علماء الفلك يقتربون من حقيقة النبضات الراديوية الغامضة القادمة من الفضاء الخارجي.
الفيزياء والفلك >>>> علم الفلك
ما الذي يسطع أقوى من الشمس، يظهر لجزء من الثانية ويضيء سماء الأرض آلاف المرات في اليوم؟ إذا كنت محتاراً فلا تقلق، الخبراء أيضا احتاروا.
لما يقارب العقد من الزمان ظل علماء الفيزياء الفلكية يبحثون في تفسير موجات الراديو القادمة من الفضاء و التي تستمر لما يقارب الميلي ثانية، أول من أعلن عن رصد هذه الموجات كان فريق من الباحثين في جامعة فيرجينيا الغربية عام 2007.
إحدى الدراسات الحديثة قرّبت العلماء من إيجاد حل للغز هذه الأمواج المسمّاة "النبضات الراديوية السريعة" أو "Fast Radio Bursts" و هي نبضات من الطاقة قادمة من الفضاء تَظهر كومضات قصيرة من أمواج الراديو للتلسكوبات على الأرض.
-الكثير من النظريات:
لمدة من الوقت رجّح المشككين أن مصدر هذه الموجات هو بعض نشاطات الإنسان على الأرض ( الهواتف الخلوية، أجهزة الكترونية أُخرى)، آخرون تكهّنوا بكون هذه الموجات صادرة عن الثقوب السوداء أثناء تلاشيها أو الأوتار الكونية المتذبذبة أو حتى عن مخلوقات فضائية، و لكن النبضات الراديوية السريعة لا يمكن أن تفسر بمثل هذه النظريات لأنها ببساطة تحدث بمعدل عالِ جداً بالنسبة لهذه الأحداث التي تجنح للندرة في حدوثها.
-العثور على المصدر:
إحدى أحدث الدراسات عن هذا الموضوع اقتربت من تفسير هذه الظاهرة عن طريق دراسة نبضة تم التعرف عليها، و عزلها حديثاً من بين مجموعة بيانات الأرصاد الفلكية الهائلة الموجودة عن طريق برنامج التنقيب في البيانات الأرشيفية الجديد و الذي طوره فريق من الباحثون في جامعة "KwaZulu-Natala” بجنوب أفريقيا.
يقول عالم الفلك "Kiyoshi Masui" من جامعة كولومبيا البريطانية بكندا "نحن الآن نعلم أن طاقة هذه الموجة بالذات مرّت بحقل مغناطيسي كثيف بعد وقت قصير من تشكلها و هذا يضيّق نطاق البحث في أنواع البيئات و الأحداث المحتملة التي أثارت النبضة بشكل كبير، وهذا يعني أن مصدر هذه النبضة غالباً يوجد في سديم مُشّكِل للنجوم أو من بقايا مستعر أعظم".
وجد الباحثون إشارة مخبأةً ضمن مجموعة هائلة من البيانات تمتلك جميع خصائص النبضات الراديوية السريعة بالإضافة لشيء أخر لم يروه من قبل قط.
امتازت النبضة بظاهرة دوَران "فراداي"، و هو التواء الموجات الراديوية بشكل لولبي بسبب مرور الموجات عبر حقل مغناطيسي قوي.
كشف تحليل إضافي للإشارة عن مرور الموجة عبر منطقتين منفصلتين تحتويان غاز متأين في طريقها للأرض ، أقواهما قريبة جداً لمصدر الإشارة (على بعد مئة ألف سنة ضوئية مما يجعلها داخل المجرة التي صدرت الإشارة منها).
شيئان فقط يستطيعان ترك مثل هذا التأثير على الإشارة هما: سديم يحيط بالمصدر أو مركز المجرة.
-بارقة أمل:
توحي هذه البيانات عن النبضة الراديوية السريعة بالإضافة إلى الأمكانيات التي يقدمها برنامج التنقيب في البيانات الأرشيفية الجديد بتفسير لمصدر هذه النبضات الراديوية الغامضة، عن طريق الكشف على عيّنات أخرى للأقتراب أكثر من فهم طبيعتها، وتحديد ماهيتها.
المصدر:
http://www.sciencedaily.com/releases/2015/12/151202132932.htm?utm_source=dlvr.it&utm_medium=facebook#