قوّة العملة وارتباطها باقتصاد الدولة
الاقتصاد والعلوم الإدارية >>>> اقتصاد
بصورة عامة، عندما تكون قيمة عملة دولة ما لتكن X أكبر من قيمة عملة دولة أخرى لتكن Y فإنه ليس من الضروري أن يكون اقتصاد الدولة X أقوى من اقصاد الدولة Y. على سبيل المثال: يعتبر الاقتصاد الياباني من أقوى الاقتصاديات في العالم في الوقت الراهن، لكن ورغم ذلك مازال الين الياباني يساوي أقل من دولار أمريكي في سوق الفوركس "سوق تبادل العملات الأجنبية". ومن جهة أخرى، يعتبر اقتصاد دولة قبرص أضعف من الاقتصاد الأمريكي ومع ذلك فإن العملة التابعة لدولة قبرص ذات قيمة أعلى من قيمة الدولار الأمريكي بضعفين.
وفي حقيقة الأمر، فإن النظر إلى قيمة عملة تابعة لدولة ما في وقت ثابت ومقارنتها مع قيمة عملة لدولة أخرى هو أمر لا جدوى منه. ولذلك فإن أفضل طريقة للحكم على قيمة عملة ما هو مقارنتها مع عملات أخرى خلال عدة فترات. أيضاً العرض والطلب على العملة المحلية لبلد معين يعتبران من العوامل التي تحدد قيمة العملة في هذا البلد. بالإضافة إلى أن التضخم يعتبر من العوامل المهمة في تحديد القيمة أيضاً. مع العلم بأن هناك عوامل أخرى تتحكم بقيمة العملة، وأن التغيرات الحاصلة في هذه العوامل مجتمعة هي التي تتحكم بالقيمة المستحقة لأي عملة.
لنطرح مثالاً يبسط الموضوع: لنفترض بأن الدولار الأمريكي في بداية السنة كان يساوي 1.75 من العملة XYZ "عملة افتراضية"، وفي منتصف السنة أصبح الدولار الواحد يساوي 2 XYZ. في هذه الحالة زادت قيمة الدولار بحوالي 14%. إن أحد الأسباب التي من الممكن أن تكون أدت إلى هذه الزيادة هي التضخم الحاصل في الدولة التي تتبع لها العملة XYZ أو انخفاض الطلب على هذه العملة.
القوة الشرائية للعملة (أي الأشياء التي نستطيع الحصول عليها من خلال هذه العملة) تعتبر مؤشراً مهماً أيضاً على قيمة العملة. فإذا كان 1 دولار أمريكي يساوي 1XYZ فالفكرة الأولى التي تتبادر إلى أذهاننا بأن الدولار الأمريكي يساوي بالقيمة الـ XYZ، لكن إذا كانت القوة الشرائية لـ XYZ تساوي نصف القوة الشرائية للدولار فنستطيع أن نستنتج بأن الدولار الواحد ذات قيمة أكثر من الـ XYZ، لأنك تستطيع شراء سلع بدولار واحد أكثر مما تستطيع بواسطة 1 XYZ.
المصدر:
هنا