طريقة التسويق الهرمي؛ وكيف تتجنب التعرض للاحتيال؟ّ
الاقتصاد والعلوم الإدارية >>>> اقتصاد
1- شخص ما "رأس الهرم" يضم 10 أشخاص جدد "أعضاء جدد" ليشاركوا فيما يعرف بـ "فرصة استثمارية معدومة المخاطر"
2- يدفع كل واحد من الأعضاء العشرة الذين ضُمُّوا 100 دولار لرأس الهرم.
3- يطلب رأس الهرم من المضمومين أن يبحثوا عن عشرة أشخاص جدد ليضموهم بأنفسهم.
4- في حال نجح كل منهم في ضم عشرة أشخاص فإنه سيكون قد ربح 900 دولار "1000 دولار قبضها ممن ضمَّهم ونطرح منها 100 دولار دفعها لرأس الهرم عند انضمامه إلى النظام". الخطة تبدو بسيطة على كبير، لكن هناك مشكلة .. لنقل إن المنضمين الـعشرة الأوائل قد ضمَّ كل واحد منهم عشرة أشخاص جدد، فتصبح الدفعة الثانية من المنضمين 100 شخص، وليتمكن كل منهم من الحصول على 900 دولار عليهم أن يضموا ألف شخص جديد، وليتمكن الـ ألف منضم جديد من الحصول على الأرباح عليهم أن يضموا عشرة آلاف شخص جديد.. في النهاية لن يكون هناك عدد كافٍ من الناس ليُوَظَّفوا في قاعدة الهرم، وحينئذٍ مَن هم في المستوى الذي قبل قعر الهرم مباشرة لن يحصلوا على أرباحهم.. عندها يتداعى الهرم ويسقط ويخسر مَن هم في قاع الهرم أموالهم. النظام الهرمي المبني على أساس بيع المنتج هو المفهوم المسبق نفسه لكنه متنكر على نحوٍ شرعي وهذا عبارة عن فرصة بيع المنتج مباشرة للمستهلك.. وهذه هي كيفية عمله:
1- يضم الموزع عشرة أشخاص يدفع كل منهم مبلغ 500 دولار مقابل ما ندعوه الحزمة الأولية " تدريب إلزامي ورسوم عضوية ومنتج ما".
2- يحصل الموزع على 10% من كل حزمة أولية يبيعها.
3- يحصل الموزع أيضا على 10% من كل حزمة أولية يبيعها أحد الأشخاص الذين ضمَّهم.
4- يُخبَر المنضمون بأن أسرع طريقة لجني النقود ليست بيع الحزم الأولية؛ بل ضم أشخاص جدد للنظام ليشتروا ويبيعوا ويستمر تدفق الأرباح.
5- الذين هم في قمة الهرم يحصلون على عمولة " 10% " من جميع مَن انضموا عبرهم أو عبر من ضمُّوهم.. هذا يعني أنني سأحصل على العمولة ممَّن ضممتُهم.. وممَّن ضمَّهم مَن قمتُ بضمهم.. وممَّن ضمهم من قمتُ بضم من ضمَّهم.. وإلى نهاية السلسلة في قاع الهرم... المشكلة تكمن في أن معظم النظم الهرمية المعتمدة على بيع المنتج تبيع منتجات لا تلقى رواجاً كبيراً ولا يمكن بيعها بسهولة.. أو منتجات يكون هامش الربح فيها ضئيلاً للغاية؛ لذلك يكون الطريق الوحيد للحصول على المال هو عبر ضم المزيد من الناس.. في النهاية على نحوٍ سريع مفاجئ يصبح السوق مشبعا بهذا المنتج "يحدث فائض في العرض" حيث إن الكثير من الناس يحاولون أن يبيعوا المنتج نفسه غير الجذاب ولن يبقى أحد لينضم أو يشتري في النهاية.. من المستحيل رياضيا أن ينجح الجميع في الحصول على المال في النظام الهرمي.. لنفترض أن كل شخص يحتاج إلى ضم عشرة أشخاص ليعوض المبلغ الذي دفعه عند الانضمام ويحصل على الأرباح.. في المستوى الثامن للهرم يجب توظيف مليار إنسان ليحصل الجميع على الأرباح !!" الأمر يجري وفق متوالية حسابية أساسها 10 وتكون على نحو: واحد-عشرة- مئة-ألف-عشرة آلاف - مئة ألف - مليون - عشرة ملايين - مئة مليون - مليار وفي المستوى التاسع نحن بحاجة إلى عشرة مليارات من المنضمين الجدد"، أي ما يساوي عدد سكان الأرض مرة ونصف" ليحصل مَن هم في المستوى التاسع على المبلغ المدفوع أصلا وأرباحهم.. في الواقع النظام الهرمي لا ينجح إن لم يخسر بعض الناس.. هؤلاء الذين في قاع الهرم احتِيلَ عليهم ممَّن هم في قمة الهرم.. إنها حقيقة رياضية ولا يهم عدد الذي سينضمون للنظام .. إن 88% من أعضاء هذا النظام سيكونون في قاعدة الهرم في كل وقت.. وهؤلاء هم مَن سيخسرون أموالهم في الحقيقة.. النظام الهرمي غير شرعي؛ لأن الناس لا يخسرون أموالهم بسبب تغير أحوال السوق على نحوٍ طبيعي؛ بل لأنَّ النظام الهرمي في الأصل بحاجة لمَن هم في القاعدة ليخسروا أموالهم كي تربح القلة القليلة في القمة. تظهر الدراسات أنَّ في النظام الهرمي المجرد 90.4% من الناس يخسرون أموالهم، في حين أنَّ النظام الهرمي المبني على أساس بيع المنتج فإن النسبة تقفز على نحوٍ مذهل إلى 99.88% !! إذاً ما الفارق بين النظام الهرمي المبني على أساس بيع المنتج وشركات التسويق متعددة المستويات الشرعية!؟
تدعم شركات أو مؤسسات التسويق متعددة المستويات "أو التسويق الشبكي" كـ آمواي، و توبروير، وهيربالايف، وآفون، وماري كاي شبكاتٍ ضخمةً من الموزعين الذي يجنِّدون مَن يبيعون كل أنواع المنتجات من المكملات الغذائية مرورا بالتجهيزات المطبخية إلى مستحضرات التجميل... يُطلق على البائعين "أصحاب الأعمال المستقلة" وعموماً يعملون في منازلهم. لو أخذنا نظرة سطحية فإنه لا يمكننا التمييز بين التسويق متعدد المستويات الشرعية وبين النظام الهرمي الاحتيالي؛ لأنَّ كلاهما أُسِّس على نظام متعدد المستويات من الموزعين والمنضمين الجدد، وبعض منتقدي نظام التسويق متعدد المستويات يدّعون أن جميع أنواع التسويق متعدد المستويات حتى الشرعي منها هي أنظمة هرمية لكنها متنكرة بأسماء وهيئات أخرى. وفي حكم يُعَدُّ "تاريخيا" عام 1979، عدَّت هيئة التجارة الفيدرالية الأمريكية أنَّ شركة آمواي "التي ذكرناها سابقا بوصفها شركة تسويق متعددة المستويات" هي ليست شكلاً من أشكال النظام الهرمي، وذلك الحكم مهَّد الطريق لمئات شركات التسويق متعددة المستويات لتتبع أنموذج عمل "آمواي"، ويوضح موقع شركة آمواي على الإنترنت الفارق بين ما تدعوه "فرصها الفريدة في مجال الأعمال"، وبين النظام الهرمي:
1- لا تدفع آمواي للموزعين لقاء ضمهم بائعين جددا.
2- الطريقة الوحيدة لتحصل على النقود في شركة آمواي هي عبر بيع المنتجات مباشرة للمستهلكين أو عبر إدارة فريق من البائعين، لأنَّ المديرين يحصلون على نسبة من أرباح البائعين الذين يعملون تحت إدارتهم.
3- لا تطلب آمواي من البائعين الذين يعملون فيها أن يشتروا منتجا معينا أو أن يصلوا إلى حد معين من المبيعات ليتمكنوا من البقاء أعضاءً في آمواي.
آمواي تؤكد أن الفارق الرئيسي بين نظام شركات التسويق متعددة المستويات "الشرعية" والنظام الهرمي "غير الشرعي" هو أن شركات التسويق متعدد المستويات تركز على بيع المنتجات، لا على ضم المزيد من البائعين. في التسويق متعدد المستويات الشرعي من الممكن أن تحصل على النقود ببساطة عبر بيع المنتجات مباشرة إلى المستهلكين ومع الاعتماد على هذا المعيار، وسنوضح لكم أيضا بعض الطرق الأخرى لتمييز الأنظمة الهرمية المعتمدة على بيع المنتج:
1- النظام الهرمي يعرض لك النقود لمجرد ضم ناس جدد للنظام، وهذه الأموال تأتي بوصفها عمولة من مبيعات المنتج أو عمولة ضم أناس جدد.
2- تجنب أي نظام تسويق متعدد المستويات يركز على ضم الناس الجدد أكثر من التركيز على بيع المنتج.
3- النظام الهرمي يفرض رسوم انضمام كبيرة تضم تدريبا إلزاميا ومنتجا ما، إضافةً إلى رسوم عضوية غير قابلة للاسترداد
4- احذر من أي نظام تسويق متعدد المستويات يسمح لك بالحصول على العمولة من خمسة مستويات أدنى منك من البائعين فأكثر عند حصول عملية بيع واحدة.
5- تأكد من أن المنتج الذي يُباع له قيمة حقيقية وسعر تنافسي، وهل العلامة التجارية "الماركة" حسنة السُّمعة!؟ هل تورط المصنعون في أي دعاوى قضائية!؟
6- تجنب شركات التسويق متعددة المستويات التي تبيع المنتجات فقط لبائعي شركات التسويق متعددة المستويات" أي زملاءك في العمل أو مَن تضمُّهم إلى العمل في البيع "هذه المعلومة التي عفا عليها الزمن قد جعلت شركات التسويق متعددة المستويات تدور في حلقات مفرغة عدة مرات من قبل.
7- تجنب التوقيع لشركات التسويق متعددة المستويات تعبيراً عن اندفاعك لبدء نشاط جديد أو نتيجة ضغوط كبيرة عليك لتبدأ عملا ما، وفكر بالموضوع على نحوٍ حذر ولا توقع على العقد إلا بعد أن تأخذه إلى المنزل وتفكر فيه على نحوٍ هادئ حذر.
8- احذر من أي شخص يريد ضمك إلى شركات التسويق متعددة المستويات عبر إخبارك عن مدى عظمة ثروته.. عليك أن تدرك أن الكثير من الناس الذين يدَّعون أنهم صنعوا ثروتهم عبر شركات التسويق متعددة المستويات قد صنعوا ثروتهم فعلا عبرَ بيع الكتب والفيديوهات التي تعلم الناس كيفية صنع ثروة عبر شركات التسويق متعدد المستويات " أي أنهم حصلوا على ثروتهم عبر بيع دليل تعليم صنع الثروة في هذه الشركات لا عبر بيع المنتجات في هذه الشركات". خلاصة القول: إن بدا لك الأمر خياليا أو مبالغا به عن كيفية صنع الثروة فهو على الأرجح مجرد خيال واحتيال لا يمت إلى الواقع بصلة.
Reference: هنا