شجرة واحدة ومائتا عامٍ من العطاء
الطبيعة والعلوم البيئية >>>> عمارة وأرض
تحتاج هذه الشجرة إلى خمسة عشر عاماً قبل البدء بإعطاء الثمار وخمسةٍ وعشرين عاماً قبل أن تُعَد بالغةً تماماً، لكنها تستحق الإنتظار فهي ستعيش حتى مئتي عام لتقدم خدماتٍ متنوعة.
تُستخدم أخشابها في صناعة توابيت الملوك، أما ثمارُها وزهورُها فهي تستهلك كطعام وهي غنية جداً بالفيتامينات ومضادات الأكسدة، إضافة إلى استخدامها في الطب التقليدي (علاج الجروح والالتوائات، الإحتقان والتهاب المفاصل، الإسهال واليرقان واستخدام اللحاء لعلاج آلام المعدة). كذلك تغلى البذور ثم تكسر وتجفف قشورها لتستخدم في الوقود ويسحق اللب لصنع عجينة الشيا التي تعد طعاماً هاماً في تلك المناطق ومصدر دخلٍ رئيسي عند بيعها لتدخل في صناعات متنوعة كصناعة مستحضرات التجميل والصابون، وأخيراً لها دور في البناء.
تقوم النساء والأطفال بحصاد منتجاتها في عمل يؤمن لهم الإستقلال المادي وتوفر عدداً كبيراً من المنتجات الغذائية أهمها زبدةُ الشيا التي أصحبت تعرف باسم الذهب في بوركينا فاسو نظراً إلى أن حوالي نسبة 50% من السكان تعمل في إنتاجها وتعتبر طريقة للتخلص من الفقر.
إحدى أبرز القرى المعتمدة على هذه الشجرة قرية غورانسي (Gurunsi) في بوركينا فاسو وهي قرية صغيرة تتألف من بيوت ترابية ملونة تَعاون كل أهل القرية على بنائها، يقوم الرجال بالبناء لتكمل النساء المهمة بتزيين هذه البيوت باستخدام عجينة من فحم، ماء، ريش دجاج، روث البقر والمكون الأهم عجينة الشيا، إن عملهن هذا لايقتصر على كونه ذي طابعٍ جمالي فقط ولكل رسمة فيه معنى لدى أهل القبيلة بل أيضاً لها دور مهم في تشكيل طبقة زيتية على الجدران لمنع دخول الماء للمنازل.
والجدير بالذكر أن العمل يكون متقناً منسقاً بكل حرفيّة، فنلاحظ إختلافاً لأنماط البيوت حسب سكانها، فالدائري الصغيرمنها يسمى (dra) وهو للشباب العازب، أما مستطيل الشكل وأمامه ترّاس يسمى (mangolo) فهو للأزواج الشابة وأخيراً (bilobées) تمتلكه النساء الأكبر بالسن مع أطفالهن الصغار.
أشجار الشيّا صعبة النشر ولم يتم الإتجاه إلى زراعتها من قبل الإنسان إلا في السنوات الأخيرة ومع ذلك فإن التركيز الأكبر مازال على حماية المناطق الحراجية الطبيعية لهذه الأشجار في المناطق الساحلية الممتدة غرب البلاد.
المصادر:
هنا
هنا
مثال رائع آخر على العمارة الطبيعية والعلاقة المميزة بين الإنسان والأرض:
هنا