فيتامينٌ جديد يؤثر على التشوهات الخلقية لدى الأجنّة!
الغذاء والتغذية >>>> التغذية والأمراض
تعرّف العلماء على عوزٍ في جزيء تطوّري يُدعى NAD (Nicotinamide adenine dinucleotide) يؤدي إلى عدمِ تشكّلِ أعضاء الطفل بشكلٍ صحيحٍ في الرحم، ولكنّ العلماء اكتشفوا أن الفيتامين B3 أو ما يُعرف بالنياسين Niacin يمكن أن يقيَ من هذا العوز ويساعد على سلامة تشكّل الأعضاء.
وتعدّ هذه المرةَ الأولى التي تمكّن فيها العلماء من ربطِ NAD مع التشوهاتِ الحاصلةِ في الرحم، مما كشفَ الستارَ عن سببٍ غيرِ معروفٍ مسبقاً للعيوب الحَلقية إلى جانب المكملات اللازمةِ للوقاية من ذلك وخفضِ معدّل الإجهاضات حول العالم.
بدأت القصةُ من طفلٍ يُعاني من عيوبٍ في القلب والعمود الفقري والأضلاع، ويحملُ والداهُ طفرةً وراثيةً تؤثر على إنتاج NAD في الجسم، وهو جزيءٌ يُعرف عنه دورُهُ في إنتاج الطاقة، وإصلاح الحمض النووي DNA، والاتصال بين الخلايا. وبعد عدّةِ سنواتٍ تكررت تلك الحالةُ لدى عائلةٍ أخرى، ومن هناك درسَ الباحثون البياناتِ الوراثية لـ 14 عائلةً يحملُ أولادُها عيوباً خلقيةً.
وبهدفِ اختبارِ الآليات العلاجية، سخّر الباحثون تطبيقات الهندسة الوراثية لإحداث نفسِ الطفرات لدى الفئران وملاحظةِ التغيرات التي ستطرأ على أجنّتِها، فلوحظَ أن معظم الأجنّةِ قد ماتت في الرحم ، بينما عانت الأجنّة المتبقية بعد ولادتِها من عيوبٍ خلقية تشابهُ بشكلٍ كبير ما شهِدَه الأطباء لدى الأطفال في الأعوام السابقة.
من جهةٍ أخرى، عملَ الباحثون على تغذيةِ مجموعاتٍ أخرى من الفئران بكمياتٍ متفاوتةٍ من النياسين، فوجدوا أن مواليدَ المجموعةِ التي تناولت كمياتٍ ضئيلةً من النياسين قد عانت من تشوهاتٍ أقلّ، بينما كانت مواليدُ المجموعةِ التي حصلَت على كمياتٍ مناسبةٍ من النياسين معافاةً تماماً.
ويقترح البحث المذكور أن مكملات الفيتامين B3 يمكن أن تساعدَ العوائل التي تعاني من طفراتٍ في المورثات المتعلقةِ بإنتاج جزيء NAD في تفادي التشوهات التي قد تنتجُ عن عوزِه لدى الأم الحامل، بل وحتى تدارِكِ بعض الأضرار التي أصابَت الأطفالَ مسبقاً.
وبحسب الباحثين فإن هذا الاكتشاف قد يكون الأكثر أهميةً منذ اكتشافِ تأثيرِ حمض الفوليك على الأجنة والتشوهات الخلقية الحاصلةِ في الرحم.
يُذكر أن النتائج الحالية لا تكفي بعدُ لإصدارِ توجيهاتٍ جديدةٍ تقضي بتناولِ النساء الحوامل لمكملاتِ الفيتامين B3 بشكلٍ مخصص أو بجرعاتٍ معينة، ولكنّ ذلك رهنُ البعضِ من الوقت والمزيدِ من الأبحاث للتأكد من النتائج على البشر.. وحتى ذلك الوقت تُنصح النساء الحوامل بتوخّي الحذر من أي نقصٍ في أيّ من الفيتامينات الضرورية، ويُكتفى حتى الآن بتناولِ مكمّلات عامّة إن لم يقتضي الأمرُ غيرَ ذلك وفقَ تعليمات الطبيب أو الأخصائي المعالج.
المصادر:
1 - هنا
2 - هنا