ثنائي الفينول-أ (BPA) وآثاره على الصحة
الغذاء والتغذية >>>> مدخل إلى علم التغذية
ويعدّ BPA من مسبباتِ اضطرابِ الغددِ الصمّ Endocrine disruptor، أي أنّه يتداخلُ معَ وظيفةِ الهرموناتِ الطبيعيّة وعملياتِ إنتاجها وإفرازها ونقلها. كما يمكن أن يتصرف بطريقةٍ مماثلةٍ لهرمون الاستروجين والهرمونات الأخرى في الجسم البشري بشكلٍ قد يُسبّبُ خطراً على الصحة، ويعتبرُ الأطفال والرّضّع الأكثرَ حساسيةً لآثارِ الـ BPA. ونظراً لاهتمامِ العديدِ من الباحثين بدراسة آثاره الضارّة على الإنسان، فقد بدأَ بعضُ الخبراءِ يميلونَ إلى ضرورةِ مراجعةِ المستوياتِ التي يُسمح بالتعرّضِ لها من الـ BPA، خاصةً وأنّ دراسةً أُجريت من قبلِ مراكزِ السيطرةِ على الأمراض والوقاية منها Centers for Disease Control and Prevention قد خَلُصت إلى أن 95٪ من عيناتِ بولِ البالغين و93٪ من عيناتِ بولِ الأطفال قد احتوت على نسبٍ من الـ BPA.
ما هي الآثار الصحية المحتملة لثنائي الفينول-أ (BPA) على الصحة؟
اضطراباتٌ تناسلية عند النساء: حيثَ وجدَ العلماءُ في مشفى Brigham and Women's Hospital أنّ التعرضَ لـ BPA يمكنُ أن يؤثرَ على نضوج البويضة، في حين وجدَ باحثونَ في كاليفورنيا أنّ التعرض لـ BPA يمكن أن يؤثرَ على نوعيةِ البويضةِ المستحصلِ عليها بغرضِ تخصيبها مخبرياً.
العجز الجنسي عند الذكور: حيثُ وُجد بينتجة بحثٍ أُجريَ في قسمِ كايزر Kaiser للبحوث في أوكلاند، كاليفورنيا، أن التعرض لـ BPA قد يزيد من مخاطر عدم القدرة على الانتصاب، ويؤثرُ على الرغبةِ الجنسيةِ ويسببُ مشاكلَ في القذفِ أيضاً. كما ربطت دراسةٌ نشرت عام 2010 التعرض لـ BPA بحدوث تغيراتٍ في الهرمونات الجنسية لدى الرجال.
أمراض القلب والسكري والكبد: وَجدَ علماءٌ في جامعة سينسيناتي Cincinnati أن التعرض لـ BPA يمكن أن يكون سبباً للإصابةِ بأمراض القلب لدى النساء، كما ربطت دراسةٌ أخرى التعرض لـ BPA بمرض السكري من النوع 2 وأمراضِ القلبِ عند البالغين، إلى جانبِ ارتباطِ تراكيزه المرتفعة بتشوهاتٍ في إنزيماتِ الكبد.
وظائف المخ والذاكرة والتعلم: أثبتَ الباحثون وجودَ علاقةٍ بين التعرّضِ لـ BPA وفقدانِ الاتصال بين خلايا الدماغ عندَ الرّئيسات، إضافةً إلى مشاكلَ محتملةٍ مع الذاكرةِ والتعلم، والاكتئابِ أيضاً.
العلاج الكيميائي والسرطان: حيث وجدَ العلماءُ في جامعة سينسيناتي Cincinnati أن التعرض لـ BPA يمكن أن يُقلّلَ من فعاليّة العلاج الكيميائي لدى مرضى السرطان. كما بيّنت دراسةٌ أُجريت في كلية الطب بجامعة يال Yale وجودَ زيادةٍ محتملةٍ في خطر الإصابة بسرطان الثدي بين النساء اللواتي تتعرضن لـ BPA.
الربو: حيث تمت الإشارة إلى وجودِ صلةٍ بين زيادةِ معدّلاتِ الرّبو والتعرّض لعتبةٍ معينةٍ من الـ BPA.
انتقال ثنائي الفينول-أ (BPA) عبر الغذاء:
كما ذُكرَ سابقاً، يتواجدُ الـ BPA في طلاءِ الطبقةِ الداخليةِ لعبواتِ الطعامِ والشراب، ويُستخدمُ لمنع الاتصال المباشر للغذاء مع المعدن. ولكن تسرُّبَ الـ BPA من البطانة البلاستيكية للعبوات إلى الأطعمة المعلّبة هو السبب في انتقالهِ إلى الإنسان. ويُذكرُ أن تنظيف المواد البلاستيكية بالمنظفات القاسية أو تماسَها مع السوائلِ ذات درجة الحرارة العالية، أو تلك التي تكون ذات طبيعة حامضية يساهمُ بشكل كبيرٍ في تحرّرِ هذا المركب. وبحسب الخبراء، فإنّ المشكلةَ الكبرى لا تكمنُ في امتصاصِ الـ BPA عبرَ الجلد، بل في انتقالِهِ من اليدين والأصابعِ إلى الفم، أي بالابتلاعِ المباشر.
كيفيةُ تجنبِ التعرضِ لثنائي الفينول-أ (BPA):
على الراغبين بالحد من التعرض للـ BPA ألّا يأكلوا أو يشربوا الأطعمة والمشروبات المعلبة ما لم يتم ذكر خلوّها من ثنائي الفينول-أ (BPA free). كما يجب ألّا تستخدم العبوات البلاستيكية لتسخين الأطعمة في الميكروويف وألّا تُغسلَ هذه العبوات البلاستيكية في غسالة الصحون، إضافةً إلى تجنّبِ تنظيفِ هذه العبوات بالمنظفاتِ القاسية.
يذكرُ أن الأجنةَ والرضعَ والأطفال الصغار جداً هم الأكثرُ عرضةً للتعرضِ للـ BPA وآثاره مقارنةً بالبالغين، وذلك بسببِ عدمِ قدرتِهم على التعامل مع المركباتِ الدخيلةِ بشكلٍ مناسبٍ، وهذا يعني أن تراكيز BPA تكون دائماً أكثر ارتفاعاً عند الأطفال مقارنةً بالبالغين، كما أنّها أعلى عندَ أطفالِ الرضاعةِ الصناعية.
أخيراً، ينصح باستخدامِ بدائلَ أكثرَ صحيةً لتفادي مخاطر الـ BPA، كالزجاجِ والخزفِ (البورسولين) والفولاذِ المقاومِ للصدأ (الستينليس ستيل) لحفظ الأطعمة.
المصدر: هنا