العلاقة بين العزلة الاجتماعية والموت
علم النفس >>>> الصحة النفسية
تزيد العزلة الاجتماعية من احتمالية الموت المبكر لدى كبار العمر بصرف النظر عمّا إذا كانوا يعروفون الأمر أو ينظرون إليه بهذه الطريقة أم لا!
تقول إحدى الأبحاث: تكون المشكلات الصحية أكبر عند الأشخاص الذين يكونون على احتكاك محدد مع الناس ومع أشخاص محددين؛ إذ توجد علاقة تربط الأمرين معًا ولكنه ربطٌ معقدٌ للغاية!
كان من المعتقد أن الأمر هو علاقة بين الوحدة وخطر الموت، وأنّ زيادة أحدهم تؤدي إلى الأخرى، لكن يتعلق الأمر بالعزلة الاجتماعية وضوحًا.
إذا إن الوحدة "Loneliness" -تعريفًا- تعكس نقصًا مؤقتًا في الاتصال مع البشر الآخرين.
في حين أن العزلة الاجتماعية "Social isolation" هي حالة افتقار تام أو شبه كامل للاتصال بين الفرد والمجتمع.
وفي هذا المقال؛ سنتعرّف بحثين أحدهما جرى في الجمعية الأمريكية والمملكة المتحدة، وأما الأخر؛ فكان يخص شعب الياباني فقط.
أجرت الجمعية الأمريكية للسرطان دراسة لتبيّن ما إذا كانت هناك صلة بين العزلة الاجتماعية والأسباب المؤدية إلى أمراض القلب والأوعية الدموية ومعدل الوفيات بالسرطان، وما إذا كانت تختلف حسب العرق والجنس، فوجدوا عمومًا أن العرق كان مؤشرًا أقوى على العزلة الاجتماعية من الجنس؛ فقد أظهر ارتباطًا يؤدي إلى إرتفاع معدل وفيات البالغين البيض، ولكن الارتباطات بين البالغين السود كانت غير واضحة.
أما في المجتمع الياباني:
وصل المجتمع الياباني إلى مستوى غير مسبوق من الشيخوخة؛ إذ يمثل المسنون 25.1٪ من السكان في تشرين الأول/أكتوبر 2013، وقد خلقت هذه التغيرات مخاوف بشأن الوفيات بين كبار السن.
عن الأبحاث التي جرت في الجمعية الأمريكية والمملكة المتحدة:
أي نوع من الأبحاث هذه؟
أجرى الباحثون دراساتهم على نمط Cohort study؛ أي أن يكون البحث بالإجابة عن عدد من الأسئلة:
- هل هناك صلة بين العزلة الاجتماعية وخطر الموت على نحو مباشر؟
- هل من الممكن أن تزيد العزلة معدّلَ الموت على نحو غير مباشر؟
- كم مرة تشعر بعدم وجود الرفقة؟
ولا ينظر هذا النوع من الأبحاث في أصل المشكلة وأسبابها، بل في علاقات هذه المشكلة والأمور المرتبطة بها والمؤثرة فيها عمومًا.
ماذا يتضمن البحث؟
يتضمن البحث عددًا من المتطوعين في أنحاء العالم كافّة؛ مصنفين حسب مدى اتصالهم مع أهلهم وعلاقاتهم بهم، ويُقيّمون من 0 - 5 مع أخذ بعض التفاصيل بعين النظر:
- العمر
- الجنس
- الوضع الاجتماعي
- الوضع الاقتصادي
- الوضع التعليمي
- الوضع الصحي
كيف كانت النتائج الأساس؟
توصّل الباحثون إلى ما يلي:
- ترتفع احتمالية الموت مع العزلة الاجتماعية بنسبة 72.9%.
- لا ترتفع احتمالية الموت مع زيادة الوحدة عمومًا.
وأما الأبحاث التي أجريت في اليابان؛ فقد أخذت منحى آخر:
بحث المجتمع الياباني:
جرت دراسة عن موت كبار العمر، وقد قسِّمت العينات ضمن مجموعتين:
A: كانوا يعيشون بمفردهم.
B: كانوا يعيشون مع أسرهم.
تعزو نتائج هذه الدراسة إلى وجود ثلاثة عوامل تعزل كبار السن، وتزيد من صعوبة تحديد سبب الوفاة:
1- تقليل التواصل مع أفراد العائلة.
2- تقليل التواصل مع الجيران أو المجتمع.
3- سابقة الأسرة النووية المتزايدة.
لذا؛ فإنه من الواجب على المجتمع النظر في أساليب دعم الحياة الآمنة والنهاية السلمية لكبار السن، وذلك يستند إلى ثلاثة عوامل:
1- المراقبة عن بعد لضمان السلامة.
2- إنشاء مجموعات أقدم تقدم الدعم المتبادل.
3- زيادة زيارات العاملين في مجال الرعاية الاجتماعية.
خاتمة ...
جرت هذه الدراسة لتوضيح مدى ارتباط العزلة الاجتماعية، وخطر زيادة احتمالية الموت لدى كبار العمر في المملكة المتحدة واليابان خصوصًا، وفي العالم كلّه عمومًا، ومن المهم أن تعرف أنه قد تكون منعزل اجتماعيًّا دون الشعور بالوحدة، ومن الممكن أن تشعر بالوحدة وأنت محاط بالناس.
ويعود فهم ظروف كبار السن الذين يموتون وحدهم بالفائدة على البلدان التي تواجه مجتمعًا متقدمًا في العمر بهياكل أسرية أو مجتمعية ضعيفة، ويأمل في الحصول على دعم أفضل للمسنين.
المصادر:
هنا
هنا
هنا