يُعتبر كلٌّ من الكينوا والبرغل صنفاً من أصنافِ الحبوبِ الكاملة التي تُضيفُ جانباً صحيّاً عظيماً للأطباق؛ فالبرغل هو القمحُ المجروش قبلَ طهيهِ ويُعتبَر من أشهرِ الأكلاتِ الشعبيةِ في بلادنا لتوافره وملاءمتهِ للعديدِ من أصنافِ الأطباقِ الشعبيةِ ولكونهِ يُطبخُ بسرعةٍ كبيرةٍ. أمّا الكينوا فهي عبارةٌ عن بذورٍ يعودُ أصلُها لجبالِ الأنديز، وقامت شعوبُ الإنكا بزراعتِها لأوّلِ مرةٍ. وتُعتبر الكينوا أكثرَ غنىً من الناحيةِ التغذوية مقارنةً بالبرغل، ولكن مع مزيدٍ من السُعراتِ والمغذّياتِ لكلِّ حصّةٍ (هنا).
وفي مقالنا هذا سنقدّمُ لكم مقارنةً بين الكينوا والبرغل من الناحيةِ الغذائية.

السعراتُ الحرارية والأليافُ الغذائية:
الكينوا تحتوي على 222 سعرةً حراريةً للكوبِ المطبوخ، أي ما يقارِب ضِعفَ السعراتِ المتواجدةِ في البرغل، والذي يحتوي على 112 سعرةً حراريةً للكوبِ المطبوخ. وبمقارنةِ كوبٍ من البرغل مع كوبِ كينوا، فإنّ الكينوا تحتوي على كميّةٍ أكبرَ من كلّ المغذّياتِ الكبيرة macronutrient والصغيرة micronutrient تقريباً باستثناءِ الأليافِ الغذائية. ويمكنُ القولُ أنّكَ إن تناولتَ كوبين من البرغل فسوفَ تحصلُ على كميّاتٍ متقاربةٍ من السُعرات والمغذّيات المتواجدة في كوبٍ واحدٍ من الكينوا، بالإضافةِ إلى 12 غراماً من الأليافِ الغذائية، وهي ما يقاربُ نصفَ احتياجِكَ اليومي منها، أمّا الكينوا فتحتوي على 5 غرام من الأليافِ في الكوبِ الواحد. وبمقارنةِ المحتوى العالي للبرغلِ من الألياف، والمنخفضِ من الحريرات، يمكنُ القولُ أنّ البرغلَ له فعاليةٌ أكبرَ في تعزيزِ الشعورِ بالشبع مُقارنةً بالكينوا وبسعراتٍ حراريّةٍ أقل.

البروتين:
تحتوي الكينوا على 8 غرام بروتين لكلِّ كوب، أي ما يقاربُ 18% من معدّلِ احتياجِكَ اليومي. أمّا البرغل فيوفّرُ أيضاً كميّةً قيّمةً من البروتين، ما يعادلُ 4 غرام لكلِّ كوبٍ. وإذا قارنا كميّةَ البروتين بالنسبةِ لنفسِ كميّةِ سعراتِ الكينوا فيمكنُ القولُ أنَّ البرغلَ يوفّرُ نفسَ المقدارِ من البروتين. الكينوا تحتوي على البروتينِ الكامِل أي تحتوي على الأحماضِ الأمينيةِ التسعة التي يجبُ أن يحصلَ عليها الجسمُ من الطعام. الكينوا أيضاً خاليةٌ من الغلوتين gluten، وهوَ البروتينُ الذي يسبّبُ حساسيةً أو مشاكلَ في الجهازِ الهضمي لدى الأشخاصِ المعرّضينَ للإصابةِ. أمّا البرغل مثلُ باقي منتجاتِ القمح يحتوي على الغلوتين.

الفيتاميناتُ والمعادن:
الكينوا غنيّةٌ بمعدنِ النحاس، المغنيزيوم والفوسفور، وتحتوي على ما يقارب 40% من معدّلِ الاحتياجِ اليومي من هذهِ المعادن، كما تحتوي على 20% من معدّلِ الاحتياجِ اليومي من فيتامين B6، والفولات، والثيامين، والريبوفلافين والزنك، وتساهمُ في توفيرِ 15% من معدّلِ الاحتياجِ اليومي من الحديد. البرغلُ يحوي نفسَ أنواعِ الفيتاميناتِ والمعادنِ لكن بكميّاتٍ أقل. وبمقارنةِ محتوى الفيتاميناتِ والمعادن بين الاثنين لنفسِ المقدارِ مِن السعراتِ الحرارية فإنّ الكينوا تحوي كمياتٍ من الفيتاميناتِ والمعادن أكبرَ بقليل من البرغل، ولكن كلا الصنفين مصدرٌ غنيٌ للمغذّياتِ الدقيقة.

وختاماً يجبُ التأكيدُ على أهميّةِ إضافةِ البرغلِ والكينوا وغيرها من الحبوبِ الكاملة لغناها بالعديدِ من العناصر الغذائيةِ الضرورية لصحّتنا وتوازنِ نظامِنا الغذائي.

المصادِر:
1. The Columbia Encyclopedia: Quinoa
2. U.S. Department of Agriculture: Food-A-Pedia