لمحات من حياة الفلكي تشارلز ميسييه
الفيزياء والفلك >>>> علم الفلك
نمى حب علم الفلك لدى تشارلز بعد رؤيته لمذنب الذيول الستة عام 1744، وبالرغم من أن فرصه في التعليم كانت ضئيلة لأنه من عائلة فقيرة، إلا أنه وُظف كرسام في البحرية الفرنسية من قِبل "جوزيف نيكولاس دو ليل" الذي كان فلكياً يعمل لدى البحرية الفرنسية، فتعلم تشارلز حينها استخدام الأدوات الفلكية، إلى أن أصبح راصداً ماهراً. بعد ذلك تمت ترقية تشارلز ليصبح كاتباً في مرصدٍ للبحرية في منطقة " Hotel de Cluny" في باريس في أواسط خمسينات القرن الثامن عشر.
حاول تشارلز رصد المذنب الذي توقع "إدموند هالي" عودته في أواخر العام 1758 أو أوائل العام 1759 باستخدام مخططات كان جوزيف قد أعدها مسبقاً، فنجح فعلاً برصد المذنب في الثاني عشر من تشرين الثاني/نوفمبر من عام 1759 ولكن تبين فيما بعد أن مخططات جوزيف كانت خاطئة وأن المذنب قد رُصد مسبقاً على يد مزارع ألماني وفلكي مبتدأ يُدعى "بالتزخ" في ليلة عيد الميلاد من العام 1758، الأمر الذي سبب الإحراج لتشارلز، فقرر أن يكرس نفسه لرصد المذنبات، و زعم أنه قام باكتشاف إحدى وعشرين مذنباً بحلول العام 1798.
في الثامن والعشرين من آب عام 1758 اكتشف تشارلز بالصدفة جسماً له شكل غيمة، تبين فيما بعد أنه بقايا انفجار يُعرف اليوم باسم سديم العقرب (M1)، وكان ذلك الاكتشاف بداية سلسلة اكتشافات لسدم غازية ومجرات تجاوز عددها المئة، قام تشارلز بتصنيفها ضمن دليلٍ يُعرف باسم " فهرس ميسييه "، والذي يتضمن تصنيف عددٍ من المجرات والسدم المرئية في نصف الكرة الشمالي. المضحك في الأمر أن تشارلز كرّس نفسه للبحث عن المذنبات، وعوضاً عن ذلك اكتشف السدم والمجرات !!
في عام 1759 أصبح تشارلز الفلكي القيادي في مرصد البحرية الذي عمل ككاتبٍ فيه، ليتم انتخابه بعدها للمجتمع الملكي في لندن عام 1764 ومن ثم لأكاديمية باريس للعلوم في عام 1770. أضاف تشارلز 38 جسماً جديداً لفهرسه في العام 1764، بعدها بدأ تشارلز بتجميع تقارير من فلكيين آخرين عن أجسامٍ قاموا برصدها، وفي عام 1774 تم نشر جزء من دليله، والذي احتوى على سبعة عشر جسماً مكتشفاً من أصل أربعين جسماً في الدليل، قام تشارلز باكتشافها بنفسه، وبحلول العام 1780 وصل عدد المجرات والسدم المكتشفة إلى ثمانين جسماً.
أطلق الملك الفرنسي لويس الخامس عشر لقب “Ferret of Comets" أي " نمس المذنبات " على تشارلز بسبب اكتشافاته العديدة. اعتمد تشارلز كثيراً على صديقه "بوشارت دو سارون" ليساعده في حساب مسارات المذنبات، إذ أن تشارلز لم يكن بارعاً في الرياضيات، عَمِلَ تشارلز أيضاً مع أحد أصدقائه الفلكيين والذي يُدعى "بيير فرانسوا آندريه ميشان”، والذي كان راصداً جيداً ففي الفترة بين عامي 1780 و 1781 إذ قام باكتشاف قرابة 32 جسماً جديداً.
في الثالث عشر من نيسان عام 1781 قام تشارلز بإضافة الجسم المئة إلى دليله، لتنشر النسخة النهائية من الدليل في عام 1781 المحتوي على 103 جسماً مكتشفاً، قام بيير باكتشاف 27 منها، وفي تشرين الثاني من العام نفسه، شهدت أعمال تشارلز سقوطاً حاداً.
أثّر قيام الثورة الفرنسية كثيراً على حياة تشارلز، فخسر عمله في البحرية بسببها وتوقفت البحرية عن تمويل مرصده، وبعد ظهور نابليون بونابارت تغيرت الأمور بالنسبة لتشارلز، إذ تم تقديمه إلى أكاديمية العلوم و مكتب يُعرف باسم " مكتب خطوط الطول " ، تلقى بعدها تشارلز جائزة صليب الشرف "Cross Legion Of Honor" من نابليون.
أُصيب تشارلز بأزمة موهنة أودت بحياته في الثاني عشر من نيسان عام 1817 عن عمر ناهز ستة وثمانين عاماً.
وفي القرن العشرين، تمت إضافة سبعة أجسام جديدة إلى دليل تشارلز ليصبح عددها مئة وعشرة أجسام، ليتم إغلاق الإضافة على الدليل بشكل نهائي في عام 1967.
المصادر:
هنا
هنا