مقدمة العناصر المعدنية
الغذاء والتغذية >>>> مدخل إلى علم التغذية
تعتبر العناصر المعدنية مركبات لا عضوية يحتاجها جسم الإنسان بكميات قليلة للحفاظ على العديد من الوظائف الحيوية في الجسم. وبشكل عام، تقسم العناصر المعدنية إلى مجموعتين: المعادن التي يحتاجها الجسم بكميات كبيرة Macrominerals، والمعادن الزهيدة (الصغرى) Trace minerals أي تلك التي يحتاجها الجسم بكميات قليلة.
تشمل المجموعة الأولى كلاً من الكالسيوم والفوسفور والمغنزيوم والصوديوم والبوتاسيوم والكلوريد والكبريت، أما المجموعة الثانية فتشمل الحديد والمنغنيز والنحاس واليود والزنك والكوبالت والفلور والسيلينيوم. وعلى الرغم من اختلاف الكميات التي يحتاجها الجسم من كلا المجموعتين، إلا أن كل العناصر المعدنية تعتبر ضرورية وهامة للجسم.
تُمتص العناصر المعدنية عادةً بشكل أفضل عند تناولها من المصادر الغذائية الطبيعية أو المدعمة بالمقارنة مع أخذها على شكل مكملات غذائية. لذا ينصح بتناول حمية غذائية متوازنة ومتنوعة لضمان توفير حاجة الجسم من العناصر المعدنية المختلفة.
حاجة الجسم والكميات الموصى بتناولها:
يحتاج الجسم لكميات مختلفة من العناصر المعدنية تختلف باختلاف العنصر المعدني ودوره في الجسم. كما تختلف حاجة الإنسان تبعاً للعمر والجنس والحالة الفيزيولوجية (حامل، مرضع،...) والحالة الصحية. لذا حُدّدت الحاجة اليومية من العناصر المعدنية المختلفة ورُمز لها بـRDA اختصاراً لـRecommended Daily Allowance وتدل على احتياج الأشخاص الأصحاء من هذه العناصر، كما تم تحديد الكميات القصوى التي لا يسمح بتجاوزها يومياً UL.
وظيفة العناصر المعدنية في الجسم:
تعتبر العناصر المعدنية ضرورية من أجل تشكل العظام والأسنان، وتدخل في تركيب السوائل الحيوية والأنسجة والهرمونات والإنزيمات، كما تعتبر ضرورية لعمل الخلايا العصبية وضبط معدل ضربات القلب.
التوافر الحيوي وامتصاص العناصر المعدنية:
يتأثر التوافر الحيوي للعناصر المعدنية (امتصاص هذه العناصر وتوافرها في الجسم للقيام بوظائفها الحيوية المختلفة) بالعديد من العوامل، وأولها البنية الكيميائية للعنصر المعدني، وطبيعة مكونات الغذاء الأخرى (فمثلاً يزيد الفيتامين C من التوافر الحيوي للحديد من المصادر النباتية، بينما تنقص أملاح حمض الفايتيك الموجودة في الحبوب الكاملة من امتصاص الكالسيوم والزنك والحديد)، كما يؤثر مخزون الجسم من العنصر المعدني أحياناً في امتصاصه وتوافره الحيوي (مثل مخزون الجسم من الحديد).
وعلى عكس الفيتامينات تتميز العناصر المعدنية بثبتهها خلال مراحل تحضير الطعام ومراحل التخزين المختلفة.
عوز العناصر المعدنية وسُميّتها:
تحدث الإصابة بعوز العناصر المعدنية بشكل بطيء مع الزمن، وتنتج إما عن زيادة حاجة الجسم لهذه العناصر المعدنية، أو انخفاض الوارد اليومي منها، أو نتيجة الإصابة ببعض الاضطرابات المرضية التي تسبب نقص امتصاصها. ويؤدي عوز العناصر المعدنية إلى العديد من الاضطرابات الصحية مثل تخلخل العظام والتعب وانخفاض فعالية الجهاز المناعي في الجسم.
وبشكل عام، لا يترافق انخفاض تراكيز العناصر المعدنية بظهور أعراض سريرية مرافقة، فمثلاً تعاني أغلب النساء في سن الإنجاب من انخفاض تراكيز الحديد، وكذلك الأمر بالنسبة لبعض النباتيين والسبب أن الكميات المتناولة لا تلبي حاجة الجسم المتزايدة منه، مما قد يعرضهم للإصابة بفقر الدم. كذلك تبين الدراسات حدوث انخفاض تراكيز الكالسيوم عند العديد من المراهقين والنساء مما قد يتداخل مع صحة العظام.
بالمقابل، تنتشر أيضاً بعض حالات التسمم بالعناصر المعدنية، حيث يؤدي فرط استهلاك هذه العناصر إلى أعراض مختلفة تتراوح بين الإصابات اللاعَرَضية (على سبيل المثال، لم يؤدّ استهلاك كميات مرتفعة من اليود تصل حتى 2 ملغ/يوم إلى ظهور أي أعراض)، وصولاً إلى الإصابات الشديدة (مثل تسمم الهيكل العظمي بالفلور).
هذا وسيتم الحديث عن كل عنصر معدني على حدا في مقالات قادمة ضمن سلسلة المعادن نشرح فيها دور العنصر المعدني ومصادره الطبيعية وفوائده والحاجة اليومية منه.
المصادر:
1. هنا
2. هنا
3. هنا