هل يمكن أن يؤدي تناول الحلويات إلى الإصابة بالآلزهايمر؟
الغذاء والتغذية >>>> التغذية والأمراض
وللتحقق من صحة ذلك قام الباحثون بإجراء تجارب للتحكم في مستوى السكر في الدم على نموذج من الفئران المعدلة وراثياً لمرض الآلزهايمر، كما قاموا بفحص تأثير ذلك على تكوين السائل المحيط بخلايا الدماغ تركيز بروتين الأميلويد Amyloid protein وهو عبارة عن تكتلات غير طبيعية للبروتين ويعتقد بأنها تدمر خلايا الدماغ السليمة تدريجياً.
شمل البحث فئراناً عمرها ثلاثة أشهر، حيث يُرغب في هذه الحالة أن تكون الفئران صغيرة جداً منعاً لوجود أي رواسب بروتينية من البيتا أميلويد Beta-amyloid في الدماغ. وقد تم منع الفئران عن الطعام قبل عدة ساعات من ضخ محلول الغلوكوز إلى الدماغ تدريجياً ولمدة 4 ساعات، ثم أُخذت عينات من السائل حول خلايا الدماغ كل ساعة من عملية الضخ وذلك لمراقبة مستوى الغلوكوز وبروتين البيتا أميلويد واللاكتات (أحد مركبات المتعلّقة بعملية الاستقلاب في الدماغ، وتم استخدامه كعلامة على نشاط خلايا الدماغ)، كما تم فحص الدماغ بعد موت الفئران في نهاية التجربة أيضاً.
إضافةً إلى هذه التجربة، أُجريت تجارب أخرى على فئران أكبر سناً بعمر 18 شهراً حيث يُتوقع تراكم بعض الأميلويد لديها في هذا العمر.
وخلُصت التجارب إلى أن ضخ الغلوكوز للفئران الأصغر سناً أدّى إلى تضاعف تركيز السكر في سوائل الدماغ، كما زاد من تركيز بروتين البيتا أميلويد بنسبة 25%، ومستوى اللاكتات الأمر الذي يشير إلى زيادة في نشاط خلايا الدماغ. أما لدى الفئران الأكبر سناً، فقد أدى ضخ الغلوكوز إلى زيادة تركيز بروتين البيتا أميلويد بنسبة 45%. أي أن تأثير السكر على الدماغ كان أكثر وضوحاً لدى الفئران الأكبر سناً.
بناءً على تلك النتائج أشار الباحثون إلى احتمال وجود علاقة بين سكر الدم وتراكم الصفيحات البروتينية، خاصةً لدى مرضى الآلزهايمر في المراحل ما قبل السريرية (عندما لا يعاني الفرد من تدهور إدراكي) ومرضى السكري الذين يعانون بشكل طبيعي من ارتفاع سكر الدم، علماً أن مسار العملية لدى الإنسان قد لا يكون متماثلاً مع نتائج الدراسات الحيوانية.
من المؤكد أن التقدم بالعمر هو العامل الأكثر رجوحاً للإصابة بالآلزهايمر، إلى جانب دور بعض العوامل الوراثية، إلا أن تأثير العوامل الصحية ونمط الحياة لا يزال غير مؤكد، وعليه فإن دور مرض السكري من النوع 2، أو اتباع نظام غذائي مرتفع المحتوى من السكر في الإصابة بمرض الآلزهايمر لا يزال غير مثبت بشكل قطعي. وعلى أية حال، فإن الحفاظ على الطعام الصحي واتباع التوصيات الحالية هي وسيلة جيدة للبقاء بصحة جيدة.
المصدر: هنا