يمكن لاستخدام المعقِّمات والغسولات وقاتلات النطاف وغيرها من المنتجات في المنطقة المهبلية أن يترافق بتأثيرات جانبية غير مرغوبة (1). إذ تؤدي مثل هذه المواد إلى اضطرابات في التوازن الحمضي المهبلي (مدى حموضة الوسط المهبلي) وتؤثر في البكتيريا الطبيعية الموجودة في المهبل والتي تسهم في حمايته، إضافةً إلى تأثيرات سلبية محتملة أخرى (1). فماذا عن المزلِّقات الجنسية؟ هل يمكن عدُّها آمنة؟
بصورة عامة، تكون أشيع استخدامات المزلِّقات الجنسية المساعدة على تخفيف أعراض الجفاف المهبلي ومُضايقاته (2). والجفاف المهبلي مشكلة شائعة يمكن أن تصيب النساء في مختلف الأعمار، لكنها تصبح أكثر شيوعاً بعد انقطاع الطمث (2,3).
ويؤدي انخفاض مستويات الأستروجين عند السيدات بعد سن انقطاع الطمث إلى ضمور جدار المهبل ونقصان الإفراز المخاطي والترطيب المهبلي الطبيعي، ويسبب ذلك جفافَ المهبل لديهن (2,3). أما قبل انقطاع الطمث، تكون الأسباب المحتملة لجفاف المهبل: الإرضاع، والإجهاد، والأمراض المزمنة كالسكري وقصور القلب المزمن، والأدوية كبعض مضادات الاكتئاب، والأدوية المضادة للأستروجين، والمعالجة الكيميائية والمعالجة الشعاعية وغيرها (3).
وتُستخدم المزلِّقات من خلال تطبيقها موضعياً على المهبل أو الفرج أو القضيب قبل النشاط الجنسي أو خلاله للتخفيف من أعراض عسر الجماع المزعجة وتسهيل العملية الجنسية، فضلاً عن دورها في تعزيز المتعة الجنسية والمحافظة على علاقة جنسية سليمة (1-3). ومن أجل التأكد من أمان استخدام المزلِّقات الجنسية، أُجريت بعض الدراسات للبحث فيما إذا كان لها أي آثار سلبية.
ولُوحظ أن استخدامها ترافقَ ببعض المشكلات:
أذية نسيجية: سبَّبت بعضُ المزلقات حدوثَ أذيات مختلفة أصابت الخلايا والأنسجة في المنطقة (سمية خلوية - إجهاد خلوي - تغيير في بنية الغشاء الخلوي - فقدان الاتصالات بين الخلايا - تكثُّف الكروماتين) مع ملاحظة زيادة الأذية طرداً مع زيادة الأسمولية (أي زيادة تركيز المواد الذائبة الموجودة في المزلِّق) (1).
زيادة احتمال الإصابة بالعدوى والأمراض المنتقلة بالجنس: تؤثر المزلقات سلباً في البكتريا "النافعة" الموجودة في المهبل؛ ويؤدي ذلك إلى إضعاف الحماية المهبلية وحدوث التهاب المهبل الجرثومي مع زيادة خطورة الإصابة بالأمراض المنتقلة بالجنس بما فيها فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب (1,2).
أذيَّة الحيوانات المنوية: تُسبِّب العديد من المزلِّقات أذيةَ الحيوانات المنوية بسبب أسموليتها المرتفعة وغير المناسبة، إذ تبلغ الأسمولية الفيزيولوجية المناسبة لوظيفة الحيوانات المنوية 270 - 360 mOsm/kg، فالمزلِّقات التي تجاوزت أسموليتها 600 mOsm/kg تسبِّب ضعفَ حركة الحيوانات المنوية، أما التي تجاوزت أسموليتها 1000 mOsm/kg فتُسبِّب فقدانَ حركة الحيوانات المنوية وأذية الحمض النووي لها (3).
ما هي المركبات الموجودة ضمن المزلِّقات الجنسية والتي تسبب التأثيرات غير المرغوبة؟ تؤدي مركبات محددة موجودة ضمن المزلِّق إلى مشكلاتٍ معروفة، وتشمل هذه المركبات:
مركبات البارابين: وهي مكونات ذات تأثير أستروجيني ضعيف تُضاف إلى بعض المزلقات، وتُمتَصُّ من خلال التطبيق الموضعي. وبينت بعض الدراسات أنها قد تكون مسرطنة، إذ تؤثر في آلية استقلاب الخلايا، ووُجد ارتباط بينها وبين سرطان الثدي (3).
مركبات الغليكول: تؤثر سلباً في البكتيريا المهبلية النافعة، مما يؤدي إلى زيادة احتمال انتقال العدوى وزيادة حدوث التهاب المهبل الجرثومي، كذلك فإنها تؤثر سلباً في شكل الحيوانات المنوية وحركتها (3,1).
(نونكسينول ٩ - nonoxynol-9): يتسبب بأذية الخلايا المُبطنة للمهبل (الظهارة المهبلية)، وزيادة خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب، إضافة إلى أنه قاتل للنطاف (1).
(بولي كواترنيوم ١٥ - Polyquaternium-15): يُسبِّب تخريشَ الجلد وحساسيته، ويزيد معدل تضاعف فيروس نقص المناعة البشرية المُكتسَب (1).
مواد حافظة مضادة للجراثيم مثل غلوكونات كلورهكسيدين: تؤثر في البروتينات الهيكلية في خلايا ظهارة المهبل (1,3).
إذاً؛ هل علينا أن نتجنب المزلِّقات الجنسية؟ تُقدِّم المزلقات الجنسية فوائدَ حقيقيةً وتحسِّن طبيعة الحياة عموماً؛ لكن علينا توخِّي الحذر عند اختيار المزلق المناسب. بوجهٍ عام، علينا استشارة الطبيب أو الصيدلاني للتأكد من أن المنتجات المستخدمة موافقة لتوصيات السلامة، وتشمل أهم هذه التوصيات فيما يتعلق بالمزلِّقات ذات الاستعمال المهبلي:
يجب ألا تتجاوز أسمولية المزلِّق 380mOsm/kg من أجل تقليل أذية الظهارة، وتُعدُّ مقبولة حتى 1200mOsm/kg) (1,2).
يجب أن تكون درجة حموضة المزلِّق قريبة من المجال [3-4.5] (1,3).
المصادر:
1. Wilkinson EM, Łaniewski P, Herbst-Kralovetz MM, Brotman RM. Personal and Clinical Vaginal Lubricants: Impact on Local Vaginal Microenvironment and Implications for Epithelial Cell Host Response and Barrier Function. The Journal of Infectious Diseases [Internet]. 2019 Aug 17 [cited 2023 Sep 27];220(12):2009-2018. Available from: هنا 2. Palacios S, Hood S, Abakah-Phillips T, Savania N, Krychman M. A randomized trial on the effectiveness and safety of 5 water-based personal lubricants. The Journal of Sexual Medicine [Internet]. 2023 Feb 13 [cited 2023 Sep 27];20(4):498-506. Available from: هنا 3. Potter N, Panay N. Vaginal lubricants and moisturizers: a review into use, efficacy, and safety. Climacteric [Internet]. 2020 Sep 29 [cited 2023 Sep 27];24(1):19–24. Available from: هنا