هل نحتاج حقًّا إلى تحرّي مستويات الكوليسترول في الدم على معدة فارغة؟ اقترحت دراسة جديدة أن قياس مستويات الكوليسترول يعطي نتائج مشابهة حتى لو قمنا بتناول الطعام قبل إجراء الاختبار.

اعتمادًا على بيانات مأخوذة من التقرير القومي الثالث للصحّة والتغذية NHANES III ربط الباحثون بين مستويات LDL المرتفعة (LDL مختصر يشير إلى الشحوم منخفضة الكثافة، وهو يمثّل الكوليسترول السيّء) وبين زيادة خطورة الوفاة، ولم يكن لزمن إجراء الاختبار –بعد صيام ليلة كاملة أو بعد تناول الطعام- أيّة أهمية.
يقول أحد الباحثين: "لقد كنّا ننصح المريض بالصيام قبل إجراء اختبار الشحوم استناداً إلى دلائل إرشادية سريريّة clinical guidelines. نرى المريض اليوم ونخبره أن عليه الصيام والعودة في يوم آخر لإجراء الاختبار ومن ثم الانتظار حتّى ظهور نتائج التحليل ليتمّ بناءً عليها البدء بالمعالجة، ولعلّ ذلك يشكّل عبئاً علينا وعلى المريض، وقد نفقد المرضى الذين ببساطة لا يعودون لعدم امتلاكهم الوقت الكافي لذلك!"
ولإكمال الدراسة التي نُشرت في مجلة Circulation، قام الباحثون بمتابعة 8،598 مريضاً تم قياس مستويات الكوليسترول لديهم لمدة 14 عاماً تقريباً.

وتم بناء على ذلك ربط مستويات LDL مع زيادة خطورة الوفاة لأيّ سبب وذلك عند المرضى الذين كانوا يصومون أم لا قبل اختبار مستويات الكوليسترول لديهم.
ويتابع Bangalore: "إنّ توصيات الدلائل الإرشادية guidelines قائمة على رأي الخبراء أكثر من اعتمادها على الأدلّة. يعتبر المريض في حالة الصيام في أكثر الحالات مثاليّة، حيث أنّنا سننظر إلى المريض ونقول له: لا تأكل البطاطا المقلية لمدة 8 ساعات ومن ثمّ سنقوم بإجراء اختبار الدسم لديك. إلا أن الجسم في الواقع معتاد على حالة عدم الصيام في أغلب الأوقات؛ وبذلك عند إجراء الاختبار بهذه الحالة ستكون النتائج منطقية أكثر. ويمكننا تشبيه الصيام قبل إجراء الاختبار بحالة حشو الدماغ بالمعلومات قبل الامتحان! حيث تبقى مستيقظًا طوال الليلة السابقة في محاولة لإدخال المعلومات بالقوّة واجتياز الامتحان"
إذَنْ تقترح هذه الدراسة إمكانيّة إجراء اختبار الكوليسترول دون الحاجة إلى الصيام والاستمرار بالحصول على المعلومات الصحيحة التي تريدها وهذا يجعل الأمر أكثر سهولة لإجراء التحليل.

ويبقى الموضوع بحاجة لمزيد من الدراسات المقارنة حتى يتم تعديل الدلائل الإرشادية السريرية بشكل كامل..

المصدر:
هنا