أثر التخزين السيء في الحبوب
الغذاء والتغذية >>>> رحلة الغذاء
وعلى الرغم من أنّ الخسائر تحدث في كل مرحلة من مراحل سلسلة التوريد بدءًا من الإنتاج وحتى الوصول إلى المستهلك، غيرَ أنّ خسائر التخزين تُعدّ أكثرَ أهمية في البلدان النامية إذ تبلغ أحيانًا 53% (2).
تُعدّ أنظمة تخزين الحبوب ضرورية للحصول على حبوب ذات نوعية جيدة وآمنة للاستهلاك. لذلك، يجب دائمًا اعتماد الإدارة الصحيحة للحبوب بممارسات بسيطة؛ للمساعدة على الحفاظ على خصائص الحبوب لفترات طويلة (1).
فعلى سبيل المثال، تُشكّل السموم الفطرية المتوفرة في الحبوب، والتي تنتجها الفطريات في الحقل أو في أثناء التخزين، تهديداتٍ خطيرة لسلامة الأغذية، وخطرًا على البشر والماشية. وتراوحت الخسائر الناجمة عن آفات الحبوب المخزنة من 9% في الولايات المتحدة إلى 20% في البلدان النامية. وقد بلغت الخسارة السنوية المقدّرة للحبوب المخزنة بسبب التلوث بالسموم الفطرية في الولايات المتحدة وحدها 932 مليون دولار (3).
العوامل المُسبّبة لفواقد التخزين:
يُمكن تصنيف هذه العوامل إلى فئتين رئيستين: العوامل غير الحيوية (درجة الحرارة والرطوبة). والعوامل الحيوية (الحشرات والآفات والقوارض والفطريات) (2).
1- درجة الحرارة والرطوبة:
يُعدّ محتوى الرطوبة ودرجة الحرارة من أهم العوامل التي تؤثّر في عمر التخزين.
ترتفع درجة حرارة كومة الحبوب على نحوٍ غير طبيعي بسبب تركيز الحرارة، وتسمى هذه الظاهرة بحمّى كومة الحبوب، هذا يُسبّب تطورَ العفن الفطري ويؤثر في النهاية على قيمة الاستخدام والقيمة الصالحة للأكل. تنتج حرارة الحبوب أساسًا عن التنفس وتراكم الحرارة بواسطة الكائنات الحية في كومة الحبوب (4). وتنمو معظم أعفان التخزين بسرعة عند درجات حرارة تتراوح بين 20-40 درجة مئوية ورطوبة نسبية تزيد عن 70% (2).
لمنع ارتفاع حرارة تخزين الحبوب هنالك حاجة للقيام بعمل جيد في العزل والرطوبة، وتحسين ظروف التخزين، والتهوية في الوقت المناسب، إنّ القيام بعمل جيد في التنبؤ ب حمى الحبوب، والكشف المبكر عن المشكلات، وعلاجها في الوقت المناسب هو أيضًا عمل مهم لمنع الخسائر الناجمة عن حمى تخزين الحبوب (4)، ويجب تجفيف الحبوب إلى حوالي 13% من محتوى الرطوبة قبل تخزينها لتقليل الخسائر (2).
2- الحشرات:
يمكن أن تؤدي فضلات وبقايا أجسام آفات الحبوب المخزنة إلى تلويث الأغذية، مما يؤدي إلى مؤشرات صحية دون المستوى المطلوب ويؤثر في صحة الإنسان (4).
يُعدّ تخزين الحبوب المُكيف بالغاز من أكثر تقنيات مكافحة آفات تخزين الحبوب الخضراء والآمنة والفعالة شهرة في العالم، على عكس تبخير الأدوية التقليدية لقتل الحشرات، والتي تُملَأ بتركيز عالٍ من ثاني أكسيد الكربون أو غاز النيتروجين في صومعة محكمة الغلق. لتدمير البيئة المعيشية للحشرات والعفن. ويؤدي ذلك إلى موت الآفات ويقللُ تنفسَ الحبوب لتحسين جودتها وتخزينها على نحوٍ آمن (4).
3- جودة الحبوب:
تُعدّ جودة الحبوب قبل التخزين عاملًا حاسمًا آخرًا يؤثر في خسائر التخزين، إذ يُمكن أن يؤدّي الضرر الميكانيكي في أثناء الحصاد والدرس إلى ظهور مناطق كدمات على الحبوب، والتي قد تكون بمثابة مراكز للعدوى وتسبب تدهور جودة الحبوب (2).
هناك حاجة إلى طريقة سريعة لتحديد وقياس جودة الحبوب المخزنة مما يمكن أن يساعد على تقليل خسائر جودة الحبوب المخزنة وإنشاء ظروف تخزين مناسبة للتحقق من كيفية تأثير تكنولوجيا التخزين في معدل تدهور الجودة. يُعدّ التحليل الطيفي للأشعة تحت الحمراء القريبة (NIRS) تقنية فعالة للتوصيف الكيميائي وفحص المحاصيل الزراعية (4).
كذلك فقد يمكن للتدخلات التكنولوجية وهياكل التخزين المحسنة أن تؤدّي دورًا حاسمًا في الحدّ من خسائر ما بعد الحصاد؛ وهناك ثلاث طرائق رئيسة لمكافحة آفات تخزين الحبوب: المكافحة البيولوجية والفيزيائية والكيميائية.
أهم هذه الطرائق وأكثرها شيوعًا هي استخدام المبيدات الحشرية ذات درجات الحرارة العالية والمنخفضة، والمبيدات الحشرية لتكييف الهواء (ارتفاع ثاني أكسيد الكربون أو انخفاض الأكسجين) والإشعاع، والمسحوق الخامل، والتجفيف (4)
أما عن المكافحة الإشعاعية، فهي القتل المباشر للآفات أو جعلها عقيمة وغير قادرة على التكاثر عن طريق معالجة الحبوب بإشعاع عالي الطاقة باستخدام النظائر المشعة (4).
وكان التخزين المختوم موضعَ اهتمام باعتباره وسيلةً فيزيائيةً لمكافحة آفات ما بعد الحصاد، يخلق التخزين المختوم جوًّا معدّلًا تلقائيًّا من التركيز العالي من ثاني أكسيد الكربون باستخدام الأكياس أو الهياكل المغلقة المقاومة للماء، ويقلل على نحوٍ كبير خسائرَ الإصابة بالحشرات. وقد أدى استخدام هياكل تخزين محكمة الغلق استخدامًا صحيحًا إلى تقليل خسائر التخزين بنسبة تصل إلى 98%، والحفاظ على صلاحية البذور وجودتها لفترات تخزين طويلة (2).
المصادر: