٍ يزيد من تأثير العمق الزائف لدى المتلقي وتصديقه بوجود معنًى بجملةٍ فارغةٍ (3).
مما يزيد من شيوع هذه الظاهرة سهولةُ صياغة هذا النوع من التعابير؛ مثلًا: انظر إلى هاتين الجملتين وحاول قولهما بلهجةٍ جادةٍ وبطيئة، أو كررهما بضع مراتٍ وستبدوان ذواتيِّ مغزًى عميقٍ (1):
أو اطرح أسئلةً بلاغيةً واتركها معلقةً دون إجابة؛ في حين أنه تكون المعلومة عميقةً وذات معنًى في الحقيقة عند الإجابة على هذا النوع من الأسئلة وليس فقط الاكتفاء بالسؤال (1).
مثال: هل يجب علينا السعي لمعرفة معنى الحياة أم أنه كامنٌ بداخلنا؟!
مثال: هل يمكن للبشر بلوغ السعادة حقًّا؟
وبذلك علينا التحلي بالتفكير النقدي من خلال تحليل كل ما نقرأه بصورةٍ منطقيةٍ وطرح التساؤلات عنه لمحاولة فهمه لتجنُّب وقوعنا ضحايا لهذا النوع من المعلومات الزائفة وتلقِّيها دون تمحيص.
المصادر:
1. Warburton N. Thinking from A to Z. 3rd ed. New York: Routledge; 2007. P 118.
2. Bainbridge T, Quinlan J, Mar R, Smillie L. Openness/Intellect and Susceptibility to Pseudo–Profound Bullshit: A Replication and Extension. European Journal of Personality [Internet]. 2019 [cited 13 February 2021];33(1):72-88. Available from: هنا
3. Gligorić V, Vilotijević A. “Who said it?” How contextual information influences perceived profundity of meaningful quotes and pseudo‐profound bullshit. Applied Cognitive Psychology [Internet]. 2020 [cited 13 February 2021];34(2):535-542. Available from: هنا