سرطان البروستات والمَيل الجنسي
التوعية الجنسية >>>> الصحة الجنسية والإنجابية
يُعدُّ تحسين صحة الأفراد من المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي والمتحولين جنسيًّا (LGBT) هدفًا لصحة الأفراد في عام 2020م. ومع ذلك، فقد أظهر تقريرُ معهد الطب ( IOM) فيما يخص صحةَ المثليين جنسيًّا نقصَ المعلومات المتوفرة حاليًّا عن صحتهم؛ إذ لا تشكل البيانات المتعلقة بالميل الجنسي للشخص -عادةً- جزءًا من مراقبة السرطان، ما أدى إلى ندرة المعلومات عن السرطان عند هذه الأقليات الجنسية. فقد يكون للمثليين ومزدوجي الميل الجنسي وغيرهم من الرجال الذين يمارسون الجنسَ مع الرجال (GBM) والذين شُخِّصت إصابتهم بسرطان البروستات نوعيةُ حياة فيها عوامل خطر لها صلة بهذا السرطان تختلف عن الذكور مغايري الميول الجنسية.
لكنَّ المعلومات الموجودة دائمًا ما تستند إلى دراسات صغيرة أو دراسات حالة سريرية أو قصة مرضية، وحتى وقت قريب، لم تكن هناك بياناتٌ كافية عن هذا الموضوع، ويرجع ذلك -جزئيًّا- إلى أنَّ البحث في سياق العلاقة بين السرطان والجنس غير متجانسة، فقد كانت تفترض كونَ الرجال في علاقات جنسية طويلة الأمد أحادية مع الجنس الأنثوي، ومن ثمَّ فهم يستبعدون تجاربَ الرجال العازبين وتجارب الرجال مثليي الجنس.
ويُعدُّ سرطان البروستات ثاني أكثر أنواع السرطانات شيوعًا بين الرجال في الولايات المتحدة الأمريكية، فقرابة 14% من الرجال سوف يُشخَّصون بسرطان البروستات في مرحلة ما من حياتهم، إذ يمثل سرطان البروستات 26% من تشخيص جميع أنواع السرطانات لدى الرجال وهو السبب الرئيسي الثاني للوفاة عند الرجال بعد سرطان الرئة.
وهنالك عدة عوامل خطر تزيد من احتمال الإصابة بسرطان البروستات، منها: تقدم العمر (متوسط عمر التشخيص هو 66)، ووجود قصة لسرطان البروستات ضمن العائلة، والفوارق العرقية..
واحدٌ من كل ستةٍ من الرجال مثليي ومزدوجي الميول الجنسية وواحد من كل ثلاثة أزواج من الذكور (زوج ذكر-ذكر) يُشخَّصون بسرطان البروستات في نقطة ما من حياتهم؛ ممَّا يجعل سرطانَ البروستات الأكثر شيوعًا عند الأزواج الذكور والمثليين ومزدوجي الميول الجنسية.
وحُدِّدت ستة عوامل في نمط حياة مثليي الجنس يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستات عند مثليي ومزدوجي الميول الجنسية، وهي: استخدام مكملات التستوستيرون والستيروئيدات الابتنائية، واستخدام الفيناستيرايد (finasteride) لفقدان الشعر، وحالة فيروس نقص المناعة البشرية، والعلاج المضاد للفيروسات القهقرية، والنظام الغذائي الغني بالدسم، وتأثيرات ممارسة الجنس الشرجي في اختبار مستضد البروستات النوعي (PSA)، إضافة إلى التواصل الضعيف بين الطبيب والمريض.
ولسرطان البروستات تأثيرٌ في الوظيفة الجنسية؛ فهي تُعدُّ عنصرًا مهمًّا في الصحة ومؤشرًا على نوعية الحياة حتى عند المتقدمين بالسن. وفي حين أنَّ سرطان البروستات يصيب مثليي ومزدوجي الميول الجنسية في طرائق عديدة هي نفسها التي يصاب بها الرجال مغايرو الميول الجنسية، لكنَّ قصص الإصابة تُظهر أنَّ المثليين ومزدوجي الميول الجنسية يواجهون تحدياتٍ فريدة مع سرطان البروستات؛ بما في ذلك فقدان البروستات بوصفه موقعًا للمتعة الجنسية عند المتلقي للجنس الشرجي، أو فقدان إمكانية القذف أو استمرار تهيج المستقيم أو ألم يكفي لمنع ممارسة الجنس الشرجي، أو الانتصاب الضعيف جدًّا لدى ممارسة الجنس الشرجي بحيث يُقدَّر أن اختراق الشرج يتطلب 33% من الصلابة أكثر من الاختراق المهبلي، وكذلك فإنَّه يمنع من استخدام الواقي الذكري ممَّا يسبب زيادةَ خطر انتقال الأمراض الجنسية.
وهذه الآثار الجنسية لسرطان البروستات تحمل وصمةَ عار تدفع بعضَ المثليين ومزدوجي الميول الجنسية إلى استنتاج أنَّهم غير مرغوب فيهم جنسيًّا أو أنَّهم أقل من غيرهم، فسرطان البروستات عندهم يتقاطع مع قضايا وضع الأقليات والتمييز الذين يعانونه وقلة الدعم العائلي والاجتماعي. وفي حين أنَّ بعضهم قد تتطور لديهم قوةٌ داخلية لمواجهة تحديات سرطان البروستات، لكنَّ البعض الآخر يبلِّغ عن شعوره بخجل عميق بسبب جهله بسرطان البروستات أو بالحزن الكبير عند التشخيص، أو بحالةٍ من تشوه صورة الجسم والشيخوخة المبكرة.
ويصف بعضُ الباحثين في العلاقات وسرطان البروستات بأنَّه "مرض الزوجين" لأنَّ المرض والعلاجات تؤثر في رفاهية كلٍّ من المرضى وشركائهم، فمشاركة الشريك في علاج سرطان البروستات عند الأزواج من جنسين مختلفين من شأنه أن يحسِّن النتائج، لكن قد يميل المثليون وثنائيو الجنس وغيرهم من الرجال الذين يمارسون الجنسَ مع الرجال إلى عدم إشراك الشريك من الذكور في العلاج. وبعد دراسة أجراها (Wittmann) مع 20 زوجًا من الأزواج من جنسين متباينين بعد استئصال جذري للبروستات؛ أبلغ معظمُ الرجال عن ضعف بالانتصاب وفقدان الثقة الجنسية وانخفاض النشاط الجنسي، لكن ساعدت مشاركة الزوجين في ممارسة الجنس المتعمد واهتمام الشركاء بالجنس على استعادة العلاقة الجنسية الحميمة.
المصدر: هنا