نظريات في مفهوم الزمن
الفلسفة وعلم الاجتماع >>>> الفلسفة
قدمت الفلسفة ثلاثة أجوبة أولية لهذا السؤال الغيبي الخارق للطبيعة وهي : ايتيرناليزم (الأزلية) ، بوسيبيليزم (الإمكانية) و بريزنتيزم (الحاضرية). ان اسماء هذه الفرضيات الثلاثة تشير الى الحالة الوجودية التي أعطيت للزمن.
ان العلماء الذين يأخذون بفرضية الاتيرناليزم (الأزلية) يعتقدون أن الوقت هو البعد الرابع الاساسي من الواقع. فكل الأوقات: الماضي و الحاضر و المستقبل هي أزمنة حقيقية تماما كنقاط منتشرة في الفضاء وجميعها نقاط حقيقية.
أي أن أحداً لا يستطيع أن يميز أي نقطة واحدة في الزمن حقيقية أكثر من نقطة أخرى مثل أنه لا يمكن تمييز نقطة في الفضاء أكثر واقعية من أخرى وللفرضية جذور فلسفية كثيرة. ويرى متبنو هذه النظرية أن الأشياء من الماضي و المستقبل لها وجود مساوٍ لأشياء الحاضر. فيكون فرد منقرض حاليا من طائر الدودو موجود تماما كفرد عصفور الدوري الموجود حاليا. و طائر الدودو و طائر الدوري يحتفظان ببقائهما تماما كالصوص الذي سيفقس السبت القادم. على الرغم من عدم وجود الدودو و الصوص حاليا ، فذلك ليس له صلة بالحالة الوجودية، فببساطة هما ليسا في منطقتنا من الفضاء الوقتي في الحاضر.
النظرية الثانية هي البوسيبيليزم (الإمكانية) وتعرف أيضا بنظرية الكون المتنامي . إن الذين يأخذون بهذه الفرضية يعتبرون أن نظرية الايتيرناليزم صحيحة ما عدا في حالة المستقبل . فالماضي و الحاضر هما معالجان وحقيقيان ينظرهم، والمستقبل هو فقط محتمل. أو على وجه التحديد، مستقبل شيء ما يشغل امكانية العديد من الخطوط، و لكن فقط واحد منه سيصبح حقيقة للشيء.
فالخط العالمي للأشياء لم يكتمل بعد بغياب الخط المستقبلي، وتجدر الإشارة إلى أن ضرورة توضيح محور الزمن مع بداية ونهاية يجب ألا تفسر على أنها مطالبة بأن يكون للوقت نفسه بداية ونهاية، بعض قصص السفر بالزمن الويلزية استفادت من نظرية البوسيبيليزم. فقصص كفيلم العودة إلى المستقبل تشير إلى إمكانية تغيير النتيجة من الأحداث التاريخية في عالمنا، مما يؤثر بدوره على مستقبلنا الشخصي من خلال السفر عبر الزمن. والقصص التاريخية الممكنة الكثيرة لشيء ما نتيجة للسفر عبر الزمن تعرض المزيد من المشاكل الفلسفية تتعلق بمفهوم السببية (لكل شيء سبب).
وجهة النظر الثالثة هي نظرية البرزينتيزم (الحاضرية). ومتبنو هذه النظرية يعتقدون أن الأشياء الحالية هي موجودة وحقيقية الآن، والماضي كان كذلك ولكنه لم يعد موجوداً، وكذلك المستقبل سيصبح موجوداً ولكنه ليس كذلك الآن. وكذلك لا يعتقدون أن الزمن هو بعد كالأبعاد الحسية الثلاثة، ويرون إن وجهة نظر الكون الكتلية لدى أصحاب نظرية الاتيرناليزم وكذلك وجهة النظر الوسطية لنظرية البوسيبيليزم لا تفهم تركيبة الكون الصحيحة.
فالأشياء الموجودة في الوقت الحاضر هي الواقع الوحيد، والشي الحقيقي الوحيد هو الواقع الآن. وكل "آن" فريد عن غيره، فكما أنك لا تستطيع أن تمر في نفس المكان من النهر مرتين، حيث ستمر فيه مياه جديدة، وكذلك هي حياة الشيء بالنسبة للحاضريين على هذا النحو.
الكثير من متبني هذه النظرية يعتقدون باستمرارية الزمن وأنه ذو اتجاه واحد. قد تقول في الحياة العادية (الفينيقيون سكنوا في مدينة اللاذقية) ولكنك بذلك وفقاً للحاضريين تعطيها أبدية ممكنة، فهي كانت صحيحة من آلاف السنين وصحيحة اليوم وستكون صحيحة غداً، لذلك بالنسبة لهم يجب التعبير عن هذا الشيء بشكل أكثر بدائية وتعقيدا بالصيغة التالية: (كان - "الفينيقيون يسكنون في مدينة اللاذقية) فبهذه الطريقة يمكنك وصف أحداث الماضي والمستقبل كحقائق تتبع للحاضر.
المصدر: هنا
مصدر الصورة: هنا