مزيدٌ من المغذيات لدماغ صحي
الغذاء والتغذية >>>> التغذية والأمراض
الكولين Choline:
ويعدّ من المغذيات الضرورية والمركبات المعطية لجزيئة الميثيل التي تدخل في العديد من العمليات الفيزيولوجية كالاستقلاب ونقل الليبيدات واصطناع النواقل العصبية (كالأستيل كولين) وتفاعلات المثيلة التي تجري على الـ DNA والتي تؤثر على تطور الدماغ والوظائف العصبية والعمليات الإدراكية.
وقد أكّدت الدراسات المجراة على الحيوانات ضرورة الحصول على كميات كافية من الكولين لتطور الدماغ بشكل مثاليّ في عمر مبكّر، الأمر الذي ينعكس على الوظائف الإدراكية لاحقاً خلال الحياة. ولكن الدراسات المجراة على البشر لم تأتي بأدلّةٍ كافيةٍ لتحدّد ضرورة تناولِه من قِبل الأم الحامل كما هو الحال بالنسبة للفولات، إلّا أن بعض الأبحاث الجديدة أشارت إلى أن تناول مكملات السيتوكولين Citocoline (وهو أحد مشتقات الكولين) يمكن أن يساعد في الحدّ من الضرر العصبي لدى مرضى السكتات الدماغية، فضلاً عن تحسين وظائف الشبكية لدى بعض مرضى الزَرق دون أن يتم تحديد دورِه في علاج الخرف. وهو ما يتشابه مع ما توصلّت إليه الدراسات حول الوظائف الإدراكية لدى البالغين حيث ارتبطت المستويات المرتفعة من الكولين مع تحسّن الذاكرة الكلامية والبصرية واختبارات الحركة والاستيعاب والوظائف التنفيذية.
يتواجد الكولين في الجسم على شكل جزيئات من الدهون تُعرف باسم الفوسفوليبيدات، وبشكلٍ خاص الفوسفاتيديل كولين Phosphatidylcholine والسفينغومايلين Sphingomyelin، إلّا أن كميات الكولين التي يصطنعها الجسم تعتبرُ غيرَ كافيةٍ لتلبية احتياجاتِ الشخص البالغ، وبناءً على ذلك تم تحديد المدخول المناسب بـ 425 ملغ/اليوم للنساء، و550 ملغ/اليوم للرجال لتجنّب أعراض عوز الكولين، مع وجوب الانتباه إلى التغذية الصحيحة لتعويض النقص في الاصطناع، ويعتبر كل من البيض، واللحم، والدجاج، والأسماك، وخضار الفصيلة المركبة (كالملفوف)، والفستق السوداني، ومنتجات الألبان من أهم المصادر الغذائية للكولين.
الفوسفاتيديل سيرين Phosphatidylserine (PS):
وهو من المكونات الفعالية في الغشاء الخلوي، وحجر بناءٍ أساسيّ في الخلايا العصبية. ويتميز بكثرة الأبحاث السريرية المنشورة التي تُبين أن مكملات الفوسفاتيديل سيرين تساهم في دعم المؤشرات الإدراكية في الدماغ.
ومن الأمثلة على ذلك، ما جاء في نتيجةِ دراسةٍ أجريت في اليابان على متطوعين متقدمين في العمر (بين الـ 50 و69 عاماً) يعانون من مشاكل في الذاكرة، وبعض الاضطرابات الإدراكية. إذ وُجد أن تناول مكملات PS (بجرعات 100 و300 ملغ) لمدة ستة أشهر قد ساهم في تحسين القدرة على استذكار الكلمات أثناء التحدّث بشكلٍ ملحوظ مقارنةً بمجموعة الشاهد (مجموعة الدواء الوهمي). كما دُرس تأثير مكملاتِهِ في تجربةٍ أخرى على الذاكرة والمزاج لدى أفرادٍ تتراوح أعمارُهم بين 60-80 عاماً، وطلب من المتطوعين تناول 300 ملغ من المكملات يومياً لمدة ثلاثةِ أشهر. وأظهرت النتائج تحسّناً في كل من استذكار المعلومات والأرقام، والذاكرة البصرية، فضلاً عن تحسّن المزاج لدى المتطوعين مقارنةً بمجموعة الشاهد التي ظهرت على أفرادِها أعراض الاكتئاب الشتوي.
وبشكل عام، يعتبر تناول 300 ملغ/اليوم مفيداً لمن يعانون تدهورَ الوظائف الإدراكية والخرف، وتصل الكميةُ إلى 700 ملغ/اليوم لدى مرضى الآلزهايمر.
من جهةٍ أخرى، ارتبط تناول مكملات PS بانخفاضِ مستوياتِ حمضِ اليوريك وناقلةِ الأمين الألانينيّةِ SGPT في الدم، الأمر الذي يعتبر ذا تأثيرٍ إيجابي على صحة الجسم. كما تعتبر الآثار الجانبية لاستخدامه غير ملحوظة، فضلاً عن توافقه مع الأدوية الشائعة وعدم تأثيرِه عليها. ويتواجد بكميات جيدة في بعض أنواع الأسماك كالرنجة Herring والأنقليس (أو الحنكليس) Eel وقلب الدجاج في حين يقلّ في الجزر والبطاطا والأرزّ ولحم صدر الدجاج.
مستخلصات نبات Ginkgo biloba:
تعتبر أعدادٌ الأبحاث المجراة على نبات الجينكو كعلاج للخرف وغيره من الوظائف الإدراكية كبيرةً للغاية. ويستخدم الجينكو عادةً على شكل محضّرٍ قياسي يحتوي على 24% من غليكوزيدات الفلافونويد Flavonoid glycosides الموجودة في النبات، و6% من لاكتونات التربين Terpene lactones، ويؤخذ بكمية تتروح بين 120-240 ملغ/يومياً على جرعتين أو ثلاث.
أشارَت دراسةُ مراجعةٍ لثمانية أبحاثٍ أجريت لتحري تأثير مستخلصات الجينكو على الدماغ، إلى امتلاكِها تأثيراً متواضعاً وبسيطاً على تحسين أعراض الخرف وقصور الدماغ، كما أفادت الدراسةُ بأن تأثير استخدام الجينكو كان موازياً للعلاجات الدوائية.
من جهةٍ أخرى، أشار تحليلٌ تُلّويّ لأربع دراساتٍ سابقةٍ إلى وجود تأثير ملحوظٍ لمستخلصات الجينكو على مؤشرات الوظائف الإدراكية لمرضى الآلزهايمر وذلك مقارنةً بفوائد تناول Donepezil (Aricept). وبشكلٍ مشابهٍ، خلُصت دراسةُ مراجعةٍ أجريت لعدد من الأبحاث التي دامت ستة أشهر أن فعاليةَ مستخلصات الجينكو لدى مرضى الآلزهايمر الخفيف إلى المتوسط كانت مكافِئة لفعالية مثبطات الكولين إستيراز من الجيل الثاني.
الفيتامين B12:
عادةً ما يترافق عوز الفيتامين B12 بمشاكلَ عصبية تتجلى بفقدان الذاكرة والخرف. ومن الشائع أن يعاني مرضى الآلزهايمر من مستويات منخفضة من الفيتامين B12 في الدم والسائل الشوكي، فضلاً عن احتمال وجود عوزٍ في هذا الفيتامين لدى البالغين الذين تتجاوز أعمارهم الـ 60 عاماً. وبحسب بعض الباحثين، فإن العديد من حالات الآلزهايمر والخرف تشهدُ تحسّناً ملحوظاً عند تصحيح مستويات هذا الفيتامين في الجسم بغض النظر عن العوامل المؤهّبة الأخرى.
وقد أشارت دراسة مبدئية أُجريت على أفرادَ متقدمين بالعمر ويعانون من أعراض طفيفة من الاضطرابات الإدراكية إلى إمكانية إبطاء تقلّص الدماغ بنسبة 50% باستخدام 500 ميكروغرام من الفيتامين B12 و800 ميكروغرام من حمض الفوليك، و20 ملغ من الفيتامين B6 وذلك على مدى سنتين.
يُذكر أن امتصاص الفيتامين B12 في الأمعاء يعتمد على ارتباطه بما يُعرف بالعامل الداخلي Intrinsic factor وهو بروتين سكري Glycoprotein يُفرز من الخلايا الجدارية في المعدة. وإذا ما كانت العصارة المِعَديّة للشخص تفتقر إلى العامل الداخلي، فإن امتصاص الفيتامين لن يتجاوز 1%، ويمكن تجاوز هذه المشكلة باستخدام أقراص Vitamin B12 القابلة للمصّ، حيثُ يُمتَصُّ عبر شبكةِ الأعصابِ (الضفيرة) تحت اللسان Sublingual plexus والجوف الشّدقيّ Buccal cavity مؤدياً إلى تفادي مشكلة العامل الداخلي بشكلٍ كامل وارتفاعِ مستويات الفيتامين B12 في مصل الدم بنسبة 90%.
المصدر:
هنا
هنا
Siegfried W. Souci, W Fachmann, Heinrich Kraut. (2008). Food Composition and Nutrition Tables, 7th revised and completed edition. CRC Press. 1300 pp. ISBN 9780849341410