هل علينا تجنّبُ الخبز الأبيض حقًّا؟
الغذاء والتغذية >>>> منوعات غذائية
تلقَّتِ الحبوبُ ضربةً موجِعةً في السَّنواتِ الأخيرةِ مع زيادةِ الإقبالِ الشعبيِّ على الحمياتِ الخاليةِ من الغلوتين خصوصًا ومن الحبوبِ عمومًا، وتحاول الشَّركاتُ المُصنِّعةُ للأطعمةِ وكذلك العديد من مختصِّي التَّغذية جاهدين الحِفاظَ على سُمعة الحبوبِ - وخاصّةً الحبوب الكاملة - خاليةً من الشُّبهات.
وهذه دراسةٌ جديدةٌ -مَوَّلتها شركاتُ تصنيعِ الأطعمةِ- تقترحُ أنَّ الحبوبَ المكرّرةَ؛ كالخبزِ بأنواعِه ليست بالسُّوءِ الذي يُروَّج له.
فقد وَجدَت الدِّراسة التي نُشرَت الشَّهرَ الفائتَ في مجلة Nutrients أنَّ المخبوزاتِ بأنواعها؛ كالخبزِ والصّمون والتورتيلا tortillas (وهي صنفٌ من الخبز المكسيكيِّ) والحبوبِ مسبقةِ التَّحضير تُعدُّ مصادر لبعضِ العناصرِ الغذائيَّةِ المُهمّةِ مثل الثيامين thiamine والفولات folate والحديد iron والزِّنك zinc والنّياسين niacin.
وقد أشارَ مؤلِّفُ الدراسةِ إلى أنَّ هذهِ الأطعمةَ - بخلاف الحبوبِ الأخرى التي تقدَّمُ مُحمَّصةً - لا يُضاف لها سوى كميّاتٍ ضئيلةٍ من السُّكّرِ والدُّهونِ، ومن الجديرِ بالذِّكرِ أنَّ تمويلَ هذه الدِّراسةِ كان من المجموعة الصِّناعية the Grain Foods Foundation، وقد سبق أنْ عمل كِلا مؤلِّفَي الدِّراسة كمستشارَيْن لشركاتٍ تُقدِّم خدماتٍ لشركاتِ الأطعمةِ والمشروبات، بما في ذلك مساعدةُ هذه الشَّركاتِ على التوصُّل إلى فوائدِ مُنتجاتها.
وبينما تُشكِّل العديدُ من الحبوب المكرَّرة مصدرًا لهذه العناصر الغذائيَّة، ولكنَّها ليست المصدرَ الوحيدَ! فالزِّنك مثلًا يوجد في المحّارِ واللحمِ والبقوليّاتِ المحمَّصةِ واللبنِ والبازلّاء، وأمَّا الحديد فيوجد في البقوليّاتِ البيضاءِ والعدسِ والسَّبانخِ والشوكولا الداكنة والتوفو، ولكنَّ معظم الأشخاص لا يتَّبعون حميةً صحيةً تحتوي على جميعِ هذه المغذِّيات، ممّا يدفعُ الشَّركات إلى تدعيمِ منتجاتِها بالعناصِر المفقودة.
وعلى الرّغم من الحصول على مجموعةٍ كبيرةٍ من المركَّباتِ والفيتامينات عبرَ منتجاتِ الحبوبِ المدعَّمة، لكنَّك تُفوِّت بتناولِها الكثيرَ من الفوائد التي توفِّرها نظيراتُها من الحبوب الكاملة لأنَّ المنتجات المكرّرة -والتي تُدعَّمُ لاحقًا- تتضمَّنُ إزالةَ كُلِّ ماهو جيّدٌ من الحبوب الكاملة؛ فالدقيقُ على سبيل المثال ينتجُ عن طحنِ ما يتبقّى من حبوب القمحِ الكاملة إلى بودرةٍ أو مسحوق، ومن ثمَّ تُبيَّض بمواد كيميائيّة، وأخيرًا تضاف بعض الفيتاميناتِ الصِّناعيَّة غيرِ العضويَّة - أو غيرِ الطّبيعيَّة - لتقدَّمَ بعد ذلك للبيع على أنَّها أطعمةٌ مُدعَّمةٌ ومفيدة، علمًا أنَّ إحدى الدِّراسات التي أُجريت عامَ 2016 في جامعةِ هارفرد وجدت أنَّ من تناولوا أربعَ حصصٍ من الحبوبِ الكاملةِ يوميًّا كانوا أقلَّ عُرضةً للموت بنسبةِ 22% من أولئك الذين لم يأكلوا حبوبًا كاملةً أو اكتفوا بأكلِ القليل منها فقط.
وتنصحُ البروفيسورJoanne Slavi في علم الأغذية؛ باختيارِ الحبوبِ الكاملة -إذا كان الاختيار بين الأصناف المكرّرةِ والكاملةِ عائدًا إليك- ويُذكر هنا أنَّ كلمة "مكرّر Refined" لا تعني بالضَّرورة كونَ المنتجِ "معالجًا processed"، فالقمح مثلًا يُعالَجُ إلى طحينٍ كامل، وبذلك تبقى المنتجاتُ النِّهائيّة محتويةً على جميعِ العناصرِ الغذائيّةِ التي كانت موجودةً في المادّة الخام، في حين يُستخدَم الطَّحينُ الأبيض في صناعة العديد من الحلويات والمعجّناتِ التي تفتقدُ الألياف الموجودةَ في الحبوبِ الكاملة والتي تُعدُّ عاملًا أساسيًا في تخفيفِ الإمساكِ وتحسين حركةِ الأمعاء وخفضِ الكوليسترول الضارِّ LDL فضلًا عن دورِها في ضبط سكَّرِ الدَّم.
المصادر:
هنا
هنا
هنا
هنا