العلاقة بين الإجهاد وتناول الفاكهة والخضار
الغذاء والتغذية >>>> عادات وممارسات غذائية
ومن المثير للاهتمام أن هذه العلاقة تبدو ذات اتجاهين. فكما أن التوتر يؤثر في استهلاكنا للفواكه والخضروات، فإن انخفاض تناول هذه الأطعمة الصحية قد يسهم في زيادة مستويات التوتر لدينا أيضًا، وهذا يشير إلى وجود حلقة مفرغة قد تؤثر سلبًا في صحتنا العامة (1,2).
بينت دراسة أن زيادة استهلاك بعض أنواع الفواكه والخضروات قد يقلل كثيرًا احتمالات الإصابة بالتوتر المرتفع. على سبيل المثال، ارتبط تناول مزيد من التفاح والكمثرى بانخفاض خطر التوتر العالي بنسبة 31%، في حين قلل تناول مزيد من الحمضيات والموز هذا الخطر بنسبة 25% و24% على التوالي (3).
وقد سلطت جائحة كوفيد-19 الضوء تسليطًا كبيرًا على هذه العلاقة. فبينما بينت بعض الدراسات أنه تبنى الطلاب عادات أكل أكثر صحة في أوقات الإغلاق، وأشارت دراسات أخرى إلى أن هناك علاقة سلبية بين التوتر المرتبط بالجائحة وتناول الفواكه والخضروات. هذه النتائج المتباينة تؤكد أن تأثير التوتر في عادات الأكل يختلف من شخص لآخر، اعتمادًا على ظروفهم الفردية وآليات التكيف لديهم (3).
ولا يمكننا إغفال دور النوم في هذه المعادلة. فالتوتر خصوصًا التوتر المالي، يرتبط بجودة نوم سيئة، مما يؤدي بدوره إلى زيادة السلوكيات الغذائية الخطرة. وهذا يسلط الضوء على أهمية تحسين جودة النوم بصفته استراتيجيةً للتخفيف من آثار التوتر في عاداتنا الغذائية (2).
والجدير بالذكر أن هناك فروقًا بين الجنسين في كيفية تأثير التوتر في عادات الأكل. فقد لوحظ أن الطالبات يظهرن تغيرات أكثر وضوحًا في أنماط تناول الطعام في أثناء أوقات التوتر مقارنةً بالطلبة الذكور. ويبلغ الطالبات عادةً عن مستويات توتر أعلى فيما يتعلق بالعوامل الشخصية والبيئية (4).
فما العمل إذن؟
يقترح الخبراء عدة استراتيجيات للحفاظ على عادات أكل صحية في أثناء أوقات التوتر:
1. إعطاء الأولوية لتحسين جودة النوم ومدته.
2. ممارسة تقنيات إدارة التوتر كالتأمل والتمارين الرياضية والتنفس العميق.
3. التخطيط المسبق للوجبات وتحضير وجبات خفيفة صحية لتجنب الاعتماد على الأطعمة السريعة غير الصحية.
4. طلب الدعم من المحيطين عند مواجهة مستويات عالية من التوتر.
5. السعي لتناول خمس حصص على الأقل من الفواكه والخضروات يوميًّا (5).
في الختام، يتضح لنا أن العلاقة بين التوتر وتناول الفواكه والخضروات معقدة ومتعددة الأوجه. بناءً على دراسة، فإنه يرتبط ارتفاع مستويات التوتر ارتباطًا وثيقًا بزيادة العوائق أمام تناول الفواكه والخضروات (6).
لكن بفهمنا لهذه العلاقة، يمكننا اتخاذ خطوات فعالة لإدارة التوتر وتعزيز تناول الأطعمة الصحية. وبهذا، نضع أنفسنا على الطريق الصحيح لنحصل على نمط حياة أكثر توازناً وصحة، حتى في أوقات الشدة.
المصادر: