الحمية الغنية بالألياف أثناء الحمل قد تحمي من الإصابة بالربو عند المواليد
الغذاء والتغذية >>>> تغذية الأطفال
واقترحت هذه الدراسة التي تمت بإشراف الدكتورة Alison Thorburn - قسم علم المناعة في جامعة Monash بأستراليا- أن الحمية الغنية بالألياف الغذائية تعدّل البكتريا الموجودة في أمعاء الأم خلال فترة الحمل مشكلةً مواداً مضادةً للالتهاب والتي توقف تشكل الجينات المسبّبة للربو في الجيل الجديد.
هذه الدراسة ليست الوحيدة التي تربط الحمية الغنية بالألياف الغذائية بخفض احتمال الإصابة بالربو؛ ففي كانون الثاني من عام 2014 نشرت مجلة Nature Medicine دراسةً بينت نتائجها أن الفئران الذين تغذوا على حميةٍ غذائيةٍ عالية المحتوى من الألياف كانت لديهم استجابةً منخفضةً للمواد المثيرة للحساسية والمتعلقة بالربو خصوصاً، وذلك بالمقارنة مع الفئران الذين اتبعوا حميةً غذائيةً منخفضة المحتوى من الألياف.
أرادت الدكتورة Thorburn و زملائها من خلال دراستهم معرفة ما إذا كان محتوى الألياف في الحمية الغذائية أثناء فترة الحمل يؤثر على خطر تطور الربو في الأجنة أم لا، وللوصول للنتائج قام الفريق بإطعام إناث فئرانٍ حواملٍ واحدةً من ثلاث حميات خلال الثلث الثالث من الحمل: حميةً عالية المحتوى بالألياف الغذائية، أو حميةً متوسطة المحتوى من الألياف الغذائية، أو حميةً منخفضة المحتوى من الألياف الغذائية؛ ولاحقاً تم تعريض صغار الفئران المولودة بعد بلوغها لغبار المنزل والذي يعتبر المحفّز لتطور الربو عند الإنسان.
وجد الباحثون أن الفئران المولودة من إناثٍ تم إطعامهنّ حميةً غنيةً بالألياف الغذائية لم يطوِّروا أعراض تدل على الربو، بينما الفئران المولودة لإناث وُضعنَ على حميةٍ غذائيةٍ منخفضة الألياف طوّروا أعراض الربو.
هذا وأظهرت المزيد من البحث أن الفئران الحوامل اللواتي أُطعمن حميةً غنيةً بالألياف تعرضوا لتغيّر في بكتريا الأمعاء، فقد تشكلت لديهم ميكروبات تولّد مواداً مستقلبةً مضادةً للالتهاب وذلك بعد هضم الألياف الغذائية. هذه المواد المستقلبة دارت في الدورة الدموية ودخلت إلى الجنين عن طريق الرحم موقِفةً الجينات Foxp3 المتعلقة بتطور الربو.
وللتأكد مما إذا كانت الحمية الغنية بالألياف لها نفس الأثر عند الإنسان، قام الباحثون بتحليل عينات دمّ ومعطيات الحمية الغذائية لأربعين امرأةً حاملاً بالإضافة لبياناتٍ تفصيليةٍ أخرى كتكرار مواعيد زيارة الطبيب من أجل حالات أعراضٍ تنفسيةٍ عند أطفالهم خلال السنة الأولى من عمرهم.
وجد الفريق أن النساء اللواتي تناولن حميةً غنيةً بالألياف أثناء الحمل كانت عينات دمهم حاوية على المواد المستقلبة المضادة للالتهاب، و أن أطفالهم كانوا أقل عرضةً لزيارة الطبيب من أجل شكوى تنفسية لمرتين أو أكثر خلال السنة الأولى من عمرهم.
ويمكن تلخيص نتائج هذه الدراسة بأن الألياف الكثيرة في الحمية الغذائية تثبّط تأثير جيناتٍ معينةٍ في رئة جنين الفأر والمرتبطة بالربو عند الإنسان ومرض الممر التنفسي التحسسي عند الفأر allergic airway disease (mouse AAD). وهكذا، فالحمية الغذائية التي تعمل على جراثيم الأمعاء تؤثر بشكل كبير على استجابة الممر التنفسي و قد تقّدم طريقة لمنع الربو أثناء فترة الحمل عند الإنسان.
بالإضافة لذلك، يقول الفريق أن نتائجهم تفسّر سبب انخفاض الإصابة بالربو عند الأطفال المولودين والمترعرعين في المزارع والمناطق الريفية حيث يعتقد الباحثون أن هذا يعود للاختلافات في الحمية الغذائية بين المناطق الريفية والمَدَنية، أو قد يعود هذا إلى الجراثيم الموجودة في بيئة المزرعة والخاصة بإنتاج الحموض الدسمة قصيرة السلسلة (SCFA) و المتوفرة بكثرة في فضلات المواشي التي تستهلك الألياف بشكل أساسي.
المرجع:
1. هنا
2. هنا
3. هنا
المقال المرجعي:
Evidence that asthma is a developmental origin disease influenced by maternal diet and bacterial metabolites, Alison N. Thorburn et al., Nature Communications, doi: 10.1038/ncomms8320, published online 23 June 2015, abstract.
Nature news release, accessed 26 June 2015.