Letters from a stoic رسائل من رزين الرواقية حكمةٌ خالدة
كتاب >>>> الكتب الأدبية والفكرية
الرزانة أو الرواقية هي مدرسةُ فلسفيةٍ يونانية قديمة تعتمد في جوهرها على أنّ الفضيلة تقوم على المعرفة، وأنّ الحكمة هي الطريق لعيشِ حياةٍ متناغمة. عنوان الكتاب:Letters from a stoics إعداد: مضر الشعار
من أهم الفلاسفة الذين طرحوا أفكارًا مرتبطة بالرزانة هو "لوكيوس سينيكا" أو "سينيكا الأصغر" (Lucius Annaeus/ Seneca the Younger)؛ وُلِد في العام الرابع قبل الميلاد في مدينة قرطبة في إسبانيا في أثناء فترة الحكم الرومانية. وقد كان رجلَ دولة وكاتبًا مسرحيًّا، فضلًا عن كونه فيلسوفًا، وكتب أعماله باللغة اللاتينية.
توفي سينيكا عام ٦٥ للميلاد في روما في إيطاليا عندما أمره إمبراطور روما "نيرو- Nero Claudius Caesar" بالانتحار فاستجاب لأمره.
ومن أبرز الكتب التي ناقشت أفكاره ومعتقداته هو كتاب "رسائل من رزين- letters from a stoic" الذي وجّه فيه رسائلَ وخطابات لصديقه "لوسيليوس" عن كيفية إيجاد حياة أفضل.
وجاء في مقدمة الكتاب رسالة عن التشتت؛ قال فيها:
"إنّ التشتت من مكان إلى آخر ومن موضوعٍ إلى آخر هو دليلٌ على عقلٍ مريض! وإنّ أفضلَ علامةٍ للعقل المنظَّم هو قدرة الإنسان على التوقف حيث يشاء وإمضاء بضعة وقت برفقة نفسه.
أن تكون في كل مكان هو أن تكون في لا مكان! إنّ الأشخاص الذين يمضون حياتهم في التنقل من مكان إلى آخر دون أيّ استقرار؛ ينتهي بهم الأمر بأن يمتلكوا كثيرًا من المعارف، ولكن لن يمتلكوا صحبةً حقيقة في أي مكان قط.
إنّ الجرح الذي يخضع لموضع التجربة بعلاجات مختلفة لا يمكن له أن يُشفَى، وكذلك الحال مع النبات؛ إذا نُقِل باستمرار لا يمكن له أن يستقرّ ويطلق جذورَه، وهكذا هو الحال مع العقل المشتت بعدة أفكار وخيارات".
وهنا ينصح سينيكا صديقَه فيقول: "اجلس كلَّ يوم و انتقِ عدّةَ أمورٍ قد تساعدك في حياتك، واختر في النهاية واحدًا منها فقط، وادرس هذا الخيار جيدًا لتتمكن من تحديد ما هو الأساسي وما هو الكافي في حياتك".
وفي مرة أخرى وصل إلى مسامع سينيكا أنّ صديقه "لوسيليوس" ينتحب ويجهر في البكاء بسبب وفاةِ صديقٍ له، فعاتبه في رسالة بسبب تخلّيه عن مبادئ الرزانة، وجاء فيها:
"هل تريد أن تعرف ما السبب الكامن وراء المبالغة في النحيب والإجهاش في البكاء؟ هو أننا نحاول إيجادَ إثباتٍ أننا متأثرين بالفقد والحزن وأننا حقًّا نشعر به، ليس لأننا محكومين بالحزن، وإنما من باب الاستعراض.
طبعًا أنا لا أقول أنه يجب عليك ألا تحزن وأن تتخلى عن المشاعر. وقد تتساءل ماذا يجب عليّ إذًا؟ أن أنسى صديقي؟! إذا كان حزنُك ومدّته هو معيار وفائك لصديقك فأنت لا تنوي على تذكّره فترةً طويلة لأنه -عاجلاً أم آجلًا- سينتهي حزنك وستبتسم لأمرٍ ما. إنّ نظرتي للموضوع هي بالتذكر! تذكُّرُ مَن رحلوا هو أمر رقيق ومفرح على الرغم من الحزن.
القَدر هو الذي يعطي وهو الذي يأخذ، ولذلك يجب علينا يا صديقي لوسيليوس أن نصاحبَ أكبرَ عددٍ ممكن من الأصدقاء، لأن القدر قد يحرمنا من صديقٍ ما، ولكننا إذا امتنعنا عن مصادقة الناس؛ فقد حرمنا أنفسَنا من عدة أصدقاء كان من الممكن لنا أن نتعرف إليهم.
وعن مصائب الدهر قال سينيكا:
"لم يسبق أن أُرِّخَ أنّ نارًا كانت كبيرة جدًّا لدرجة ألّا تترك شيئًا لنار أخرى في المستقبل لكي تلتهمه! إنّ سوء الطالع ينتقي طرائق غير مسبوقة لتأكيد قدرته على إبهار هؤلاء الذين تناسَوا قواته وسلطته. ولكن من ضمن الظلام تشرق الشمس، وما من شيء يُهدَم إلا ليُعاد بناؤه أفضلَ من قبل.
ولذلك؛ إن أردنا أن لا نرتبك بسوء الحظ والمصائب، يجب علينا دومًا أن نتذكر ليس ما يشيع حدوثه فقط، بل ما يمكن حدوثه أيضًا. فإنّ أي شيء يمكن أن يحدث في أية لحظة؛ يمكن أن يحدث الآن".
المؤلف:Lucius Annaeus Seneca
المقدمة والترجمة للغة الإنكليزية: Robin Campbell
دار النشر: penguin
سنة النشر: 2004
عدد الصفحات: 256