التمارين الرياضية تقلل خطر الإصابة بـ 13 سرطاناً
الطب >>>> مقالات طبية
شملت الدراسة حقيقةً 1.44 مليون شخص وتابعت حالاتهم لمدة أحد عشرعاماً، سُجِّلت خلالها حوالي 190 ألف حالةِ إصابةٍ بالسرطان لدى المفحوصين (وبطبيعة الحال، وعند مقارنة الدراسة لممارسي الرياضة مع غيرهم تبيّن أنّ الرياضة تخفف خطر السرطان)؛ وهنا قد يتبادر إلى الذهن التصوّر التالي: الذين يمارسون الرياضة بكثرة هم صغارٌ في السن نسبياً (وبالتالي هم أقل عرضةً للسرطان) وكذلك فإن الـ BMI* خاصتهم أقل من غيرهم (حيث أن ارتفاع الـ BMI يدل على البدانة التي هي عامل مؤهّب أي يزيد فرصة الإصابة بالسرطان) وهم غالباً من غير المدخنين(والتدخين سبب للسرطان) وبطبيعة الحال مستواهم العلمي أعلى، وكلّ هذه العوامل تقلّل خطر السرطان؛ أفلا يعني ذلك أنّ هذه العوامل الآنفة الذكر (صغر السن والتعليم وانخفاض الوزن وكون هؤلاء غير مدخنين) هي المسؤولة عن تخفيض نسبة الإصابة بالسرطان لا الرياضة بحد ذاتها؟ حسناً، هذه العوامل تخفف من خطر السرطان لكن لدى مقارنة العلماء للأشخاص غير البُدن مع غير البُدن الممارسين للرياضة، تبيّن لهم أنّ المجموعة الثانية أقلّ عرضةً للسرطان. وظهرت نتائج مشابهة عند مقارنة غير المدخنين من ممارسي الرياضة وغير الرياضيين .
وخلاصةً مما سبق، يقول الباحثون أنّ هذا يدعم دور الرياضة كواحد من أهم العوامل المساعدة على إنقاص خطر الإصابة بالسرطان.
ويضيفون أيضاً، بأنّ هذا الأمر يجب أن يدفعنا للقيام بمجموعةٍ ضخمةٍ من الأبحاث بغية فهم الآلية التي تربط بين التمارين والوقاية من السرطان، وكذا لمعرفة نوع وكمية التمارين التي يجب أن تُمارَس لتحقيق هذه الغاية. وفي هذه الدراسة، وُصِف النشاط المتوسط بأنّه 150 دقيقة من التمارين المتوسطة الشدّة أسبوعياً، أو 75 دقيقة من التمارين الشديدة في الأسبوع.
بعبارةٍ أخرى، فإنّ هذا يضيف إلى ما ذكرنا سابقاً، بأهمية توجيه الناس لممارسة الرياضة فيضربون بذلك عصفورين بحجرٍ واحد: وهما الوقاية (ولنكون أدق علمياً: تقليل خطر الإصابة) من السرطان ومن الأمراض القلبية والوعائية.
السرطانات التي انخفضت نسبة الإصابة بها لدى من يقومون بالتمارين الرياضية في هذه الدراسة هي: سرطان المريء الغدّي وسرطان الرئة وسرطان الكبد وسرطان الكلية وسرطان فؤاد المعدة –وفؤاد المعدة هو منطقة قرب نقطة اتصال المريء بالمعدة- وسرطان عنق الرحم وسرطان ابيضاض الدم النقوي وسرطان نقي العظم وسرطان القولون وسرطان الرأس والعنق وسرطان المستقيم وسرطان المثانة وسرطان الثدي.
ومن الآليات المقترحة لهذه النتائج تغيّر مستويات الهرمونات الجنسية لدى ممارسي الرياضة، أو انخفاض مستوى الإنسولين، أو تقليل مستوى الالتهاب في الجسم؛ وزيادة كلٍّ منها مرتبط بحدوث السرطان.
إحدى النتائج المثيرة للاهتمام هو ارتفاع خطر الإصابة بالميلانوما (الميلانوما –وهو سرطان جلدي غامق اللون يحدث بسبب التعرض لكمية عالية من الأشعة فوق البنفسجية القادمة من الشمس). لكن بعد التمحيص والتدقيق، يرجّح الباحثون أنّ هذا الارتفاع كان ناتجاً عن التعرض لمستوياتٍ عاليةٍ من الإشعاع الشمسي في بعض المناطق المدروسة.
قد تقدّم هذه الدراسة دليلاً قوياً وكافياً لإدراج التمارين الرياضية في خطط التوعية الصحية للوقاية من السرطان وتقليل خطورته.
الدراسة نُشِرت في JAMA Internal Medicine
الحاشية:
* الـ BMI أو Body Mass Index أو مؤشر كتلة الجسم هو مقياس يدل على علاقة طول الجسم بكتلته، فهو يخبرنا، هل وزن المريض –أو الشخص الطبيعي- ملائم لطوله، وتختلف القيم الطبيعية باختلاف الجنس (ذكور/ إناث) والعمر (أطفال/ بالغين) ويعرف من خلاله الشخص هل هو: طبيعي- بدين- منخفض الوزن.
المصادر:
1 - هنا
2 - هنا
مصدر الحاشية: هنا