فلتبكِ يا صغيري.. فقد تكشف دموعك حالتك التغذوية!
الغذاء والتغذية >>>> منوعات غذائية
وحيثُ أنّ جسمَ الإنسان لا يستطيعُ تصنيعَ الفيتامينات، إلّا أن هذه الفيتامينات تعكِسُ مصادرَ الطعام التي يحصل عليها الجسم، كما أنّ نوعيّتَها وتركيزَها يُعتبران من المؤشّراتِ الجيدةِ على الصحةِ التغذوية.
وحولَ هذا الموضوعِ، صرّحت الباحثةُ Maryam Khaksari من Michigan Tech بأنّ هدفَهُم هو تمكينُ إنشاءِ واحداتٍ قابلةٍ للقياس من الدموعِ لإجراءِ التقيّيماتِ التغذوية.
وفي هذا المِضمارِ، يعملُ الباحثون على تصنيعِ جهازٍ رخيصٍ يعتمدُ على تقنيةِ المايكرو فلويوديك Microfluidic (لقياسِ كمياتٍ قليلةٍ جداً من السوائل) والتي ستعتمد بدورِها على الدموع، أو على شكل أشرطةٍ تُسهّلُ عمليةَ إجراءَ الفحوصِ التغذويّةِ.
Image: Sarah Bird, Michigan Tech
ويقولُ الباحثون أنّ علاجَ حالاتِ العوز الغذائي Nutritional deficiency يكون غالباً بعد ظهورِ الأعراض، علماً أن ظهور هذه الأعراض عادةً ما يكون ناتجاً عن نقصِ مادةٍ غذائيةٍ حيويةٍ هامة خلال فترةٍ طويلةٍ، ممّا يجعلُهُ يتجلّى متأخراً، ويُحدِثُ ضرراً يصعبُ تفاديهِ بحلول وقت الكشفِ عنه، إذ يُمكن لعوزِ الفيتاميناتِ أن يتسبّب بضررٍ دائمٍ عند الأطفال، وهو أحدُ الأسبابِ التي دَعَت Khaksari للتعاونِ مع الفريقِ الطبيّ والتحليليّ في Portage and Michigan Tech لمحاولةِ اكتشافِ العوزِ بشكلٍ مبكر.
وقد ركّزوا على الأطفالِ الذين يتلقون تغذيةً سائلةً بنسبةِ 100% سواءً من الحليبِ الاصطناعيّ أو عن طريقِ الرضاعةِ الطبيعيّةِ، وذلك لفهمِ العلاقةِ بين تغذيةِ الأمّ وتغذيةِ الرضيع، وقد تمّ تجميعُ البياناتِ التغذويّةِ من الآباءِ وذلك لمعرفةِ مدى اعتمادِ الأهلِ على الأطعمةِ الصحيّةِ.
اختُبِرَت عيناتُ الدموع وعينات الدم من 15 طفلاً بعمر الـ4 أشهر، ومن والديْهم أيضاً. وبشكلٍ عام، كان مستوى الفيتاميناتِ المُنحلّةِ بالماء أعلى عند الرُّضّع بينما كان مستوى الفيتاميناتِ المُنحلّةِ بالدهون أعلى منها عند الأهل، في حين يميل النقص ليكون أكبرَ لدى الأمهاتِ والرضيعات الإناث في مجموعتَي الفيتامينات.
وعموماً، لوحظَ وُجود ترابطٍ بين الأطفالِ وأهلِهم، إذ أظهرَ الفريقُ وجودَ علاقةٍ متبادلةٍ بين الفيتامين E وB، يُستثنى من ذلك الأطفالُ الذين يتغذّوْن على الحليبِ الاصطناعي الذين كانت لديهِم مستوياتُ الفيتامين B أعلى بشكلٍ ملحوظ.
لا زالَ هذا العمل مجرّدَ خطوةٍ تمهيديّةٍ، ولكنّها واعدةٌ، في مجال تحرّي الفيتاميناتِ في الدموع. وطالما أنّ الدموع حاويةٌ على الفيتامينات، فإننا قد نُفاجأ باستخدامِها كبديلٍ عن الدم في الفحوصاتِ السريريةِ المعتادة، الأمرُ الذي يجعلها خطوةً واعدةً لمن يُفضّلُ ذرفَ بعضِ الدموع على سحبِ الدم.
المصدر: هنا
الدراسة المرجعية:
Maryam Khaksari, Lynn R. Mazzoleni, Chunhai Ruan, Robert T. Kennedy, Adrienne R. Minerick. Determination of water-soluble and fat-soluble vitamins in tears and blood serum of infants and parents by liquid chromatography/mass spectrometry. Experimental Eye Research, 2016; هنا