الفوائد الصحية للحبوب القديمة
الغذاء والتغذية >>>> عادات وممارسات غذائية
المحتوى من الألياف:
تحتوي الحبوب القديمة نسبةً عاليةً من الألياف الغذائية، وهي عنصر بالغ الأهمية للحفاظ على صحة الأمعاء. كذلك فإنّها تدعم صحة الجهاز الهضمي، من خلال تعزيز حركات الأمعاء المنتظمة ومنع الإمساك. أشارت دراسة أُجريت على مرضى حساسية القمح إلى أنّ الأشخاص الذين تناولوا الحبوب القديمة أبلغوا عن انخفاض وتيرة الإمساك مقارنةً بأولئك الذين لم يستهلكوا هذه الحبوب. إضافةً إلى ذلك، أبلغ بعض المرضى عن أعراض أخفّ أو قدرة تحمُّل ممتازة عند تناول الحبوب القديمة مقارنةً بالقمح الحديث (1,2).
المحتوى من مضادات الأكسدة:
توفر المواد الكيميائية النباتية العديدة المتوفرة في القمح القديم، مثل البوليفينول (polyphenols)، والكاروتينات (carotenoids)، والفيتوستيرول (phytosterols)، والمركبات الفينولية (phenolic compounds)، خصائصَ مضادة للأكسدة، والتي تُعدّ ضرورية في الوقاية من الأمراض المزمنة والتنكسية المختلفة (3).
فوائد الحبوب القديمة لصحة القلب والأوعية الدموية:
سلطت عديد من الدراسات الضوء على فوائد الحبوب القديمة لصحة القلب والأوعية الدموية. لقد ثبُت أن هذه الحبوب تعمل على تحسين مستويات الدهون وتقليل علامات الالتهاب، وهي أمورٌ ضروريةٌ لصحة القلب. بيّنت دراسة أنّ تناول الخبز المصنوع من الحبوب القديمة يخفّض على نحوٍ كبير مستويات الكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار مقارنةً بالخبز المصنوع من الحبوب الحديثة. يرتبط هذا الانخفاض في نسبة الكوليسترول بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. تشير النتائج إلى أنّ الاستهلاك الغذائي للخبز المشتق من أصناف الحبوب القديمة كان فعّالًا في الحدّ من عوامل الخطر القلبية الوعائية (4).
ارتبطت الحبوب القديمة أيضًا بانخفاض ضغط الدم ومستويات الجلوكوز في الدم، ممّا يدعم صحة القلب والأوعية الدموية ويقللُ خطرَ الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. على سبيل المثال، تبيّن أن الدقيق المصنوع من الحبوب القديمة مثل ريسسيولا (Risciola)، وكاروسيلا (Carosella)، وساراجولا (Saragolla) يحتوي نسبةَ سكر قليلة في الدم، مما يجعلها خيارًا أكثر صحة للحفاظ على مستويات مستقرة للسكر في الدم (5,6).
خصائصها المضادة للالتهابات والمضادة للسرطان:
تُسهم المركبات النشطة بيولوجيًّا المتوفرة في الحبوب القديمة في خصائصها المضادة للالتهابات والمضادة للسرطان. تحتوي هذه الحبوب مستوياتٍ أعلى من المواد الكيميائية النباتية مقارنةً بالحبوب الحديثة، ممّا يساعد على تقليل الالتهاب والحماية من أنواع معينة من السرطان. كذلك فقد تساعد على تحييد الجذور الحرة وتقليل الإجهاد التأكسدي، ومن ثمَّ تقليل خطر الإصابة بالسرطان (7,8).
الاستدامة والأمن الغذائي:
إلى جانب فوائدها الصحية، تؤدي الحبوب القديمة دورًا حاسمًا في تعزيز الزراعة المستدامة والأمن الغذائي. غالبًا ما تكون هذه الحبوب أكثر مرونة في مواجهة ظروف النمو القاسية، مثل الجفاف وسوء نوعية التربة، مما يجعلها مصدرًا غذائيًّا موثوقًا في مواجهة تغيُّر المناخ. تعزز زراعة هذه الحبوب التنوع البيولوجي، وتقللُ استهلاكَ المياه، وتعزز خصوبة التربة، مما يُسهم في ممارسات زراعية أكثر استدامة (9).
تُعدّ الحبوب القديمة إضافة قيّمة إلى الأنظمة الغذائية الحديثة ويمكن أن تؤدي دورًا مهمًّا في تعزيز الصحة على المدى الطويل.
المصادر: