تأثيرُ تناول القهوة على فعاليةِ أدويةِ ارتفاع ضغط الدم
الغذاء والتغذية >>>> التغذية والأمراض
يُعرفُ عن القهوةِ احتواؤُها على مادة الكافيين التي ترفعُ ضغطَ الدم، وذلكَ على عكسِ القهوةِ منزوعةِ الكافيين. ويبدو أنّ الكافيين هو العاملُ الرئيسيّ المُؤثّرُ على ضغطِ الدم، كما يعتقدُ الخبراء أنه يؤثّرُ على أمراضِ القلب والأوعية الدموية. من جهةٍ أخرى، يُعتقد أنّ هذا الخطر لا يؤثّرُ على من يستهلكونَ القهوةَ والكافيين بانتظام، إذ تطوّرُ أجسامُهم آليةً خاصة تعطيهِ قدرةً على تحملِه، ممّا يدلُّ على تأثيرِ فتراتِ تناولِ القهوة على المستهلكين، علماً أن هذا التأثير قد يختلفُ بين الأفراد الذين يستهلكونها بانتظام وأولئك الذين يستهلِكونها بشكل متقطّع.
وقد حصلَ فريقٌ بحثيٌّ من جامعة Western University ومعهد Lawson Health Research Institute في كندا على نتائجَ مذهلةٍ عندما تمّ قياسُ تأثيرِ استهلاك القهوة بشكلٍ متقطعٍ على ضغط الدم، وخاصةً من ناحيةِ تأثيرِها على حاصِرات قنواتِ الكالسيوم Calcium channel blockers، وهي إحدى أنواعِ أدويةِ خفضِ ضغط الدم، ومنها Felodipine. تساعدُ هذه الأدوية في إرخاءِ وتوسيعِ الأوعية الدموية مما يسهّل عمليةَ تدفق الدم ويخفض الضغط بنفسِ الوقت.
وقد هدَفَ الفريق إلى تحرّي ما يحدثُ لضغط الدم في حالِ امتناعِ الشخصِ عن تناول الكافيين لفتراتٍ طويلةٍ حتى تزول آثارُه تماماً من الدم. وقد كان من المتوقّع لضغطِ الدم أن يرتفعَ عند شربِ القهوة بعد الانقطاعِ الطويل نتيجةَ طردِ الكافيين من الجسمِ واستهلاكِهِ مرةً أخرى، الأمرُ الذي من شأنِه أن يلغيَ تأثيرَ دواء Felodipine في خفضِ ضغط الدم.
ولاختبارِ نظريّتِهم، قام أفرادُ الفريق بدعوةِ 13 شخصاً ُمتوسط أعمارِهم 52 عاماً ممّن يتّصفون بضغطِ دمٍ طبيعيّ للمشاركةِ في التجربة، وقاموا بتنفيذِ ثلاثِ اختبارات، إذ طُلب من كل مشاركٍ قبلَ كل اختبار الامتناعُ عن تناولِ القهوة أو المنتجاتِ المحتوية على الكافيين كالكحول، والغريفون، ومربى الحمضيات، والتبغ والأدوية لمدة 48 ساعةً.
وعلى فتراتٍ متباعدةٍ خلال الأسبوع، وُزّعَ المشتركون على ثلاثةِ مجموعاتٍ، تناول أفراد كل منها واحداً من الخيارات التالية:
• كوبان من القهوةِ السوداء حجمُ الواحدِ منهُما 300 ميلي ليترٍ.
• جرعةٌ من دواء Felodipine تُعادل الحدّ الأقصى الموصى به، وهو 10 ملغ.
• ًقهوةٌ أضيفَت لها جرعةُ Felodipine.
ثم قيسَ ضغط الدم لدى جميع المشتركين.
وأظهرت النتائجُ أن امتناعَ المشتركين عن القهوة لمدةِ يومين فقط كان كفيلاً بطردِ ما يكفي من الكافيين من الجسم، كما لوحظَ ارتفاعُ ضغطِ الدم لدى أفراد مجموعةِ القهوة فقط بعدَ تناولِ كوبٍ واحدٍ فقط، وذلك خلال مدةٍ لا تتجاوزُ الساعةَ الواحدة، كما استمرّ بعدَها لعدةِ ساعاتٍ.
أمّا الجمعُ بين القهوة والدواء فقد أدّى إلى ارتفاعِ ضغطِ الدم بشكلٍ أكبرَ مما حصلَ عند تناولِ Felodipine بمفردِهِ. وقد عزى الباحثونَ ذلك إلى التأثيرِ الفعالِ للدواء على الأوعية الدموية، فضلاً عن إشارتِهم إلى تأثيرِ فنجانِ القهوة الصباحيّ على تشخيصِ وعلاج ضغطِ الدم، أو ارتفاعِهِ، الأمرُ الذي يعتبرُ مصدراً للقلق لدى الكثير من المرضى قبل مواعيد زياراتِهم لدى الأطباء.
تؤكد هذه التجربة أن كوباً واحداً من القهوة - على الرّغم من انخفاضِ محتواهُ من الكافيين - يمتلكُ تأثيراً خطراً ملحوظاً على مضادات ارتفاع ضغط الدم عند استخدامِها في الجرعة القصوى الموصى بها.
فإذا كنتَ ترغبُ بالتغلبِ على أثرِ القهوة، فإن المنطقَ يحتّمُ عليك مضاعفةَ جرعةَِ الدواء الخافضِ للضغط، ولكن ذلك يمكن أن يسبب زيادةَ خطرِ آثارِ الإفراط في الأدوية غيرِ المرغوب به، وخاصّةً في الفترة التي لا يتمّ فيها تناولُ القهوة، وهو ما يمكن أن يُلاحظَ في عياداتِ الأطباء عندما يتأثر التشخيص بما شربَه المريض من قهوة أثّرَت على ضغط الدم لديه. لذلك يتوجّب على الجميعِ الحذر فيما يخصّ الكمياتِ التي يتناولونها من القهوة ومواعيدَ تناولها أيضاً.
المصدر: هنا