الدّمامل Boils
الطب >>>> موسوعة الأمراض الشائعة
يدعى الدّمّل أحياناً بالخرّاج وهو التهاب ذو موضع عميق في الجلد.
يبدأ الدّمّل عادة كمنطقة حمراء ليّنة ومؤلمة. تصبح قاسية ومتينة مع مرور الوقت ثم يلين مركز الخرّاج ويصبح ممتلئاً بالكريّات البيض التي يرسلها الجسم عبر مجرى الدّم للقضاء على الالتهاب.
ويدعى هذا المزيج من الكريّات البيض والبكتيريا الميّتة والمكوّنات الخلويّة المتحلّلة بـ "القيح". في نهاية المطاف يشكّل القيح رأس الدّمّل الذي يمكن أن يفتح جراحيّاً أو ينزَح بشكلٍ عفويّ عبر سطح الجلد.
أعراض الدّمّل:
كما ذكرنا فإن الدّمّل يبدأ عادة ككتلة حمراء قاسية ومؤلمة بحجم أصغر من 2.5سم تصبح مع مرور الوقت أكبر وأكثر ليونةً وإيلاماً. ثم سرعان ما يتشكَّل جيب من القيح على قمّة الدّمّل.
وهناك عدة علامات تدلّ على الالتهاب الشديد منها:
*احمرار وتوَرُّم وإيلام الجلد حول الدّمّل.
*قد يظهر العديد من الدّمامل الصغيرة حول الدّمّل الأصليّ.
*تتطوّر لحُمّى.
*ُتَوَرِّم العقد اللّمفيّة في المنطقة.
أين تتشكّل الدّمامل؟
تعتبر الرقبة، الإبطين، الأكتاف والأرداف من أكثر المناطق شيوعاً في الجسم لتشكُّل الدّمامل.أما عندما يظهر الدّمّل على جفن العين فإنه يدعى بالـ " جُلجُل".
ما الذي يسبّب الدّمامل؟
هناك العديد ممّا يسبّب الدّمامل ولكنّها عادةً ما تتشكّل بسبب نوع مُعيّن من البكتيريا يدعى بالمُكوَّرات العنقوديّة – معظم الإنتانات بالعنقوديات تتطوّر سريريّاً إلى حالة مرضيّة جدّيّة-.
ومن الممكن أن تتواجد هذه الجراثيم بشكل اعتياديّ على سطح البشرة وتدخل إلى الجسم عبر شقوق صغيرة في الجلد او تنتقل عبر الشّعرة إلى جُرَيبها.من الممكن أن تكون الشّظايا أو الأجسام الأجنبيّة التي تجرح الجلد أو حتى الشعيرات الناشبة من مسبِّبات الدّمامل.وهناك بعض الدّمامل التي تتكون نتيجة لإلتهاب الغدد العرقية.
بإختصار ولأن الجلد هو جزء أساسي وجوهريّ من نظامنا المناعيّ الدفاعيّ ضدّ الجراثيم والمواد الغريبة عن جسمنا فإن أي تشقُّق وكشط أو جرح أو حَكّ لهذا الجلد من الممكن أن يتطوّر إلى دمّل (خرّاج) إذا ما تلوّث وأصيب بالبكتيريا.
التهاب الجريبات من الممكن أن يكون إشارة مبكِّرة:
التهاب الجريبات هو عبارة عن عدوى أو التهاب يصيب الجريبات الشعريّة ومن الممكن أن تتطوّر إلى دمّل. وتظهر هذه الحالة على شكل العديد من النقط الحمراء أو الزهريّة عند جريبات الأشعار.
تصاب الجريبات الشعريّة بالعدوى عندما يلتهب أو يتمزّق الجلد نتيجة العديد من الحالات كـ: حَبّ الشباب، الجروح أو الإصابات السطحيّة، خدوش من الملابس، التعرّق المفرط أو التعرّض للمواد السامة.
هل الدّمامل معدية؟
إن الدّمامل بحد ذاتها غير معدية ولكن الجراثيم التي تسبّبها تقوم بالعدوة.
يبقى دمّل الجلد معدياً حتى ينزح ويشفى تماماً فمن الممكن أن تنتشر العدوى في جسم الشخص نفسه من عضو إلى آخر أو من شخص إلى آخر عبر التماس المباشر أو بعد تشارك الأغراض الشخصية.
ما هي أنواع الدّمامل؟
هناك العديد من أنواع الدّمامل المختلفة. قد يدعى الدّمّل أحياناً بالــ "مسمار"، من هذه
الأنواع:
*الجمرة
*حَبّ الشباب الكيسي
*التهاب الغدد العرقية القيحي
*الكيسة الشعرية
*الجُلجُل
لنتعرف على كل منهم على حدة:
-الجمرة:
وهي خرّاج في الجلد سببه المكوَّرات العنقودية المذهبة. غالباً ما تضمّ الجمرة مجموعة من الجريبات الشعريّة ولذلك فهي أكبر من الدّمّل الاعتيادي. من الممكن أن يكون للجمرة أكثر من فتحة على الجلد ومن الممكن أن تترافق مع الحمّى أو نوبات البرد "نوافض".
-حَبّ الشباب الكيسيّ:
يتشكّل هذا النوع من الدّمامل عندما تسد الأقنية الدهنيّة في البشرة وتلتهب. ويختلف هذا النوع من حَبّ الشباب عن النوع الشائع بأنه يؤثر في أنسجة الجلد العميقة.
تشيع الإصابة بحَبّ الشباب الكيسيّ في سنين المراهقة وتظهر الإصابة على الوجه غالباً.
*التهاب الغدد العرقيّة القيحيّ:
وهي حالة تظهر فيها العديد من الخرّاجات تحت الإبطَين وفي منطقة المِغبَن ـ ملتقى الفخذ مع الحوض ـ وتنتج عن التهاب في الغدد العرقيّة.
من الصعب معالجة هذا النوع بالصّادّات الحيويّة بمفردها وتتطلّب التداخل الجراحي عادة لإزالة الغدد العرقيّة المُسبِّبة لهذه الحالة.
*كيسة الشعر:
نوع فريد من الخرّاجات التي تحدث في ملتقى الردفين أو أعلى منه. غالباً ما تبدأ هذه الحالة كمناطق صغيرة من الالتهاب في الجريبات الشعريّة ومع التهييج المستمرّ بالضغط المباشر تتوسع المنطقة الملتهبة ومع مرور الوقت، تصبح عُقَيدة قاسية ومؤلمة تجعل الجلوس المريح أمراً مستبعداً. وغالباً ما تنشأ الكيسات الشعرية بعد رحلات طويلة تتطلب جلوساً مطولاً.
*الجُلجُل:
عبارة عن نتوء أحمر طريّ ومؤلم يتوضّع عند قاعدة الرمش أو تحته أو داخل الجفن. ينتج عن عدوى في الغدد أو الجريبات الشعريّة للجفن.
كثيرً ما يتم الخلط بين الجلجل والبَرَدة ، فالبَرَدة هي كتلة متوضّعة في الجفن العلوي أو السفلي ولكنها غالباً ما تكون غير مؤلمة وتنتج عن انسداد والتهاب الغدد الدهنية وليس عن عدوى، كما هو الحال في الجلجل.
من هم الأكثر عُرضةً للإصابة بالدّمّل؟
في حقيقة الأمر فإنّ أيّ أحد مُعَرَّض للإصابة بالدّمامل، ولكن من ناحية أخرى فإنّ الأشخاص المصابين بأمراض معينة كالسكريّ والفشل الكلويّ أو من يتعاطون أدوية معينة تُضعِف النظام المناعيّ هم آكثر عُرضة للإصابة.كما يمكن لأمراض المناعة الذاتية أن تزيد من إحتمالية الإصابة.
بعض الأدوية التي تقوم بكبت الجهاز المناعي كالكورتيزون (البريدنيزولون) أو تلك المستخدمة في العلاج الكيماويّ للسرطانات تزيد أيضاً من احتمالية إصابة الأشخاص بالدّمامل.
ما هي طريقة علاج الدّمامل؟
معظم الدّمامل البسيطة من الممكن معالجتها في المنزل. بشكل مثالي، يجب أن يبدأ العلاج بمجرد أن يُلاحَظ الدّمّل لأنّ العلاج المبكِّر يمنع ظهور المضاعفات لاحقاً.
إن العلاج الاساسي لمعظم الدّمامل هو بتطبيق الحرارة موضعيّاً –عادة بكمّادات الماء الساخنة- حيث أنّ ذلك يؤدّي إلى زيادة جريان الدم إلى المنطقة المصابة و يسمح للجسم بمحاربة أفضل للالتهاب عن طريق جذب الأجسام المضادة وكريّات الدم البيضاء إلى مكان الإصابة.
لا تحاولوا "فقع" الدّمّل بإبرة!! يؤدي ذلك عادة إلى جعل الإصابة والالتهاب أسوء لاسيما إذا ما كانت الإبرة غير معقمة والدّمّل صلب .
هل يجب نزح الدّمّل؟
طالما أنّ الدّمّل صلب وصغير فإنّ فتح المنطقة ونزح الدّمّل لن يساعد في شيء. أما عندما يصبح الدّمّل ليّن ويتشكل "رأس" الدمل فهذا يعني أنه جاهز للنزح. حالما يُنزح الدّمّل فإن ذلك سيؤدي الى راحة كبيرة من الألم.
معظم الدمامل الصغيرة كتلك التي تنشأ حول الشعر تنزح بمفردها بمجرّد تطبيق الحرارة عليها. في بعض الحالات وخصوصاً في الدّمامل الكبيرة فإنها ستحتاج للنزح او "البضع" من قبل مقدِّم الرعاية الصحية وبأدوات محددة ومعقمة. كثيراً ما تحتوي هذه الدمامل الكبيرة على عدّة جيوب مليئة بالقيح وبحاجة للفتح والتصريف.
هل يجب معالجة الدّمامل بالصّادّات الحيويّة؟
غالباً ما تستخدم الصّادّات الحيويّة للقضاء على العدوى البكتيريّة المرافقة للدّمّل، وعادة ما يقوم الأطباء بوصف الصّادّات الحيويّة إذا ما كان هناك التهاب في الجلد المجاور للدمل ولكن بالتأكيد لا يوجد حاجة للصّادّات في جميع الحالات. في حقيقة الأمر فإن الصّادّات تواجه صعوبة في اختراق الجدار الخارجي للخرّاج وغالباً لا تقوم بالقضاء على الخرّاج دون نزح جراحي إضافي.
متى يتوجّب الحصول على المساعدة الطبّيّة؟
هناك بعض الحالات والأعراض المرافقة للدمامل التي تجعل استشارة الطبيب امراً لازماً كــ:
*توضُّع الدّمّل في الوجه، قريباً من العمود الفقري أو قريباً من الشرج.
*عند ازدياد حجم الدّمّل.
*ألم مبرح.
*ترافق الدّمّل مع الحمّى.
*احمرار الجلد حول الدّمّل.
*ترافق الإصابة بالدّمّل مع وجود حالة سكري او نفخات قلبية، مشاكل في الجهاز المناعي أو استخدام الأدوية الكابتة للمناعة.
*عدم تحسن الدمل بعد 5->7 أيّام من المعالجة في المنزل.
*الإصابة بالعديد من الدّمامل خلال عدّة أشهر.
الوقاية من الدّمامل:
النظافة الشخصية الجيدة والإستخدام المنتظم للصابون المضادّ للبكتيريا لمنعها من التراكم على البشرة تشغلان المرتبة الأولى في الوقاية من تشكُّل الدّمامل لدورهما في الوقاية من التهاب الجريبات الشعرية.
عندما تتعرض جريبات الأشعار على الوجه الخلفيّ للذراع أو حول الفخذَين للالتهاب المستمر فإنّ الاستخدام المنتظم للفرشاة الكاشطة (ليفة حمّام خشنة) أثناء الاستحمام يساعد في إزالة الترسّبات الدهنيّة حول الشعيرات.
الوقاية من الدّمامل والخراجات الأكثر خطورة:
إذا ما تجنّبنا التهييج المستمر إو الضغط المباشر المستمرّ على منطقة الأرداف في حال وجود جريبة شعرية ملتهبة في المنطقة فإنّنا سنحول دون تشكُّل الكيسات الشعريّة. كما يمكن للتنظيف المنتظم بالماء الساخن والصابون للمنطقة أن يساعد ايضاً.
قد تتطلب حالات أخرى مثل حَبّ الشباب الكيسي والتهاب الغدد العرقيّة القيحي معالجة طويلة الأمد بالصّادّات الحيوية لمنع نكوس الخراجات.
أخيراً، وفي حال نكوس الحالات الثلاث السابقة فقد نحتاج للتداخل الجراحي.
في النهاية ننصح بالحفاظ على النظافة الشخصية للوقاية من الخراجات (بالإضافة لفوائد أخرى). والتعقيم في حال وجود أي من الحالات السابقة وزيارة الطبيب إذا اقتضى الأمر.
المصدر:
هنا
حقوق الصورة:
www.pinterest.com