ماذا تقول شهيتي عن صحتي؟
الغذاء والتغذية >>>> عادات وممارسات غذائية
لماذا يشتهي بعضُنا الطعامَ المالحَ في حين يشتهي آخرونَ الطعامَ الحلو أو المقالي أو غيرَها؟ هل لنوعِ شهيّتِنا مدلولاتٌ صحية؟ وما الذي يجعلُ هذه الأطعمة لا تُقاوم فنَتساهَلَ في تناولِها دون وعي؟
وفقاً لأخصائيّي التغذية في مركزِ العُلومِ الصّحيّةِ في جامعة تكساسTexas A&M Health Science Center فإنّ هنالِكَ فرقاً في تفكيرِنا تِجاهَ ما يَشتهي جسمُنا وبينَ ما يحتاجُه بالفِعل.
تقول Taylor Newhouse، إحدى أخصائيّاتِ التّغذيةِ في مركزِ تكساس؛ إنّ اتّباعَ نظامٍ غذائيٍّ متوازنٍ يَفي بالغرضِ لتحقيق معظمِ رغباتِك، ولكنّنا كمجتمعٍ نَميلُ إلى تَجنّبِ الأطعمةِ الخضراء في أطباقنا ونُفوّتُ ما يحتاجُ إليه الجسمُ من العناصرِ الغذائية الأساسية.
الرغبةُ في تناول الحلويات..
يؤدي تَناولُ الوجباتِ الخفيفةِ الحلوة إلى تَذبذُبِ مستوياتِ السّكرِ في الدم، وكُلّما تغيرَت نسبةُ الغلوكوزِ في الدّم يقومُ الجسمُ ببذلِ جهدٍ أكبر لمحاولةِ الحفاظِ عليها في حدودٍ مستقرّة. ولكنّ هذا يأتي في الواقِعِ بنتائجَ عكسيةٍ، إذ إنّ استهلاكَ الأطعمةِ السّكرية سيُؤدي إلى الإدمانِ والرّغبةِ الشّديدة في تناولِ المزيد، نظراً لأنها تعملُ على تَحريرِ الإندورفين داخلَ الجسم؛ مما يجعلُكَ تَشعرُ بالسّعادةِ والراحة، ولكنّ ارتفاعَ نِسبةِ السّكر يُمكنُ أن يؤدّي إلى الإِفراطِ في تناولِ الكربوهيدراتِ البسيطةِ ومن ثمَّ الإصابةِ بالنَّهم، علماً أنّ النّهمَ يُعدّ من اضطراباتِ الأكل.
ويميلُ الشّخصُ عموماً إلى زيادةِ تناولِ الكربوهيدرات لأنّها سهلةُ الهضمِ وتعطينا الطّاقةِ والنّشاطِ القادمينِ من السّكر نفسها، ولكن منَ الضروريّ أن نَتعلّمَ كيفيةَ معاكسَةِ هذا المدخول المرتفع بنشاطٍ صحيٍ نستمتع به مثل ممارسة الرياضة، علماً أن ممارسةَ الرّياضات الشّديدة قد لا يكون أمراً ذكياً إذا كُنّا نُحاول كَبح الشّهية، فالرّياضةُ الشّديدةُ تُخبر الجسمِ عند اسِتنزافِ مخازنِ الكربوهيدرات، كأن تقرّرَ فجأةً تناولِ البرغر وأنت في طريقِك إلى المنزِلِ بعد تدريبٍ شديد.
ويمكنُ لإضافةِ المزيدِ من الفاكِهةِ الحلوة كالتوتِ والتّفاحِ، وبعض الخُضارِ الورقيّةِ الدّاكنةِ الغنيّةِ بالكالسيوم كالبروكولي والكرَنبِ إلى نظامك الغذائي أن تُساهمَ في تَقليلِ حاجتك لتناولِ الوجباتِ الخفيفةِ أثناء اليوم.
الرغبةُ في تناول الشوكولا..
الشوكولا كالقهوة، تكادُ تكونُ إدماناً.
إنّ تناولَ الحلَويّاتِ المُغّطسةِ بالشوكولا في حالاتِ الضّغطِ النّفسيّ يُعدُّ رَدَّ فِعلٍ لا إراديٍّ
وهذا لا يُثيرُ الدّهشة؛ إذ أنّ الشوكولا تعملُ على رَفعِ مستوياتِ السيروتونين في الدماغ مما يُولّدُ شعوراً بالسّعادةِ والبهجة، وقد يكونُ هذا هو التفسيرَ لإدمانِنا على الشوكولا.
ويُرجّحُ وجودُ سببٍ آخرَ للشهيةِ تجاه الشوكولا يرجع إلى نقصِ المغنيزيوم، إذ تحتوي الشوكولا على نسبةٍ عاليةٍ من المغنيزيوم.
وتتوقُ النساءُ إلى الشوكولا بشدّة، وهو أمرٌ قد يرجعُ إلى تَغيّراتٍ في الهرمونات، ويعتقدُ أنّ تناولها بينَ الوجبات في الكثيرِ من الأحيانِ يعني أن الجسمَ لديه نقصٌ في الفيتامين B.
ولا بأسَ بتناولِ القليلِ من الشوكولا لتلبيةِ الشّهية، ولكن عليك أن تُضيفها إلى خياراتٍ صحيةٍ أخرى كالمكسراتِ، والموزِ، أو الخضارِ المشوية مثل السبانخِ واللّيمون، وزيتِ الزيتون، والثومِ وإكليلِ الجبل وذلك للحصول على نهكةٍ ألذّ.
الرغبة في تناول الأطعمة المقلية..
يَلجأُ جميعُنا إلى تناولِ الطّعام في حالةِ التّوتّرِ أو المَلل، ومن الملحوظِ أن أجسامنا تَطلبُ الوجَباتِ السريعةَ أو المُشبَعَةَ بالدّهونِ بصورةٍ طبيعيةٍ في حالاتِ التّوترِ والضّغطِ النفسيّ.
وقد يعني ذلك أنّنا نُعاني من نقصِ بعضِ الأحماضِ الدّسمة مثل الأوميغا-3 التي لا تستطيعُ أجسامُنا تصنيعَها بصورةٍ طبيعيٍّة، ولكنّنا نستطيعُ زيادةَ الكميةِ المستهلَكةِ منه بإضافته إلى الطعامِ أو الطهي بالزيوت الغنية بها، ومن أهمِّ أنواعِ الزيوت الغنيّةِ بالأوميغا-3 زيتُ الكانولا، وزيتُ الزيتون البكر، وزيتُ القنب.
إنّ تناولَ كمياتٍ كبيرةٍ من الأطعمةِ المَقليّةِ قد يعني أن أجسامَنا تتوقُ للدهونِ بالفعل؛ ولكن ليست جميعُ أنواعِ الدّهونِ متساويةً في تأثيرِها، ففي المرةِ القادمةِ التي تشعرُ فيها بالحاجةِ لطلبِ الأطعمةِ المَقليةِ، حاولْ أن تُضيفَ بعض الخيارات الصحيّة كالأفوكادو، والمُكسراتِ النّيئةِ الغنيةِ بالدّهونِ الجيدة.
الرغبة في الملح..
إذا أَحسَستَ فجأةً برغبةٍ شديدةٍ في تناولِ رقائقِ البطاطا أو الكعكِ المالح، فقد يكونُ لديكَ نقصٌ في مستوياتِ الحديد، وهي إشارةٌ من أجسامنا إلى ضرورةِ تناولِ الأطعمة التي تحتوي على الحديد. ويُمكن مقاومةُ هذهِ الرّغبةِ الشديدةِ بتناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم، والبوتاسيوم، والحديد.
يمكن لشربِ كوبٍ من الحليب، وتناولِ اللبنِ أو السلطةِ مع الخضارِ الورقيّةِ الدّاكنة مساءً أن يُسهمَ في الحفاظ على مستويات جيدةٍ من الصوديوم إلى جانبِ زيادةِ كميّةِ الكالسيوم والحديد في الجسم، ويمكنُ رفعُ مستوى البوتاسيوم بتناولِ الموزِ، والبطاطا الحلوة، والأفوكادو، والحمضياتِ.
ومن جهةٍ أخرى، يخسرُ الجسم كمياتٍ كبيرةً من الصوديومِ نتيجةَ التّعرُّقِ أثناءَ ممارسةِ التّمارينِ الرياضيةِ أو العملِ الشّاق، مما يَجعلُهُ يَسعى لتعويضِ هذا النّقص، ويُسبّب الرغبةَ الشديدةَ في تناولِ الأطعمة المالحة لتعويضِ الصوديوم ِالمفقود.
الرغبة في تناولِ الخضارِ والأطعمةِ الطازجة..
نعم، في بعضِ الأحيان تنتابُنا الرغبةُ بتناولِ الأطعمة الطازجة والخضار كالكرنب والبروكولي، وتظهرُ هذه الحاجةُ في كثيرٍ من الأحيانِ عند حاجةِ الجسم للمزيدِ من فيتامين C، والكالسيومِ والحديدِ، والمغنيزيوم. ومع ذلك، لا بدّ من الانتباهِ إلى الكمية المتناولة إذا كنّا نُحاولُ التقليلَ من تناولِ الكربوهيدرات.
هل تشعر بالجفاف؟
إنّ معظمَ حالاتِ الجوعِ والتّوق الشّديدِ للطعام تمتلك حلّاً شديدَ البساطةِ.. اشربِ الكثيرَ من الماء.
كثيراً ما نسيءُ تفسيرَ الإشاراتِ التي تعطينا إيّاها أجسامُنا، فالعطشُ ليسَ إلّا المؤشّرَ الأخيرَ للجفاف. ففي المرّةِ القادمةِ التي تُحاولُ فيها تناولَ الحلَوياتِ أو الموالحِ، حاولْ أن تشربَ كأساً كبيرةً من الماء لِكبحِ هذه الرغبة.. قد تَتفاجأُ بالنتيجةِ التي ستحصُل عليها.
كلُ شيءٍ يحتاجُ إلى الاعتدالِ والتّوازن..
يتوقّفُ اتّباعُ نظامٍ غذائيٍّ صِحيٍ متوازنٍ مع المحافظةِ على أسلوبِ حياةٍ جيّد على شيءٍ واحدٍ فقط، وهوَ التّوازن.
وتقول أخصّائيةُ التّغذية Taylor Newhouse أنّه من الطّبيعي لنا أن نعملَ على تلبيةِ رغباتنا، ولكن باعتِدال، وعلينا أن نقيّمِ نظامِنا الغذائيّ في كلٍّ من هذه الحالات.
فكّر في آخرِ مرّةٍ تناولتَ فيها أطعمةً من مختلفِ الألوان. إن لم تتذكر آخرَ مرةٍ أكلتَ فيها البندورةَ أو التوت، جرّب الاعتمادَ عليها كوجبةٍ خفيفةٍ، وستُفاجَأ بالفعل.