الحربُ على السُّكّر – توصياتٌ جديدةٌ حولَ استهلاكِ الأطفالِ للسُكّر
الغذاء والتغذية >>>> تغذية الأطفال
أصبحتْ هذهِ السكّريّاتُ المُضافةُ تُشكّلُ مصدراً كبيراً للقلقِ في الولاياتِ المتّحدةِ الأميركيّة، فالعديدُ من الدراساتِ ربطت الاستهلاكَ العالي للسُكّرياتِ بزيادةِ خطرِ الإصابةِ بالبدانةِ وأمراضِها لاحقاً. وكأمثلةٍ عن السكّريّات المضافةِ نذكرُ سكّر الغلوكوز والفركتوز (الفواكة)، بالإضافةِ لشرابِ الذّرة عالي الفركتوز.
وفقاً لمركزِ التحكّمِ بالأمراضِ والوقايةِ منها Centers for Disease Control and Prevention (CDC) بين عامي 2005 – 2008، فإنّ الذكورَ في الولاياتِ المتّحدةِ الأميركيّة الذينَ تتراوحُ أعمارُهم بينَ 2 -19 سنة استهلكوا حوالي 16.3 % من السعراتِ الحراريّةِ اليوميّة (أي حوالي 362 سعرةٍ حراريّة) على شكلِ سكّريّاتٍ مضافةٍ، في حين بلغت نسبةُ السُكريّاتِ المضافةِ نحوَ 15.5% من السعراتِ الحراريّةِ اليوميّة (أي حوالي 282 سعرةٍ حراريّةٍ) عندَ الإناثِ من نفسِ الفئةِ العُمرية.
استناداً إلى ذلك أصدرت جمعيّةُ القلبِ الأميركيّة American Heart Association (AHA) بياناً يقضي بحاجةِ الأطفالِ والمراهقين بعمرِ 2 – 18 سنة إلى خفضِ كميّةِ السُكريّاتِ المضافةِ بحيث لا تشكّل أكثرَ من 100 سعرةٍ حراريّةٍ يوميّاً أي ما يعادل 6 ملاعقَ صغيرة (25 غرام).
أمّا بالنسبةِ للأطفالِ تحتَ عمرِ السنتين فيجبُ ألّا يستهلكوا أيّاً من السكريّاتِ المضافةِ حسبَ المبادئِ التوجيهيّةِ الجديدة، فالأطفالُ في هذا السن لا يتطلّبونَ نفسَ السُعراتِ الحراريّةِ للأطفالِ الأكبرِ سنّاً، إضافةً الى أنَّ تفضيلاتِ الذوقِ تتطوّرُ في وقتٍ مبكّرٍ من الحياة، مما يستدعي الحدَّ من تناولِ السكريّاتِ المضافةِ قبلَ عُمر السنتين للتقليلِ من تفضيلِ الأطعمةِ غير الصُحيّة لاحقاً.
أظهرت النتائجُ أنَّ تناولَ كميّاتٍ كبيرةٍ من السكريّاتِ المضافةِ خلالَ مرحلةِ الطفولةِ يُمكنُ أن يؤدّي إلى تطويرِ عواملِ خطرِ الإصابةِ بأمراضِ القلبِ والبدانةِ وارتفاعِ ضغطِ الدم، كما يُعرِّضُ الأطفالَ لخطرٍ أكبر لمقاومةِ الأنسولين وهذا مايجعلُهم أكثرَ عرضةً لتطوّرِ مرضِ السُكّري من النمطِ الثاني. كما لوحظَ أنَّ الأطفالَ الذينَ يتناولونَ أطعمةً محمّلةً بالسُكريّات، يميلونَ إلى تناولِ كمياتٍ أقلَّ من الأطعمةِ الصحيّة مثلَ الفواكة والخضار والحبوبِ الكاملة ومنتجاتِ الألبان قليلةِ الدسم.
إنَّ أكثرَ المصادرِ شيوعاً للسُكريّاتِ المضافةِ بينَ الأطفال هي المشروباتُ المحلّاةُ بالسكّرِ كالصودا ومشروباتِ الطاقة، حيثُ أنّ 12 أونصة من المشروباتِ الغازيّة تحتوي على أكثر من 9 ملاعق سكر، وهذا يعني أنّ الأطفالَ يتناولونَ في اليوم حُصصِ السُكريّاتِ لأكثر من أسبوع، ولا ينبغي على الأطفال تناولَ أكثرَ من 8 أونصة من المشروباتِ المحلّاة بالسُكّر أُسبوعياً.
أمّا فيما يخصُّ المحلّياتِ التي لا تحتوي على سعراتٍ حراريّةٍ مثل الأسبارتام والسُكّرين والسكرلوز فهنالكَ القليلُ من الأبحاثِ التي تُقيّمُ تأثيرها على الصحّةِ لذلكَ لا يوجدُ أيّ توصياتٍ بشأنِ استهلاكِهم، كما أنّهُ من غيرِ الواضحِ ما إذا كانت السُكّرياتُ الموجودةُ في عصائرِ الفواكة الطبيعية بنسبةِ 100% ترتبطُ بمخاطر صحيّةٍ كتلكَ التي تسبّبها السُكّريّات المضافة.
يسعى الباحثونَ لإدراجِ محتوى السُكّرِ المضافِ على الموادِ الغذائيّةِ المصنّعة في الولاياتِ المتّحدة الأميركيّة وذلكَ ابتداءاً من 2018، وحتّى ذلكَ الحين فإنّ أفضلَ طريقةٍ لتجنّبِ السُكّريّاتِ المضافة في نظامِ طفلكِ الغذائي هو إضافةُ الفواكة والخضرواتِ والحبوبِ الكاملة ومنتجاتِ الألبان قليلةِ الدسم واللحومِ الخاليةِ من الدهونِ والدواجنِ والأسماكِ والحدُّ من الأطعمةِ ذاتِ القيمةِ الغذائيّةِ المنخفضة.
المصدَر: هنا