يحتوي برجُ السَّرطان على عددٍ من أشهرِ الأجرامِ السَّماوية، من بينهِم التّجمّع النجمي المفتوح Praesepe والمعروفُ أيضا باسمِ عنقود خلية النحل (مسييه 44) والتجمّع النجمي المفتوح مسييه 67 ويظهر من خلاله دوَّامة المجرات المتفاعلة NGC 2535 و NGC 2536.

ويرتبطُ برجُ السّرطان في الأساطيرِ مع أسطورة السّرطان في مهامِ هرقل الإثنتي عشر (مُمَثَّلةً بكوكبةِ هِرقل) ويمثِّلُ السّرطانَ المذكور في الأسطورة (هنا).

ففي الأسطورة اليونانية تُعطي هيرا زوجة زيوس اثنتي عشر مهمة إلى ابنهِ هرقل آملةً أن تبرهن أن هرقل لا يستحقُّ محبةَ والدِه زيوس.

وكانتِ المهمة الثانية من المهام ال12 هيَ أن يقتلَ الوحشَ هيدرا وهو وحشٌ لديهِ جسد الثعبان والعديد من رؤوسِ الثّعابين السَّامة وما إن تُقطَع أحد هذهِ الرّؤوس ليظهر اثنان عوضاً عنه. وللتأكّد من فشلِ هرقل في مهمته، أرسلت هيرا السرطان البحري لإعاقة هرقل عندَ محاربته للوحش هيدرا .

تتعددُ قصص عزيمة السرطان وسبب وجودهِ في السماء ففي إحدى الروايات يقال أنّه عند محاولة السرطان قتلَ هرقل حينَ كان منشغلاً بمقاتلةِ الوحش هيدرا، قامَ هرقل بركل السرطان بقوّة للأعلى باتجاهِ النجوم.

وفي روايةٍ أخرى، يقومُ هرقل بسحقِ السرطان فتقومُ هيرا بوضعِهِ في السّماء تقديرًا لجهودِه. ولكنَّـها وضعته في منطقةٍ في السماء لا تحتوي العديدَ من النجوم الساطعة وذلك لأنهُ بالرغم من جهودِه فهوَ لم ينجح في مهمته وسقطَ مهزوماً أمام هرقل.

وتروي روايةٌ آخرى أنّ زيوس هو من وضع السرطان في السماء وذلك تكريماً لجهود وانتصار هرقل في مهمته وتذكيراً لهيرا بفشلها.

Image: http://www.theoi.com/image/img_karkinos.jpg

تروي الأساطير الأخرى أن سرطانًا عملاقًا اسمه Crios كانَ حارسَ حوريّات البحرِ في مملكة إله البحر بوسيدون. كانَ سرطاناً عملاقاً قويّاً ومنحهُ بوسيدون الخلود.أخذ السرطان مسؤولية حماية حوريّات البحر بعدما قام أخطر الوحوش واسمهُ تايفون Typhon بإرهابِ آلهة الأوليمبوس بمن فيهم بوسيدون إله البحر. توارى بوسيدون عن الأنظار وحمل Crios مسؤولية حماية الحوريات.

أخذ السرطان واجبَ الحماية على محملِ الجد ولم يكن يسمح لأيٍّ من الحوريات أن يخرجنَ خارج متناولِ يده. وبعد فترة من الزمن قامت بعض الحوريات، بسبب نفاذ صبرهنّ وقناعتهنّ بأنهنّ بمأمنٍ من تابفون، بالهروب إلى البحرِ المفتوح.

لم يستطع Crios مطارتهن فقد كان عليه حماية بقية حوريات البحر لذلك استعان بحبّارٍ عملاق اسمه فاماريVamari. لم يعلم السرطان كريوس بنوايا الحبار فاماري السيئة فعندما أمسك الحوريات قام بأكلهنّ.

وعندما عاد فاماري أخبر Crios أنه بالرغم من جهوده الباسلة لم يتمكن من العثورِ على أيٍّ من حوريات البحر. علم السرطان كريوس بكذب الحبار العملاق فهاجَمه وقامت معركة عنيفة بينهما استغرقت ساعات عديدة حتى انتصرَ السّرطان. ولكن بالرغم من فوزه أصيبَ إصاباتٍ بليغة ستبقى معه في حياة الخلود التي يحياها.

عندما عاد بوسيدون ورأى شجاعة السرطان وألمه قاَم بتخليصه من ألمِهِ وخلَّدَهُ بوضعِه في السّماء كمجموعةٍ من النجوم.


Image: http://www.crystalinks.com/cancerrb.jpg

المصادر:
هنا
هنا
هنا