النظام الغذائي الرديء يجعل أدمغتنا حزينة
الغذاء والتغذية >>>> معلومة سريـعـة
فعندما يتناول شخص ما نظامًا غذائيًّا رديء الجودة، ينخفض لديه (حمض غاما أمينوبوتيريك - gamma aminobutyric acid (GABA))، ويرتفع مستوى (الغلوتامات - glutamate) -وهما ناقلان عصبيان إلى جانب انخفاض حجم المادة الرمادية- في المنطقة الأمامية من دماغه، وقد يفسر هذا الارتباط بين ما نأكله وكيف نشعر (1,2).
وحسب الباحثين فإن الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًّا غير صحي -غني بالسكر والدهون المشبعة- لديهم اختلال في انتقال الإشارات العصبية المثيرة والمثبطة، فضلًا عن انخفاض حجم المادة الرمادية في الجزء الأمامي من الدماغ، ويشارك هذا الجزء من الدماغ في قضايا الصحة العقلية، كالاكتئاب والقلق (1).
ومع ذلك فإن السبب الدقيق وراء تأثير النظام الغذائي في الدماغ بهذه الطريقة لا يزال قيد البحث، ومن المحتمل أن السمنة وأنماط النظام الغذائي التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة تسبب تغييرات في استقلاب الغلوتامات وحمض غاما أمينوبوتيريك وانتقال الإشارات العصبية، وهو مُوضح في الدراسات على الحيوانات (1,3).
ويُعتقد أن التغييرات المميزة في ميكروبيوم الأمعاء، بسبب أنماط النظام الغذائي التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة، لها تأثير في آلية الخلية التي تحرك إنتاج حمض غاما أمينوبوتيريك والغلوتامات (1).
وثبت أن اتباع نظام غذائي غني بالدهون المشبعة والسكريات يقلل عدد الخلايا العصبية الداخلية (للبارفالبومين - parvalbumin)، التي تؤدي دور توصيل حمض غاما أمينوبوتيريك إلى المكان الذي يحتاج إليه، وتؤثر الأنظمة الغذائية غير الصحية في الغلوكوز، مما يجعل نسبة الغلوكوز والأنسولين في الدم أعلى. يؤدي هذا إلى زيادة نسبة الغلوتامات في الدماغ والبلازما، بالتالي تقليل إنتاج حمض غاما أمينوبوتيريك وإطلاقه (1).
وقد يؤدي اتباع نظام غذائي غني بالدهون والكوليسترول إلى حدوث تغييرات في الأغشية الخلوية التي تغيّر إطلاق النواقل العصبية أيضًا، وقد تؤدي هذه التغييرات في كيمياء الدماغ إلى تغييرات في حجم المادة الرمادية في الدماغ (1).
يجب التنويه إلى أنه يشارك حمض غاما أمينوبوتيريك والغلوتامات مشاركة وثيقة في الشهية وتناول الطعام أيضًا، وقد يكون انخفاض حمض غاما أمينوبوتيريك و/أو زيادة الغلوتامات أيضًا عاملاً دافعًا في اتخاذ خيارات غذائية غير صحية. لذلك قد تكون هناك علاقة دائرية بين تناول الطعام والحصول على دماغ أكثر صحة ورفائية عقلية أفضل، واتخاذ خيارات غذائية أفضل لتناول الطعام تناولًا جيد (1).
المصادر: