الفوائد الصحية للحليب Milk
الغذاء والتغذية >>>> الفوائد الصحية للأغذية
المعلومات الغذائية:
يعادل كوبٌ واحدٌ من الحليب حصةً واحدةً، ويعتمد تركيبُه على محتواه من الدسم. فالحليبُ كاملُ الدسم (بنسبة 3.25%) يحتوي على 146 كيلو كالوري، و8 غراماتٍ لكل من الدسم والبروتين، و13 غراماً من الكربوهيدرات. وبالمقابل، فإنَّ كوباً واحداً (حصة واحدة) من الحليب خالي الدسم يحتوي على 86 كيلوكالوري، و12 غراماً من الكربوهيدرات، و8 غرامات من البروتين ويخلو تماماً من الدسم.
وبغض النظر عن محتوى الحليب من الدسم، فإنَّهُ يقدمُ لجسمنا العناصرَ المغذِّيةَ الضروريةَ التالية:
الكالسيوم Calcium: يُعتبر الحليبُ أفضلَ المصادر الغذائية للكالسيوم دونَ منازع، حيث يحتوي كوبٌ واحدٌ من الحليب منزوعِ الدسم على 306 ملغ من الكالسيوم. ومن المعروف أنَّ الكالسيوم يلعب دوراً مهماً في الجسم، إلا أنَّ وظيفتَه الأساسية هي المحافظة على صحة العظام والأسنان، كما أنه مهمٌ لتخثّر الدم وشفاء الجروح، والمحافظةِ على ضغطٍ طبيعيٍّ للدم، وانقباض العضلات الأمر الذي يشمل نبضَ القلب أيضاً. من المفضّل أنْ تترافقَ الأغذيةُ الغنيةُ بالكالسيوم مع مصادرَ جيدةٍ للفيتامين D الذي يساعد الأمعاء الدقيقة على امتصاص الكالسيوم بشكل أفضل.
الكولين Choline: يساعد الكولين على النوم وحركة العضلات ويدعم التعلمَ والذاكرةَ. كما أنَّ له دوراً في المحافظة على بنية الغشاء الخلوي، ويساعد في انتقال السيالات العصبية، وامتصاص الدهون والتقليل من الالتهابات المزمنة. ويُعَدُّ الحليب من أفضل مصادر الكولين.
البوتاسيوم Potassium: يرتبط ارتفاعُ مدخول الجسم من البوتاسيوم بانخفاضٍ ملحوظٍ في خطر السكتات، والأمراض القلبية، وارتفاع ضغط الدم، وله دورٌ في الحماية من خسارة الكتلة العضلية، والحفاظِ على كثافة العناصر المعدنية في العظام، والتقليلِ من تشكّل حصى الكلى. كما يساعد في خفض خطر الموتِ من مختلف المسببات بنسبة 20%.
الفيتامين D (في الحليب المدعّم): كما ذُكر سابقاً، فإنَّ الفيتامينَ D مهمٌ لصحة العظام ويساعد في تشكُّلها ونموِّها وإصلاحِها. يلعب دوراً مهماً في امتصاص الكالسيوم والأداء المناعي للجسم. يرتبط عوز فيتامين D بهشاشة العظام Osteoporosis، والاكتئابِ، والإرهاقِ المزمن، وآلامِ العضلات، والأعراض السابقة للحيض PMS، وارتفاع الضغط، وسرطان الثدي والقولون.
إلى جانب ما سبق، يعتبر الحليب مصدراً مهماً للمغنيزيوم، والفوسفور، وفيتامينات A وB-6 وB-12.
الفوائد الصحية للحليب:
صحة العظام: وهي إحدى فوائد الحليب التي لا تخفى على أحد. فهو يجمع كلاً من الكالسيوم وفيتامين D. إلا أنَّ ذلك لا يكفي للوقاية من ترقق العظام، فالنظام الغذائيُّ المتوازن والصحي لا يقلُّ أهميةً عن هذين المكونين. كما أنَّ النشاطَ الفيزيائي والتمارينَ المنتظمةَ، إلى جانب الامتناع عن التدخين والالتزامِ بحميةٍ منخفضةِ الصوديوم ومرتفعةِ البوتاسيوم تساهم جميعاً في صحة العظام والوقاية من الترقق.
ضغط الدم وصحة القلب: تساعد زيادةُ المدخول من البوتاسيوم في تحسين قدرة الشرايين على التمدد وخفض ضغط الدم، خاصةً إذا كان مترافقاً مع التقليل من كمية الصوديوم، حيث يمثل ذلك أهمَّ التغيرات التي يمكن أن يجريَها الفردُ لتقليل خطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية. ويمكن أن نزيدَ مدخولَنا من البوتاسيوم عن طريق تناول الحليب، والبرتقال، والطماطم (البندورة)، والفاصولياء، والسبانخ، والموز، والخوخ، واللبن.
السرطان: يعتبر سرطان القولون والمستقيم colorectal cancer أكثرَ أنواع السرطان تسبباً بالوفيات في المناطق الجغرافية التي تتلقى مقداراً قليلاً من الاشعة الشمسية. وقد اقترح بعض الباحثين أنَّ أحدَ الأسباب لارتفاع هذه النسبة هو دور الفيتامين D في تنظيم نمو الخلايا والحماية من السرطان. بالمقابل، أشارت بعض الدراسات إلى احتمال وجود دورٍ للكالسيوم في التقليل من خطر سرطان المستقيم، واقترحت أُخرى أنه قد يساعد مع اللاكتوز الموجود في منتجات الحليب على الوقاية من سرطان المبيض.
الاكتئاب: يدعم الفيتامين D إنتاج هرمون السيروتونين Serotonin عند حصول الجسم على الكميات الكافية منه. ويرتبط هذا الهرمون بالمزاج، والشهية، والنوم. في حين يؤدي عوزُ الفيتامين D إلى الاكتئاب، والتعب المزمن، وظهور الأعراض السابقة للحيض PMS.
بناء العضلات وخسارة الوزن: وذلك لأنَّ الحليبَ من أهم مصادرِ البروتينات مرتفعة القيمة. وتساعد المحافظةُ على صحة العضلات في دعم الاستقلاب في الجسم، كما تساهمُ في خسارة الوزن والمحافظة عليه. يحتاج الجسمُ بشكل أساسي لحميةٍ تؤمن له البروتيناتِ الكافيةَ بُغيةَ المحافظة على الكتلة العضلية أو زيادتِها، وتلعب بروتيناتُ الحليب ومنتجاتُه بشكل خاص دوراً في نمو العضلات وتعافيها من الأضرار التي تصيبها.
المخاطر والمحاذير:
تُقسم مخاطر تناول الحليب إلى قسمين؛ عدم تحمل اللاكتوز Lactose intolerance، والحساسية تجاه الحليب Milk allergy.
عدمُ تحمُّل اللاكتوز: حالةٌ يفتقر فيها المريض لإنزيم اللاكتاز Lactase اللازمِ لتفكيك سكر الحليب (والمسمّى اللاكتوز Lactose). يتعرض الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة عند استهلاك الحليب ومنتجاتِهِ إلى انتفاخ البطن، والغازات، أو الإسهال. ويساعد شرب الحليب الخالي من اللاكتوز، والذي أُضيف إليه إنزيم اللاكتاز مسبقاً لتسهيل الهضم، في تخفيف الأعراض أو التخلص منها نهائياً.
أما الحساسية تُجاه الحليب، فهي تختلف عن حالة عدم التحمل وتشير إلى استجابةٍ مناعيةٍ غير طبيعيةٍ من قبل الجهاز المناعي في الجسم، يقوم خلالها بإنتاج أجسام مضادة تعرف بالغلوبيولينات المناعية من نوع E أو Immunoglobulin E (IgE). يؤدي ذلك إلى ظهور أعراض الحساسية والتي تتمثل بصعوبة التنفس، والإسهال، أو التقيؤ. كما يمكن أنْ تظهرَ الأعراضُ على شكل أزمة للربو، أو الإكزيما (طفح مصحوب بحكّة)، والتهاب الأنف التحسسي، واضطراب المعدة والأمعاء، والنزيف، والتهاب الرئة، وحتى حدوث صدمة تأقية قد تكون قاتلة Anaphylaxis.
من جهة أخرى، فإن الاستهلاكَ المرتفعَ للبوتاسيوم أو الفوسفور (والمتواجدين في الحليب بكميات كبيرة) من قِبل الأشخاص الذين يعانون من ضعفٍ في وظائف الكلية يُعتبر خطيراً، بل ومميتاً أيضاً في حال لم تكنْ الكلى قادرة على التخص من الكميات الفائضة منهما من الدم.
وبنفس الشكل، فإن الاستهلاكَ الفائضَ من الكالسيوم يمكن أن يكونَ ضاراً أيضاً، علماً أن حدوث ذلك عن طريق الغذاء أمرٌ غير واردٍ، إلَّا أنَّ الأشخاصَ الذين يتناولون المكملاتِ الحاويةَ على الكالسيوم قد يختبرون بعض الأعراض الجانبية المتمثلة بالإمساك، وتشكُّل حصى الكلية، أو الإصابة بفشل الكلى. إضافةً إلى ذلك، فقد ربطت بعضُ الدراسات ارتفاعَ الكالسيوم بسرطان البروستات، ولكنَّ بعضَها الآخر أكَّد عكس ذلك، إلا أنه يبقى أمراً يستدعي الانتباهَ وتوخيَ الحذر، علماً أن الحدَّ الأعلى الذي يُسمح به من الكالسيوم يصل إلى 2.5 غرام/يوم للأفراد الأصحاء من عمر السنة فأكثر.
المصدر: هنا