نـزار قبّانـي..الأمير الدّمشقيّ .. 16 عاماً على الرحيل ..
كتاب >>>> مفكرون وكتّاب
كيف لنا أن نُنصف بمقالنا من يصف نفسه بِـ " أنا من جعلت الشّعر خبزاً ساخِناً، وجعلتُهُ ثمراً على الأشجارِ ". كيف نكتب عمّن ترك بصمات أصابعه الشعرية في كل زاوية من أعمارنا .ّ
كيف لنا أن نكتب نزار قبّاني دون أن تبتل أصابعنا بماء نافورة منزله الدمشقيّ، دون أن تموء قطط "أرض دياره" بين أقدامنا، دون أن تَتَغلغل أصابعنا في الرّيحان والمنتور، دون أن تفوح من ملابسنا رائحة الورد البلدي والياسمين الشّامي !
بعد مرور ستّة عشر عاماً على رحيل الأمير الدِمشقي "نزار توفيق قباني" سنترك نزار يتكلّم عن نزار تلبيةً لرغبته : "من أفضلُ من فمي ليتكلّم عن فمي".
لكن قبل أن نعطي الكلام لأميرنا سليلَ الأسرة الدِمشقية العريقة، يتوجّب علينا التكلّم عن أبيه "توفيق قبّاني"،الّذي أنفق من عمره خمسين عاماً في الكدح وكسب الرّزق الشريف من خِلال "معمل حلويات" لإعالة أسرته ولتمويل حركات المقاومة الشعبية ضد الفرنسيين .
أما جدّه "أبو خليل القبّاني" (كنا قد تكلّمنا عنه في سلسلة شخصيات سوريّة)، فهو الأعجوبة التي هزّت "الباب العالي" ومفاصل الدولة العثمانية أواخر القرن التاسع عشر، و الذي قام بتحويل خانات دِمشق إلى مسارح، وجعل من دِمشق المحافظة، التّقية، الوَرعة، "برودواي" ثانية..
في يوم من أيام آذار، تحديداً في الواحد والعشرين منه، عام 1923، تنطلق صرخة الحياة من إحدى بيوت حيّ "مئذنة الشحم" مبشّرةً بولادة رسول الشعر . عن ولادته يقول نِزار :" هل كانت مصادفةً يا ترى أن تكون ولادتي في الفصل الذي تثور فيها الأرضُ على نفسِها، أم مكتوبٌ عليّ أن أكون كشهر آذار، شهر التغيّر والتحوّلات".
" كنتُ الولد الثاني بين أربعة صبيان وبنت، المعتز، رشيد، صباح، وهيفاء".
الكلام عن نزار الشاعر دون ذكر مُلهمَتِه الأولى يأتي منقوصاً مبتوراً فمحبوبَتِه التي لقّنته أبجدية العشق الشعريّة. إنّها دارُه ..دارُه الدمشقية في حيّ مئذنة الشحم، يقول واصفاً دارَه بأجملِ وأروعِ ما يكون الوصف: "هل تعرفون معنى أن يسكن الإنســانُ في قارورة عطر؟ بيتُنا كان تلك القارورة . بوابةٌ صغيرةٌ من الخشب تنفتح، ويبدأ الإسراءُ على الأخضر، والأحمر، والليلكي، وتبدأ سيمفونية الضوء والظّل والرخام . شجرة النارنج تحتضن ثمرها، والداليةُ حاملٌ .. والياسمينة ولدت ألف قمرٍ أبيضَ وعلّقتهم على قضبان النوافذ..وأسرابُ السنونو لا تصطاف إلّا عندنا ..والبِركة الوسطى تملأ فمها بالماءوتنفخه..وتستمر اللعبة المائية ليلاً نهاراً ..لا النوافيرُ تتعب .. ولا ماء دِمشق ينتهي" .
ضمن نطاق هذا الحزام الأخضر ، وُلد، ونطق كلماته الأولى. هذا البيت الدِمشقي الجميل استحوذ على كل مشاعره وأفقده شهيّة الخروج إلى الزقاق كما يفعل الصبيان في كل الحارات، ومن هنا نشأ عنده هذا الحسّ البيتوتي، الذي رافقه في كل مراحل حياته .
" إن كان نصف أدباء العالم قد تخرّج من أكاديمية المقاهي، فإنّني لم أكن من متخرّجيها. كان من الصعب عليّ أن أفهم كيف يمكن أن يخرج الأدب الجادّ من نرابيش النراجيل، وطقطقة أحجار النرد".
في هذا الفردوس يسرد "الأمير الدِمشقي" طقوس عشقه وبدايته حين كان يكتب فروضَه على بلاط الدّار، ويحفظ قصائد عمرو بن كلثوم، وزهير، والنابغة الذّبياني، وطرفة بن العبد.
تمرّ السنوات، يكبر الأمير وتتحول مدرسته من طبيعة داره الوارفة إلى "الكلّية العلمية الوطنية" في دِمشق، وهي مدرستهُ الأولى، ليتخرّج مِنها بعد أعوام حاصِلاً على شهادة البكالوريا الأولى (القسم الأدبي)، ولينتقل بعدها إلى مدرسة التجهيز ليحصل على شهادة البكالوريا الثّانية (قسم فلسفة). وكان أستاذه الأول الذي فتّح أبوابَ الشعر الموصدة في نفس نِزار و هيّأ الخميرة الأولى بذوقه المترف هو الشاعر الرقيق"خليل مردم بك" (كاتب كلمات النشيد الوطني السوريّ).
وكأنّ قدرَ نِزار قبّاني أن ينشأ في بيئةٍ خاطفة الأنفاس لكثرة جمالها، فحتّى موقع المدرسة المزروع في قلب دِمشق القديمة، يترك في نفس الأثر الكبير حيث تقع مدرسته وسط مآذن الأموي وقبابه، وحول مدرسته تلتف أسواق دِمشق الظليلة من الحميدية إلى مِدحت باشا إلى سوق الصاغة فـ الحرير والبزورية والخيّاطين..
أنهى "الأمير الدِمشقي" دراسته الثانوية والعالية ليحصل عام 1945 على ليسانس في الحقوق من الجامعة السوريّة في دِمشق.
بين كتب الفقه والدستور والمواد القانونية والاقتصادية ، نسج نِزار أولى دواوينه الشعرية على أوراق محاضراته وهوامش وحواشي كتب القانون، فجاءت قصيدة "نهداكِ" على حاشية كتاب الشريعة ! وتوزّعت بقية القصائد على مختلف الكرّاسات، لتأتيَ النتيجة على شكل مجموعة شعرية بـ ثمانٍ وعشرين قصيدة، تحت عنوان "قالــت ليّ الســمراء" عام 1944. هذا الديوان كان على نفقة نِزار وهو الطالب الجامعي حينها، وكان فقط بثلاثمائة نسخة.
في السنة ذاتها انضمّ نِزار قباني إلى السلك الدبلوماسي، وكان حينها في الثانية والعشرين من عُمره. عُيّن مُلحقاً في السفارة السوريّة في القاهرة، ليعمل هناك لثلاث سنوات وينجب طفله الثاني (مجموعة شعرية) جاء اسمها: "طفولة نهد" عام 1948. وقد كان يُشار إلى كتابه آنذاك أثناء الحديث عنه في الصحافة بِـ"طفولة نهر"، فلا استطاعوا أن يتجاهلوا الكتاب ولا أن يضعوا الاسم صريحاً! كان ذلك بالنسبة لِنزار كما لو أن أحدهم ذبح كتابه من الوريد للوريد.
استفاد الشاعر من تجربته الدبلوماسية التي أغنت ثقافته ومدّتْه بأبجدياتٍ إضافيةٍ أخصبت حروفَه.
يتكلّم نزار مليّاً عن تجاربه في كلّ مِن لندن و مدريد ولاحِقاً في الصّين . ليعرّج على الحديث عن اللغة..
لغته الأم في بادئ الأمر ..العربية ، التي كتب بها، ورسم بحروفها كلماته .في وصفه للعربيّة ولمن يدّعي تكلّمه العربية : " تسأل الواحد منهم عن المتنبي ، فينظر إليكَ باشمئزاز كأنك تحدثه عن الزائدة الدودية ، وحين تسأله عن (الأغاني) و (العقد الفريد) و (البيان والتبيين) و (نهج البلاغة) و (طوق الحمامة) يرد عليك بأنه لا يشتري اسطوانات عربية ولا يحضر أفلاماً عربية . . ، إنهم يريدون أن يفتحوا العالم وهم عاجزون عن فتح كتاب . . ، ويريدون أن يخوضوا البحر وهم يتزحلقون بقطرة ماء . . ويبشرون بثورة ثقافية تحرق الأخضر واليابس . . وثقافتهم لا تتجاوز باب المقهى الذي يجلسون فيه .. وعناوين الكتب التي سمعوا عنه " .
لغته الثّانية كانت الفرنسية، بحكم دراسته في مدرسة ذات طابع فرنسي، أضاف إليها الإنكليزية التي أتقنها خلال عمله في السفارة السورية في لندن(1952-1955).
انتفع نِزار كثيراً من الانكليزية، ليس بمعنى المنفعة المادية لتعلم اللغة الأكثر انتشاراً في العالم بل لِأنّها حسب وصف نِزار "لغة حقيقية، لا تهتم بالجمال والإيقاع، لكن تعوّضك بالدقّة والوضوح". وقد طبّق ذلك على قصائده في مراحل قادمة، فخفف من بهرجة اللغة ونقل القصيدة التقليدية إلى عصر حديث كان هو فاتحه والمؤسس له .
الإسبانية تركت في نفسه أثر بالغ الجمال بعد أن تعلّمها خلال عمله الدبلوماسي في مدريد (1962-1966) ويصف علاقته بتلك اللغة بِـ العِشق، حيث استطاعت أن تحتويه احتواءً تاماً بجمالها وموسيقتها.
في الصّين جاء ديوانه: "ثلاث بطاقات من آسيــا" و "يوميات امرأة لا مبالية" والّذي طُبع في بيروت بعد عشر سنين من كِتابته.
و في لبنان نَبتَت غابة الشعر النِزاريّة الكثيفة، حيث كانت بيروت "الإناء الّذي احتوى شعره وأعطاه شكله و لونه ورائحته". كان نِزار يشعر أن "الأبجدية الشامية" هي قاسم مشترك بين بيروت ودِمشق وكأنّهما جنينين يتحرّكان في رحم واحد. هذهِ الخصائص ميّزت البلدين عن بقية الوطن العربي كما تميّز صوت فيروز عن أم كلثوم. يعقّب نِزار على هذا المِثال بأنّه قانون الطبيعة وليس نزعة إقليمية كما يظن البعض .
شكّلت كُل مِن بيروت، بغداد، و الخرطوم، الثالوث الأقدس لمهرجاناته الضوئية، حيث يصف نِزار قراءاته الشعرية في تلك البلدان بِ "حفلة ألعاب نارية" أكثر مِنها قراءةً تقليدية.
في الحديث عن نِزار، العاشق الشاعر، لا يمكن أن نغفل ذكر إحدى أشهر الألقاب التي أطلقت عليه "شاعر المرأة"،وإن كان اللقب أو التوصيف مديحاً في مكان، فهو مسيء له إن كان الهدف منه حصر نِزار في خانة ضيقة، وهو الكاتب للوطن والإنسان والجمال بكلّ تجلّياته.
"قليلات هنّ النساء الّلواتي ضربن جهازيَ العصبي فكتبت فيهنّ شعراً، و كثيراتٌ من النساء ذهبن من حياتي كما أتين، ولم يتركن وراءهنّ حرفاً ولا فاصلة. ودعوني أعترف لكم بأنّني-بالرّغم من سمعتي كشاعر حب- فإنّني نادراً ما وقعت في الحُب! خمس مرّات ربّما ..في مدى ثلاثين عاماً".
اثنتان من الخمسة هنّ "زهراء آقبيق" زوجته الأولى التي أنجبت لهُ : "توفيق، هدباء، وزهراء".
والثانية هي العراقية"بلقيس الرّاوي"، الزّوجة الثانية ، التي التقاها في إحدى أمسياته الشّعرية في بغداد 1962 ليسألها بعد أيام: هل تقبلين بي زوجاً يا بلقيس!
كان الأمر يتجاوز قبول بلقيس نفسها، فعائلة بلقيس الرّاوي كانت عائلة ملتزمة، و قصائد نِزار الغزلية الكثيرة كانت سبباً في رفض العائلة له. استمرت المحاولة لسنوات، لتكلّل أخيراً بالزواج عام 1969.
استقرّ الزوجان في بيروت. وفي عام 1981 بالتحديد إحدى الأيام المشؤومة من شهر كانون الأول، تم تفجير السفارة العِراقية في بيروت،حيث كانت تعمل بلقيس الرّاوي ..
أترك لِنزار سرد وقائع ذلك الجرح :
"كنت في مكتبي بشارع الحمرا، حين سمعت صوت انفجار زلزلني من الوريد إلى الوريد. ولا أدري كيف نطقت ساعتها: يا ساتر يا رب، بعدها جاء من ينعي إلي الخبر، السفارة العراقية.. نسفوها، أحسست أن بلقيس راحت، سوف تحتجب عن الحياة إلى الأبد، وتتركني في بيروت ومن حولي بقاياها، كانت بلقيس واحة حياتي وهويتي وأقلامي. ولم يتعرف أحد على بلقيس بين الضحايا إلا من خاتم الزواج في يدها اليسرى، لأن التشويه كان قد أصاب ملامحها الجسدية بصورة قاسية".
موت زوجته وأم أولاده"زينب و عمر" أصابه بجرح نازف لم يشفى منه .
كتب في نخلته العراقية الراحلة مرثية طويلة عُرفت بـِ "قصيدة بلقيس":
شُكراً لكم ..
شُكراً لكم
فحبيبتي قُتِلت..وصار بوُسعِكم
أن تشربوا كأساً على قبر الشّهيدة
وقصيدتي اغْتيلتْ
وهل من أُمّةٍ في الأرضِ
-إلّا نحنُ- تغتالُ القصيدة ؟
بلقيس .. يا عصفورتي الأحلى
ويا أيقونتي الأغلى
ويا دمعاً تناثر فوق خدِّ المجدليّة
أترى ظلمتك إذ نقلتُكِ
ذات يوم من ضفاف الأعظمية
بلقيس..
مشتاقون..مشتاقون..مشتاقون
مذبحون حتى العظم
والأولاد لا يدرون ما يجري
ولا أدري أنا ماذا أقول
مطعونون..مطعونون في الأعماق
والأحداق يسكنها الذهول
بلقيس ..كيف أخذتِ أيّامي ..وأحلامي
وألغيت الحدائق والفصول
يا زوجتي وحبيبتي وقصيدتي وضياء عيني ..
نامي بحفظ الله أيتها الجميلة
فالشعر بعدكِ مستحيل
والأنوثة مستحيلة
ستظلّ أجيالٌ من الأطفال..
تسأل عن ضفائركِ الطويلة
وتظلّ أجيالٌ من العُشّاق
تقرأ عنكِ ..أيتها المعلّمة الأصيلة
وسيعرف الأعرابُ يوماً
أنّهم قتلوا الرسولة ..
ق..ت..ل..و..ا
ال..ر..س..و..ل..ة .
خسارة نِزار لبلقيسه كان قد سبقها بسنين فاجعة أخرى تركت أثراً بالغ القسوة في نفس نزار،
خسارة ابنه "توفيق " الطالب في كلّية الطب في جامعة القاهرة، نتيجة مرض القلب ..
رثاه أبوه بقصيدة "إلى الأمير الدِمشقي توفيق قبّاني":
أتوفيق ..
لو كان للموت طفل، لأدرك ما هوت موت البنين
ولو كان للموت عقل
سألناه كيف يفسر موت البلابل والياسمين
ولو كان للموت قلب ..تردد في ذبح أولادنا الطيبين..
أتوفيق ..يا ملكيّ الملامح..يا قمريّ الجبين
يا قرّة العين..كيف وجدت الحياة هناك ؟
هل ستفكر فينا قليلاً ؟
وترجع في آخر الصيف حتى نراك ..
أتوفيق إنّي جبان أمام رثائك..
فارحم أباك
أما عن خسارة نِزار الأولى، فقد كانت في عمر باكر ،حيث فقد نِزار شقيقته"وِصال" التي أنهت حياتها ببساطة وشاعرية منقطعة النظير لأنّها لم تستطع أن تتزوّج حبيبها.
يقول نِزار في مذّكراته عن حادثة رحيل وِصال: "صورة أختي وهي تموت من أجل الحب، محفورة في لحمي. لا أزال أذكر وجهها الملائكي، وقسماتها النوراني، وابتسامتها الجميلة وهي تموت ..
حين مشيت في جنازة أختي وأنا في الخامسة عشر، كان الحب يمشي إلى جانبي في الجنازة، ويشدّ على ذراعي ويبكي .. ".
بعد خسارته لزوجته، بقي في بيروت حتّى 1982 حيث اضطّرته ظروف الحرب إلى المغادرة ليستقر في لندن في الخمسة عشر سنة الأخيرة وحيداً، متفرّغاً للشعر، وبوجه الخصوص، للقصائد السياسية "متى يعلنون وفاة العرب" و "المهرولون" .. ضامّاً تلك القصائد إلى مجموعة قصائده السياسية التي جاءت في مرحلة باكرة بُعيد نكسة حزيران.
عام 1997 في لندن داهمته الأزمة القلبية الأولى التي نجى مِنها، حيث أمهله القدر عام من الزمن لتعاوده الأزمة القلبية و توافيه المنيه في 30 نيسان 1998.
جاءت وصية الأمير الدِمشقي على الشكل الآتي:
"أرغب أن ينقل جثماني بعد وفاتي إلى دمشق وأدفن في مقبرة الأهل.. لأن دمشق هي الرحم الذي علمني الشعر وعلمني الإبداع وأهداني أبجدية الياسمين.. هكذا يعود الطائر إلى بيته والطفل إلى صدر أمه".
لُفّ جثمانه بالعلم السوريّ،ليُنثر فوقه الياسمين ويمُشى به في شوارع وأزقّة رحمه الأول..دِمشق، وليمشي خلف الأمير الدمشقي حشود من العشّاق الذين أهداهم نبض قلبه طيلة سبعة عقود من الزمن.
ينتاب المرء شعورٌ بالغرابة حين ينوي الحديث عن الأوسمة والجوائز التي يُكرّم بها العظماء، حيث تبدو تلك التكريمات ضئيلة، صغيرة وخجولة أمام أعمار وهبها هؤلاء بكرم لا متناهي..
من مجمل ما كُرّم به الأمير الدِمشقي:
وِسام الاستحقاق الثقافي الإسباني 1964، تقديراً لما فعله لمدّ الجسور الثقافية بين العرب واسبانيا.
جائزة جبران العالمية لإحياء التراث، سيدني استراليا.
جائزة سلطان بن علي العويس للإنجاز العلمي والثقافي.
عضوية شرف في جمعية متخرّجي الجامعة الأمريكية في بيروت.
و في دِمشق شارع باسم ابنها العاشق "نِزار قبّاني".
-أبيات من "خمس رسائل إلى أمّي" :
" صباح الخير يا حلوه.. صباح الخير يا قديستي الحلوه
مضى عامان يا أمي.. على الولد الذي أبحر ..برحلته الخرافيه
وخبأ في حقائبه ..صباح بلاده الأخضر
وأنجمها، وأنهرها، وكل شقيقها الأحمر
وخبأ في ملابسه ..طرابيناً من النعناع والزعتر
وليلكةً دمشقية..
أنا وحدي..
دخان سجائري يضجر
ومني مقعدي يضجر
وأحزاني عصافيرٌ..
تفتش –بعد- عن بيدر
عرفت نساء أوروبا.. عرفت عواطف الإسمنت والخشب
عرفت حضارة التعب..
وطفت الهند، طفت السند، طفت العالم الأصفر
ولم أعثر..
على امرأةٍ تمشط شعري الأشقر
وتحمل في حقيبتها.. إلي عرائس السكر
وتكسوني إذا أعرى ..وتنشلني إذا أعثر
أيا أمي..
أيا أمي..
أنا الولد الذي أبحر ..ولا زالت بخاطره
تعيش عروسة السكر
فكيف.. فكيف يا أمي
غدوت أباً.. ولم أكبر؟
أتى أيلول يا أماه..
وجاء الحزن يحمل لي هداياه
ويترك عند نافذتي مدامعه وشكواه
أتى أيلول.. أين دمشق؟ ..
أين رحاب منزلنا الكبير..
وأين نعماه؟
وأين مدارج الشمشير..
تضحك في زواياه
وأين طفولتي فيه؟
أجرجر ذيل قطته
وآكل من عريشته
وأقطف من بنفشاه
دمشق، دمشق.. "
يا شعراً
على حدقات أعيننا كتبناه
ويا طفلاً جميلاً..
من ضفائره صلبناه
جثونا عند ركبته..
وذبنا في محبته
إلى أن في محبتنا قتلناه...
أعماله:
Childhood of a Breast (1948) طفولة نهد
Samba (1949) سامبا
You Are Mine (1950) أنت لي
Poems (1956) قصائد
My Beloved (1961) حبيبتي
Drawing with Words (1966) الرسم بالكلمات
Diary of an Indifferent Woman (1968) يوميات امرأة لا مبالية
Savage Poems (1970) قصائد متوحشة
Book of Love (1970) كتاب الحب
100 Love Letters (1970) مئة رسالة حب
Poems Against The Law (1972) أشعار خارجة على القانون
I Love You، and the Rest is to Come (1978) أحبك أحبك و البقية تأتي
To Beirut the Feminine، With My Love (1978) إلى بيروت الأنثى مع حبي
May You Be My Love For Another Year (1978) كل عام وأنت حبيبتي
I Testify That There Is No Woman But you (1979) أشهد أن لا امرأة إلا أنت
Secret Diaries of Baheyya the Egyptian (1979) اليوميات السرية لبهية المصرية
I Write the History of Woman Like So (1981) هكذا أكتب تاريخ النساء
The Lover's Dictionary (1981) قاموس العاشقين
A Poem For Balqis (1982) قصيدة بلقيس
Love Does Not Stop at Red Lights (1985) الحب لا يقف على الضوء الأحمر
Insane Poems (1985)أشعار مجنونة
Poems Inciting Anger (1986) قصائد مغضوب عليها
Love Shall Remain My Lord (1987) سيبقى الحب سيدي
The Trilogy of the Children of the Stones (1988) ثلاثية أطفال الحجارة
Secret Papers of a Karmathian Lover (1988) الأوراق السرية لعاشق قرمطي
Biography of an Arab Executioner (1988) السيرة الذاتية لسياف عربي
I Married You، Liberty! (1988) تزوجتك أيتها الحرية
A Match in My Hand ، And Your Petty Paper Nations (1989) الكبريت في يدي ودويلاتكم من ورق
No Victor Other Than Love (1989) لا غالب إلا الحب
Do You Hear the Cry of My Sadness? (1991) هل تسمعين صهيل أحزاني ؟
Marginal Notes on the Book of Defeat (1991) هوامشعلى دفتر النكسة
I'm One Man and You are a Tribe of Women (1992) أنا رجل واحد وأنت قبيلة من النساء
Fifty Years of Praising Women (1994) خمسون عاما في مديح النساء
Nizarian Variations of Arabic Maqam of Love (1995) تنويعات نزارية على مقام العشق
Alphabet of Jasmine (1998) أبجدية الياسمين
من مؤلّفاته النثرية:
قصّتي مع الشعر / My Story with Poetry
الكلمات تعرف الغضب / and Words Know Anger
ماهو الشعر / What Poetry
عن الجنس والشعر والثورة/ On Poetry، Sex، and Revolution
الشعر قنديل أخضر / Poetry is a Green Lantern
لعبت بإتقان وها هي مفاتيحي / I Played Perfectly and Here are my Keys
العصافير لا تطلب تأشيرة دخول/ Birds Don't Require a Visa
قدّم نِزار قبّاني كلمات قصائده لباقة من المطربين العرب مِنهم :
مُحمّد عبد الوهّاب، فيروز، عبد الحَليم حافظ، أُم كُلثوم، ماجدة الرّومي، كاظم الساهر .
المصادر :
⦁ قصّتي مع الشعر، نِزار قبّاني، منشورات نزار قباني / 2000
⦁ لقاء تلفزيوني مع نِزار قبّاني، حاورته الإعلامية كوثر البشراوي .
مصدر الصورة
الاتحاد العام للادباء والكتاب العرب