الحمية الصديقة للكلية Kidney-friendly diet الجزء الأول
الغذاء والتغذية >>>> التغذية والأمراض
إذا ما أُصيبت الكلى بضررِ ما، فإنهما ستواجهان صعوبة في معالجة المياه والفضلات الناتجة عن الهضم وتجدد النسج وهذا يؤدي إلى تراكم تلك المواد في مجرى الدم وبالتالي حدوث مضاعفات مثل ارتفاع ضغط الدم، فقر الدم، هشاشة العظام، سوء تغذية أو حتى تلف الأعصاب.
إن الإنخفاض التدريجي في مستوى أداء الكليتين يعرف بمرض الكلى المزمن chronic kidney disease (CKD) وهناك خمسة مراحل للمرض حسب مستوى أداء الكليتين. ولأن الكلى في هذه الحالة تصبح غير قادرة على تصفية الفضلات بشكل كامل، فإنّ الحمية الغذائية تغدو أمراً في غاية الأهمية، حيث يتطلب من المصابين بمرض الكلى المزمن الحد من تناول البروتين والسوائل بالإضافة للتحكم بكميات الملح، الفوسفور والبوتاسيوم المستهلكة.
تُشير بعض المواقع العلمية إلى ما يُعرف بالحمية الصديقة للكلية Kidney-friendly diet التي تعتمد على مرحلة المرض، فقد لا يحتاج المريض إلى وضع قيود صارمة لما يتناوله خلال المراحل المبكرة للمرض ولكن مع تقدّم المرض سيحتاج إلى الحد من تناول السوائل، الصوديوم، البوتاسيوم و الفوسفور التي قد تتراكم في الجسم عند الإصابة بمرض الكلى المزمن أو CKD نظراً لدور الكلى في المحافظة على توازن مستويات هذه العناصر. من جهة أخرى يجب عدم اهمال حصول المريض على السعرات الحرارية اللازمة من الدهون والكربوهيدرات، مع التأكد من توفر الكالسيوم، الفوسفور وفيتامين D في الحمية بهدف الوقاية من هشاشة العظام التي قد تحدث لاحقاً، وهنا تأتي أهمية تعاون المريض مع اختصاصي التغذية والطبيب المشرف.
سنتناول بعض العناصر الغذائية التي أشارت إليها الحمية والتي يتوجب على المرضى الانتباه إليها:
1. الصوديوم:
من العناصر المعدنية الهامة، يتواجد في معظم أنواع الأغذية التي نتناولها، إنّ ارتفاع الصوديوم في الدم يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم واحتباس السوائل. وإنّ حدوث ذلك لدى مرضى الكلية يؤثر على القلب والرئتين، ولهذا يحتاج هؤلاء إلى الحد من الصوديوم في الحمية. ويعتبر من الجيد عدم تجاوز التوصيات التي تنصح بعدم الحصول على أكثر من 6 غرام من الملح يوميّاً.
إنّ فوائد التقليل من تناول الملح لا تقتصر على مساعدة الكلى في القيام بعملها بشكل جيد وإنّما تشمل خفض ضغط الدم والتقليل من مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية أو النوبة القلبية.
ويمكنك الحد من كمية الملح في طعامك باتباعك للنصائح التالية:
• لا تقم بإضافة الملح إلى الطعام عند الطهي أو أثناء تناوله. إنّ استخدام الأعشاب النضرة، عصير الليمون أو البهارات المتنوعة طريقة جيدة لتقليل الملح.
• استخدم الخضار الطازجة أوالمجمدة بدلاً من الخضار المعلبة، وفي حال قمت باستخدام المعلبة احرص على غسلها جيداً بالماء للتخلص من الملح الزائد.
• تجنب تناول اللحوم المصنعة مثل اللحم المقدد، النقانق، اللانشوان والمرتديلا.
• تجنب تناول الشوربات المعلبة أو الوجبات مرتفعة المحتوى من الصوديوم.
• تجنب تناول الأطعمة المخللة كالزيتون أو المخلل.
• حاول الحد من تناول الصلصات العالية المحتوى من الصوديوم كصلصات الشواء، صلصلة الصويا والكاتشب.
• اعتمد على الفواكه والخضراوات أثناء الوجبات الخفيفة بدلاً من تناولك المكسرات أو البسكويت المملح.
2. البوتاسيوم:
يتواجد البوتاسيوم أيضاً في جميع أنواع الأغذية تقريباً. يحتاج الجسم إلى كميات قليلة من البوتاسيوم لعمل العضلات ولكن الكميات الكبيرة تكون مؤذية. إنّ الخلل في عمل الكلى يؤدي إلى ازدياد أو انخفاض مستويات البوتاسيوم بشكل شديد مما يُسبب خللاً في تقلص العضلات أو عدم انتظام ضربات القلب، ولهذا يحتاج مرضى الكلى إلى تحديد كمية البوتاسيوم المتناولة.
في الجدول التالي سنوضح الأطعمة الحاوية على مستويات منخفضة من البوتاسيوم بالمقارنة مع مثيلاتها والحاوية على مستويات مرتفعة منه:
أطعمة منخفضة المحتوى من البوتاسيوم أطعمة مرتفعة المحتوى من البوتاسيوم
التفاح، التوت البري، العنب، الأناناس، الفريز الأفوكادو، الموز، البطيخ، البرتقال، الخوخ، الزبيب
قرنبيط، بصل، فلفل، فجل، القرع ، الخس الأرضي شوكي، الكرنب، السبانخ، البطاطا، البندورة
الخبز العربي، التورتيللا، الخبز الأبيض. منتجات النخالة، بعض أنواع حبوب الافطار.
اللحم الأحمر، الدجاج، الأرز الأبيض. الفاصولياء، الأرز البري أو البني.
3. الفوسفور، الكالسيوم وفيتامين D:
يعمل الفوسفور مع الكالسيوم وفيتامين D على إبقاء العظام بصحة جيدة. ويأتي دورالكلى في المحافظة على توازن مستوياتها، ولكن عندما لا تعمل الكلى بشكلٍ جيد فإن مستويات الفوسفور سوف ترتفع بالدم مما يسبب ضعف بالعظام فتصبح قابلة للكسر بسهولة. ومن الوظائف الهامة للكلى تحويل طليعة الفيتامين D الذي يتم الحصول عليه من الغذاء وتوفر أشعة الشمس إلى الشكل الفعال "فيتامين D2" ولذلك فإنّ القصور في عملها يجعلها غير قادرة على تحويل كميات كافية من هذا الفيتامين وبالتالي سيعاني المرصى من اضطرابات صحية في العظام.
وتبعاً لمرحلة المرض فقد يلجأ الطبيب لوصف أدوية تُعرف بالأدوية الرابطة للفوسفات والتي تعمل على منع تراكم الفوسفور بالدم. وإلى جانب الدواء فإنّ مراقبة الكميات المتناولة من الفوسفات تغدو أمراً ضرورياً.
يوضح الجدول التالي الأغذية العالية و منخفضة المحتوى من الفوسفور:
Image: syr-res.com
سنتابع في مقالنا القادم ...
المصادر:
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا