العلاج الوقائي الكيميائي لسرطان الثدي..
الطب >>>> أمراض نسائية وتوليد
يُعد سرطان الثدي مشكلة صحية شائعة، وعلى الرغم من وجود وسائل فعاّلة لمحاربته، لم تحظَ طُرق الوقاية الكيميائية قبولاً عاماً بَعد. بالرغم من كل ما نشرته الصحف ووسائل الإعلام عنها، حيث لاتزال هذه الوسائل أداة غير مستعملة وغير منتشرة مقارنة مع أدوية أُخرى مثل الأدوية خافضة للكوليستيرول (الستاتينات) وخافضات ضغط الدم والتي يتم استهلاكها بشكل كبير.
ومن أفضل الوسائل للمُضي قدماً في مكافحة سرطان الثدي تكون عبر إقامة علاقة جيدة مع المريضة وإجراء نقاش صريح معها حول مخاطر الإصابة بسرطان الثدي والفوائد الكامنة وراء استعمال طرق الوقاية الكيميائية.
* هل يتوجب على الطبيب التحدث مع المريضة بشأن تناول الأدوية لإنقاص خطر الإصابة بالسرطان؟
ينبغي على النساء الأخذ بعين الاعتبار أنّ صحة الثديين أمر هام كصحة القلب والعظام والأوعية الدمويّة، وخصوصاً مع التقدم في العمر حيث من الممكن اعتبار سرطان الثدي مرض المتقدمات في العمر.
* ما هي أهمية الحديث للسيدة التي تمتلك عوامل خطورة شخصية لهذا المرض؟
النساء اللاتي يملكن عوامل خطورة شخصية لسرطان الثدي هن الأكثر أهمية للتحدث معهن حول أهمية الوقاية بالأدوية الكيميائية.
بصرف النظر عن الاستعداد الوراثي لسرطان الثدي مثل وجود طفرات على الجين BRCA1 و BRCA2
فإن الذي يحدد النساء الأنسب لتطبيق العلاج الوقائي الكيميائي هو وجود قصة شخصية لخزعة ثدي غير طبيعية تشير إلى آفة قبل سرطانية، وهذا الكلام ينطبق على جميع النساء قبل وبعد سن الإياس، وللأسف فإن العديد من هؤلاء النسوة لا تتم مناقشة حالاتهم مع طبيبهم.
ما هي الأدوية التي يمكن أن تقي من سرطان الثدي في حال وجود عامل خطورة لدى المرأة؟ **
لحسن الحظ هناك عدد من الخيارات الفعالة. "التاموكسيفين والرالوكسيفين" تعد أكثر الأدوية شيوعاً.
1) التاموكسيفين:
يوقف التاموكسيفين تأثير الاستروجين (هرمون جنسي يمكن أن يحرض نمو وتطوير العديد من أورام الثدي)، ويستعمل لإنقاص خطر السرطان الغازي عند النساء عاليات الخطورة فوق سن 35 سواء كانت في سن الإياس أم لا.
ينتمي هذا الدواء إلى مجموعة من الأدوية تدعى (حاصرات مستقبلات الاستروجين الانتقائية)، يتم تناوله حبة يومياً عبر الفم، ويؤخذ عادة لمدة 5 سنوات كاملة، ويبقى تأثيره الواقي لمدة 10 سنوات بعد إيقافه.
تتضمن بعض التأثيرات الجانبية للتاموكسيفين: الهبات الساخنة، التعرق الليلي، الضائعات المهبلة وجفاف المهبل.
نادراً ما يسبب تناول التاموكسيفين خثرات دموية أو سرطان بطانة الرحم أو أذيّات، ويُعد حدوث سرطان الرحم عند السيدات قبل سن الإياس تأثيراً جانبياً نادراً لهذا الدواء، وتفوق فوائده مخاطره خصوصاً في حال وجود قصة عائلية قوية لسرطان الثدي لدى المرأة.
2) هناك دواء آخر يدعى الرالوكسيفين، يشبه كثيراً التاموكسيفين وينتمي إلى نفس مجموعة الأدوية وله نفس التأثير، لكنه يستخدم أيضاً للوقاية والعلاج من تخلخل العظام عند السيدات بعد سن الإياس.
3) مثبطات أنزيم الأروماتاز:
تستعمل مثبطات أنزيم الأروماتاز بشكل شائع لعلاج سرطان الثدي عند السيدات اللاتي تمتلكن مستقبلات هرمونية إيجابية بعد سن الإياس، وتعد هذه الأدوية خياراً جيداً للوقاية منه أيضاً.
تعمل هذه الأدوية على تقليل كمية الاستروجين في الجسم وتحرم بذلك الخلايا السرطانية في الثدي من الاستفادة منه وبالتالي موت هذه الخلايا، هناك ثلاث مثبطات من هذا النوع تمت الموافقة على استخدامها عند النساء بعد سن الإياس للعلاج والوقاية من سرطان الثدي وهي : الأناسترازول، الإكسيمستان، والليتروزول.
تشمل الآثار الجانبية لهذه الأدوية التعب، جفاف المهبل، الهبات الساخنة، آلام الرأس، واستخدامها يزيد خطورة تخلخل العظام عند السيدات.
الأهم من ذلك والذي يحتاج لمناقشة أيضاً هو المخاطر/المنافع، نوعية الحياة، والعوامل الأخرى (مثل التكلفة)، ولكن لحسن الحظ لم يكن هناك أي آثار جانبية مهددة للحياة عند استعمال مثبطات أنزيم الأروماتاز على الرغم من بعض الآثار الجانبية والتي قد تكون مزعجة، وهذا يجعل منه دواء آمن وفعال. إن تجريب الدواء لمدة 3 أشهر يسمح عادة للمرأة والطبيب بتحديد مدة العلاج التي يمكن تحمُّلها على المدى البعيد والتي قد تصل لخمس سنوات .
ولحسن الحظ أنّ معظم الآثار الجانبية الناجمة عن استخدام مثل هذه الأدوية مثل انقطاع الطمث قابلة للعكس، ولم يثبت ضدّها أي أثر طويل الأمد أو مهدد للحياة، ولكن لا يزال التحدي الأكبر أمامنا هو تحديد مجموعات الخطر من خلال استعمال وسائل غير باضعة مثل فحص الثدي الشعاعي، فحص اللعاب، فحص عينات الدم، وهذا ما تركز عليه معظم الأبحاث اليوم.
**تحذير:
لا ينبغي استخدام أي من الأدوية المذكورة دون استشارة الطبيب.
مصادر الصورة:
هنا
هنا
هنا
مصدر الصورة:
هنا