ثنائية اللغة Bilingualism
علم النفس >>>> المنوعات وعلم النفس الحديث
ما هي ثنائية اللغة (Bilingualism)؟
هي قدرة الشخص على التحدث بلغة ثانية غير لغته الأم وبإتقان مماثل لها. معظم ثنائيي اللغة يمتازون بكونهم ثنائيي الثقافة أيضاً (Bicultural) (1)؛ أي أن ينتمي الشخص إلى ثقافتين مختلفتين.
ما هي تأثيرات ثنائية اللغة؟
وجدت بعض الدراسات في علم النفس أنه عند انتماء إحدى لغات المتحدث لثقافة مختلفة عن ثقافته الأصلية سيُظهر تغيراً في صفات شخصيته عند التكلم والانتقال بين لغته الأم واللغة الأجنبية (1). ومن أهم هذه التغيرات التي تحصل على لغة الجسد، نبرة الصوت، وتعابير الوجه عند الانتقال بين اللغتين؛ وذلك لأن أعراف الثقافات هي التي تحدد السلوك اللفظي للأشخاص، فيمكن لشخص أن تتحول نبرته من عالية ومفعمة بالنشاط إلى هادئة ومحافظة بمجرد انتقاله بين اللغتين أو بالعكس . وكذلك يمكن أن تتغير إيماءات الشخص عند التحدث مثل استخدام الأيدي للتعبير عن الكلام والتوقف عن استخدامها عند تغيير اللغة(2).
بالإضافة إلى ذلك، وجدت بعض الدراسات أن اختيار اللغة المحكية مبني على الارتباط العاطفي لدى الشخص، فمعظم الأشخاص يختارون التكلم بالمواضيع غير المحببة أو المحرجة مثل الأمراض المزمنة باللغة الثانية لتقليل شعورهم بالقلق والخوف حول هذه المواضيع، بينما يختارون التحدث بلغتهم الأم عند تعبيرهم عن الغضب؛ وذلك لأن استخدامها في وصف الكلمات النابية يكون أكثر تأثيراً من اللغة الثانية ويقلل من شعورهم بالغضب (3).
بالإضافة إلى التغيرات الكلامية، لاحظ بعض الكتاب ثنائيي اللغة أن انتقالهم بين اللغتين قد أثر على البناء الدرامي لقصصهم على نحو كبير؛ إذ وضح أحد الكتاب أنه لا يمكن معرفة أن قصة ما كُتِبت بلغتين مختلفتين تنتمي لنفس الكاتب؛ لشدة اختلاف الأسلوب والشكل حتى لو لم يتغير مجرى الأحداث (2).
حتماً عندما يكون الشخص ثنائي اللغة والثقافة سيؤثر حتماً على تكوين شخصيته ويختلف حجم التأثير من شخص لآخر ومن ثقافة لأخرى، ومن المثير للاهتمام أن يلاحظ الشخص اختلاف شخصيته عند الانتقال بين لغته الأم واللغة الثانية؛ مما يساعده على فهم ذاته ورفع مستوى الوعي لديه من خلال ملاحظة الفروق وتحليلها وربطها بمؤثرات من ثقافته.
المصادر:
هنا
2- Ożańska-Ponikwia K. What has personality and emotional intelligence to do with ‘feeling different’ while using a foreign language?. International Journal of Bilingual Education and Bilingualism. 2012;15(2):217-234.
هنا
هنا