هل يمكن أن تؤثر وضعية النوم في فقدان الوزن؟
الغذاء والتغذية >>>> الوزن واللياقة
وقد وجدت الأبحاث أيضًا أنّ الأشخاص الذين يعانونَ قلةَ النوم قد يفقدون كتلة دهنية أقل من الأشخاص الذين يحصلون على قسط كافٍ من النوم. كذلك فقد يؤدي نقص النوم عالي الجودة أيضًا إلى زيادة التوتر، مما قد يؤدي إلى الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة الغنية بالدهون وزيادة الوزن (1,2).
أما فيما يخص تأثير أوضاع النوم في فقدان الوزن، فلم تجد الدراسات دليلًا على أن وضعية نوم معينة تسبب فقدان الوزن فقدانًا مباشرًا. ومع ذلك، اعتمادًا على عدة عوامل، قد تعمل أوضاع نوم معينة على تحسين جودة النوم، مما قد يساعد الشخص على إنقاص الوزن؛ ومن هذه الأوضاع:
النوم على الجانب الأيسر:
لم تثبت الأبحاث أن النوم على الجانب الأيسر يمكن أن يساعد الشخص على إنقاص الوزن. ومع ذلك، تشير بعض الأبحاث إلى أن النوم على الجانب الأيسر قد يساعد على منع أعراض مرض الجزر المعدي المريئي (GERD). فقد وجدت دراسة أُجريت عام 2022 أن الأشخاص الذين يعانونَ ارتجاعَ المريء والذين ينامون على جانبهم الأيسر شهدوا انخفاضًا ملحوظًا في الأعراض، مثل الارتجاع الحمضي؛ ويساعد هذا على منع الاستيقاظ في أثناء الليل أو انخفاض جودة النوم بسبب الأعراض غير المريحة، مما قد يساعد على فقدان الوزن. ويمكن لأي شخص وضع وسادة عند قاعدة عموده الفقري لمساعدته على البقاء على جانبه الأيسر ووضع وسادة بين ركبتيه للمساعدة على دعم عموده الفقري (3).
النوم على الجانب الأيمن:
لا يوجد دليل سريري يشير إلى أنّ النوم على الجانب الأيمن يمكن أن يُسهم على نحوٍ مباشر في فقدان الوزن. وقد يؤدي وضع النوم هذا إلى تفاقم أعراض ارتجاع المريء، مما قد يقلل جودةَ النوم لدى بعض الأشخاص. ومع ذلك، فإن النوم على الجانب الأيمن قد يكون له أيضًا فوائد معينة يمكن أن تحسن جودة النوم. إذ وجدت دراسة صغيرة أُجريت عام 2022 على 13 شخصًا أن الأشخاص الذين يفضلون النوم على جانبهم الأيمن يستيقظون مرات أقل في أثناء الليل ولديهم أوقات استيقاظ أقصر من أولئك الذين ينامون في أوضاع أخرى. وقد يؤدي النوم على الجانب الأيمن أيضًا إلى زيادة المساحة في تجويف الصدر، مما قد يقلّل الضغط على القلب. ومع ذلك، من الضروري إجراء مزيد من الأبحاث لتحديد كيفية تأثير وضعية النوم هذه في القلب. وكما هو الحال مع النوم على الجانب الأيسر، يمكن للوسادة الموجودة في قاعدة الظهر وواحدة بين الركبتين أن تساعد على دعم الجسم (4).
النوم مستلقٍ على الظهر:
لا يوجد أيضًا أي دليل من الأبحاث يشير إلى أن النوم على الظهر يمكن أن يؤثر مباشرةً في فقدان الوزن. ومع ذلك، فإنّ النوم على الظهر قد يساعد بعض الأشخاص على الحصول على نوم أفضل، مما قد يُسهم في فقدان الوزن. وقد يساعد هذا الوضع على تخفيف آلام أسفل الظهر لدى بعض الأشخاص وتوزيع وزن الجسم بالتساوي لتقليل الضغط على العمود الفقري والكتفين والوركين.
ومع ذلك، يجد بعض الأشخاص هذه الوضعية غير مريحة، وقد تؤدي إلى تفاقم أعراض آلام أسفل الظهر لدى بعض الأشخاص، مما قد يؤدي إلى تفاقم جودة النوم. ووجدت دراسة صغيرة شملت 13 شخصًا أن أولئك الذين فضلوا النوم على ظهورهم تعرضوا للاستيقاظ طوال الليل أكثر من الأشخاص الذين ينامون على جانبهم الأيمن. وهذا يمكن أن يؤثر في نوعية النوم. وقد يزيد الاستلقاء أيضًا خطرَ إصابة الشخص بالشخير وانقطاع التنفس في أثناء النوم، مما قد يؤدي إلى تفاقم جودة النوم (4).
النوم على البطن:
لا يوجد دليل سريري يشير إلى أنّ النوم على البطن يؤثر على نحوٍ مباشر في فقدان الوزن. وفي حين أن النوم على البطن له بعض الفوائد الصحية التي قد تحسن نوعية النوم لدى بعض الأشخاص، غيرَ أنّ الخبراء عادةً لا ينصحون بهذا الوضع. فالنوم منبطح على البطن يمكن أن يزيد الضغطَ على أنسجة العمود الفقري، مما قد يؤدي إلى أعراض العمود الفقري مثل الألم والتيبس. وقد يؤدي ذلك إلى انخفاض جودة النوم، مما قد يؤثر سلبًا في فقدان الوزن. ومع ذلك قد يساعد النوم على البطن على تحسين مشكلات التنفس وتقليل انقطاع التنفس في أثناء النوم، مما قد يحسن جودة النوم لدى بعض الأشخاص، ويُسهم في فقدان الوزن. ويمكن لأي شخص وضع وسادة ثابتة تحت الوركين لرفع المنطقة والمساعدة على تخفيف الضغط على العمود الفقري في وضعية الانبطاح (5).
هل يستطيع الشخص حرق الدهون في أثناء النوم؟
يحرق الجسم السعرات الحرارية في أثناء النوم لمواصلة أداء وظائف معينة ولكنه لا يحرق كمية كبيرة من الدهون. وقد يفقد الشخص الوزن في أثناء النوم. ومع ذلك، فإن فقدان الماء يمثل غالبية هذه الخسارة (6).
ختامًا، لا يوجد دليل سريري يشير إلى أنّ أي وضع نوم معين قد يساعد الشخص على إنقاص الوزن. ومع ذلك، قد يُسهم النوم الجيد في فقدان الوزن أو الحفاظ عليه من خلال مساعدة الشخص على الحفاظ على نظام غذائي صحي أو ممارسة التمارين الرياضية. ومن الأفضل أن ينام الأشخاص في وضع يسمح لهم بالحصول على أفضل نوعية من النوم. وقد يختلف هذا بالنسبة للأشخاص الذين يعانونَ حالاتٍ صحية معينة.
المصادر: