يُعاني قُرابة نصف سكان الدول المتقدمة زيادة الوزن؛ إذ إن تحديد طرق إنقاص الوزن على المدى الطويل أصبح أمرًا مهمًّا. ومن المعروف أنّ استعادة الوزن بعد إنقاصه أمر شائع بغض النظر عن الحميات المختلفة المُطبقة (1). إنّ هذه المشكلة تزداد خطورة مع مرور الوقت، ونتيجًّة لعدم التوازن بين استهلاك السعرات الحرارية وحرق الطاقة، وتوافر الأطعمة التي تحتوي سعرات حرارية عالية وحصصًا كبيرة جدًا، وانخفاض النشاط البدني في العمل وأوقات الفراغ؛ أصبحت الحميات الغذائية التي تسهم في إنقاص الوزن بسرعة - عن طريق التخفيض الحاد من استهلاك السعرات الحرارية وحظر أنواع معينة من الطعام - أمرًّا شائعًّا وقد تسبب عديدًّا من الآثار غير المرغوب فيها على الاستقلاب والحالة النفسية (2).
ماذا عن مخاطر تلك الحميات؟!
غالبًا ما يَفقد مُتّبعي الحميات القاسية العناصر الغذائية المهمة كالكالسيوم مما يٌعرضهم لخطر الإصابة بهشاشة العظام وكسرها.
وأيضًا قد يعانون مشاكل جسدية كفقدان القوة العضلية والشعر الخفيف والجفاف والإغماء وبطء ضربات القلب.
وتؤثر أيضًا على القدرات العقلية؛ فعندما تقيّد السعرات الحرارية في طعامك فأنت تقيّد طاقتك، التي بدورها تُقيّد قدراتك العقلية وتزيد التوتر والشعور بالاكتئاب.
وتؤدي إلى حدوث اضطرابات في الأكل، لكن انتبه! اتباعك لنظامٍ غذائي لا يسبب اضطرابًا في الأكل بحد ذاته، لكن القلق المستمر بشأن الوزن والشكل وتوزّع الدهون في جسمك وحساب السعرات الحرارية قد يسبب موجًّة من الإستياء والهوس في شكل جسمك، الذي قد يسبب اضطرابًّا في الأكل سريعًّا (3).
تُرى ما سبب استعادة الوزن بعد الانتهاء من الحمية الغذائية؟!!
أثبتت الدراسات أنّ الأنظمة الغذائية القاسية منخفضة السعرات الحرارية تؤثر على تغير الوزن في المستقبل. وما بين سنة الى 5 سنوات وبعد الانتهاء من النظام الغذائي يعود نسبة 95٪ تقريبًّا من الناس إلى أوزانهم السابقة - أي ما قبل الحميات -؛ فمحاولات إنقاص الوزن تبدو مرتبطة بزيادة لاحقة في الوزن، أي أنّ أولئك الذين يحاولون الحد من تناولهم للطعام قد يكونون في طريقهم إلى السمنة دون أن يعرفوا، وذلك نتيجة لتلك الحميات؛ إذ يحدث تباطؤ دائم في عملية التمثيل الغذائي الأساسي في جسمك؛ فالنظام الغذائي يجبر جسمك على الجوع، ويستجيب لذلك عن طريق إبطاء عديد من الوظائف الطبيعية للحفاظ على الطاقة (3).
إذًا؟ كيف يُمكننا خسارة الوزن خسارًّة صحية والحفاظ على الكيلوغرامات المفقودة؟!
الحل باتباع نظام (حياة صحي - Healthy lifestyle) مستمر وطويل الأمد بدلًا من اتباع حميات قاسية قصيرة الأمد، ويكون هذا باتباع ما يأتي:
زيادة النشاط البدني كالمشي السريع لمدة ساعة في اليوم على الأقل ثلاث مرات في الأسبوع، وهو أحد العناصر الرئيسة لخسارة الوزن على المدى الطويل (1).
التحسين من عادات الأكل وعدم استبعاد أيّ نوع من الطعام أو منعه، بل تناوله تناولًّا معتدلًّا (2).
اتباع نموذج الطبق الصحي الذي يضمن أنّ يكون نصف الطبق خضروات، ربعه بروتين، والربع الأخير كربوهيدرات (4).
زيادة في تناول الخضار والسلطات، وتقليل تناول المشروبات الغازية والحلويات والمعجنات الحلوة والوجبات السريعة والمنتجات الغنية بالسكريات والدهون، والتقليل من شرب الكحول (4).
زيادة الوعي الغذائي عن طريق معرفة محتوى السعرات الحرارية في الغذاء واتخاذ الخيارات الغذائية الصحيحة في أثناء إنقاص الوزن (4).
تكرار قياس الوزن قياسًّ منتظمًّا؛ يساعد في أثناء مرحلة إنقاص الوزن على تجنب إعادة اكتساب الوزن (4).
تكرار الوجبات المنتظمة من 3 إلى 5 وجبات في اليوم، وعدم إلغاء الوجبات وخاصة وجبة الفطور، وتقليل حجم الحصة الواحدة(4).
ختامًّا؛ إنّ فقدان الوزن الناجح هو أمر ممكن بعد تعديل نمط حياتنا، مع الاهتمام الخاص لنوع الطعام الذي نتناوله، فمن المهم تعلّم أساليب تناول الطعام تناولًّا صحيًّا والالتزام به، وممارسة الرياضة البدنية لزيادة الحرق التي تعتبر من أهم عوامل الحفاظ على الوزن المفقود.
إعداد: Khuzama Ahmad
المصادر:
1. Soini S, Mustajoki P, Eriksson J. Lifestyle-related factors associated with successful weight loss. Annals of Medicine [Internet]. 2015 [cited 16 May 2022];47(2):88-93. Available from: هنا
2. Amigo I, Fernández C. Effects of diets and their role in weight control. Psychology, Health & Medicine. 2007 [cited 16 May 2022];12(3):321-327. Available from: هنا
3. know Dieting: Risks and Reasons to Stop [Internet]. Uhs.berkeley.edu. 2005 [cited 16 May 2022]. Available from: هنا
4. Soini S, Mustajoki P, Eriksson J. Weight loss methods and changes in eating habits among successful weight losers. Annals of Medicine [Internet]. 2016 [cited 17 May 2022];48(1-2):76-82. Available from: هنا