كيف يمكن أن تؤثر حالتك النفسية في صحة بشرتك؟
الطب >>>> مقالات طبية
ولكن هناك ما هو أكثر مما تراه العين! فهل سبق لك أن لاحظت كيف يبدو الأشخاص الواقعون في الحب كأن على بشرتهم وهجاً مشعّاً، في حين أن أولئك الذين يعانون وجع القلب أو الخسارة يبدون أقل حيوية ؟ فما السر في ذلك (2)؟
ترجع هذه الظاهرة الرائعة إلى هرمون الأوكسيتوسين، فقد أظهرت الدراسات أن المستويات الأعلى من الأوكسيتوسين ترتبط بمظهر أكثر شباباً للجلد، وفقاً لمقياس عمر الجلد (2).
فلقد تبين أن كلاً من الأوكسيتوسين والبروتين الحامل له يصنَّعان في الخلايا الكيراتينية، إضافة إلى أن الخلايا الليفية تعبر عن مستقبلات الأوكسيتوسين. عندما يرتبط الأوكسيتوسين بهذه المستقبلات، فإنه يثبط السيتوكينات الالتهابية و المكونات الأخرى المرتبطة بالحساسية؛ التي يمكن أن تسبب التهاباً وتلفاً في الجلد (2).
لذا يجب أن تشمل مشورة أطباء الجلد نصائح فيما يخصّ تخصيص الوقت للحب والعاطفة، فبصرف النظر عن العلاقة الحميمة، بينت الدراسات أن الحضن ومداعبة الحيوانات وحتى قضاء وقت ممتع مع الأحباء يمكن أن يفرز "هرمون الحب" الذي يعزز بشرتنا (2).
ما الرابط بين الاضطرابات الجلدية والنفسية العصبية؟
كجسر بين الجسم والعقل، يتشابك الجلد بعمق مع صحتنا العقلية، فمن جهة يمكن أن تؤدي الأمراض الجلدية إلى مجموعة واسعة من الاضطرابات العصبية والنفسية، بما في ذلك الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة واضطراب صورة الجسم و الوسواس القهري، ومن جهة أخرى، يسبب الإجهاد أيضاً تغيرات فيولوجية في الجلد، مما يؤدي إلى تفاقم حالات الجلد الالتهابية، لذلك من المهم مراعاة سلامتنا العاطفية عند علاج مشكلات الجلد، ويمكن أن يؤدي الإجهاد كذلك إلى تفاقم عديد من الأمراض الجلدية مثل الصدفية والإكزيما وحب الشباب والهربس البسيط، إضافة إلى تطور الطفح الجلدي والشري (1).
أثار هذا الارتباط الغامض بين دماغنا وجلدنا اهتمام الباحثين عدة قرون، مما أدى إلى ظهور مجال متخصص يُعرف باسم الأمراض الجلدية النفسية، إذ إن الجلد المتأثر يمثل تعبيراً عن المشاعر السلبية التي يصعب على الفرد تمييزها ووصفها، ومع ذلك، فإن الدور الذي تؤديه المشاعر لا يزال غير واضح. لم يُحدد ما إذا كانت المشاعر السلبية يمكن عدّها رد فعل للحالة المرضية أو إذا كانت، كأنماط استجابة مستقرة، يمكن أن تزيد الضعف لتطوير الأمراض الجلدية (3,4).
إذ يمكن لبشرتنا أن تظهر بسرعة التعبيرات الجسدية استجابةً للضغوط النفسية ، مثل الاحمرار أو الحكة أو التعرق، إضافة إلى دور الاكتئاب والقلق في عديد من الأمراض الجلدية كالصداف.
غالباً ما يعاني الأشخاص المصابون بأمراض جلدية الاكتئاب، واضطراب الوسواس القهري، واضطراب صورة الجسد، والرهاب الاجتماعي، واضطراب ما بعد الصدمة، مما يتطلب عقاقير مضادة للالتهابات، ومزيلات للقلق، ومضادات الاكتئاب، وعُثر أيضاً على انتشار للأمراض النفسية في أكثر من 30٪ في المرضى الذين يعانون حب الشباب والحكة والشرى والثعلبة، هذا يؤكد العلاقة العميقة الجذور بين بشرتنا ودماغنا، التي هي موضوع بحث معين ومجال سريري (3,5).
إن ما ذكر سابقاً يسلط هذا الضوء على أهمية تثقيف المرضى والمتخصصين في الرعاية الصحية والجمهور فيما يخصّ الصلة بين عقولنا وبشرتنا، فنحن حقاً بحاجة إلى أخذ وقت مستقطع كل يوم من حياتنا العصرية المزدحمة للاستمتاع بصحبة بعضنا البعض (1,2).
حان الوقت لإعطاء الأولوية للرعاية الذاتية وتعزيز علاقاتنا، إذ يعكس جلدنا صحتنا الداخلية وسعادتنا. لذلك، توقف لحظة لتستمتع بقوة اللمس وتمتع بالفوائد المذهلة التي توفرها لكل من بشرتك وروحك (1,2).
المصادر:
2- Basavaraj KH, Navya MA, Rashmi R. Relevance of psychiatry in dermatology: Present concepts. Indian Journal of Psychiatry. 2010 Sep;52(3):270.Available from: هنا
3- Mento C, Rizzo A, Muscatello MR, Zoccali RA, Bruno A. Negative emotions in skin disorders: A systematic review. International Journal of Psychological Research [Internet]. 2020 [cited 2023 Jun 2];13(1):71–86. Available from: هنا
4- Cheng CM, Hsu JW, Huang KL, Bai YM, Su TP, Li CT, et al. Risk of developing major depressive disorder and anxiety disorders among adolescents and adults with atopic dermatitis: A nationwide longitudinal study. Journal of Affective Disorders. 2015 Jun 1;178:60–5.Available from:هنا
5- Alfani S, Antinone V, Mozzetta A, Di Pietro C, Mazzanti C, Stella P, et al. Psychological status of patients with alopecia areata. Acta Derm Venereol. 2012 May;92(3):304–6.Available from:هنا