اعرف عدوَّك لتتمكن من هزيمته؛ بنية فيروس كورونا المستجد
الطب >>>> فيروس كورونا COVID-19
فدعونا نلقي الضوء على شكل فيروس كورونا المستجد وتركيبه، وكيف يمكن للعلماء استغلاله لهزيمته..
يهدف فيروس كورونا الجديد -كجميع الفيروسات- إلى اجتياح الخلية المُضيفة الهدف ليحوِّلها إلى مصنع للفيروسات.
ويعتمد نوع الخلايا التي يستهدفها الفيروس وكيفية دخولها على بنيته؛ لذلك دعونا نلقي الضوء على شكل هذا الفيروس وتركيبه، وكيف يمكن للعلماء استغلاله في تصميم لقاح وعلاج ضده (1).
أغلبنا اليوم يعرف شكل فيروس كورونا الجديد الذي نُشِرت صورة له مؤخرًا (انظر الشكل المُرفق)؛ إذ يحصل هذا الفيروس على اسمه من شكله المؤلَّف من عشرات أو حتى مئات الحسكات (spikes) التي تتوضَّع حول نواة تشبه الفقاعة؛ مثل التيجان (فيروس كورونا؛ أي الفيروس التاجي).
وهو كأبناء عمومته المقرَّبين (الفيروسات التي تسبِّب السارس ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية) يستعمل هذه الحسكات (spikes) للارتباط بالمستقبلات على الخلايا المُضيفة (المستقبلات بروتيناتٌ موجودة على سطح الخلايا، ويرتبط فيروس كورونا الجديد والفيروس المُسبِّب للسارس بمستقبلات ACE2 على سطح الخلايا المُضيفة)، ويسمح الارتباط مع المستقبل للفيروس بالدخول إلى الخلية المُضيفة (2,3).
إنَّ أهمية معرفة شكل الفيروس تساعد العلماء في وضع إستراتيجيات للقاح والعلاج (1).
وفي الواقع، إنَّ لهذا الفيروس على سطحه -كما الخلايا البشرية- بُنَى سكرية تجعله قادرًا على التمويه؛ ممَّا يُصعِّب المهمة على الجهاز المناعي لكَشْفه بادئ الأمر (انظر الشكل المرفق للتوضيح).
ولنتخيل معًا الآن كيف تعمل الحسكة (spike) عند غزو الخلية المُضيفة: في الشكل المرفق نرى الحسكة (spike) المؤلَّفة من ثلاثة بروتينات متطابقة ملتوية معًا، ومغطّاة بالسكريات آنفة الذكر.
فعندما يغزو الفيروس الخلية، تفتح البنية من الأعلى عند نقطة التقاء البروتينات الثلاثة؛ لتتيح له المجال للارتباط بالمُستقبِل على سطح الخلية المُضيفة (3).
وتشير الدراسات إلى أنَّ الفيروس المُسبِّب للسارس يؤدي العملية نفسها ليتمكَّن من الوصول إلى الخلية المُضيفة (4).
ويمكن للباحثين استغلال عملية انفتاح الفيروس عند غزو الخلية المُضيفة ومهاجمة هذه الفتحات، ومنعه بالنتيجة من إكمال مهمَّته، وذلك بتحفيز الأجسام المضادة التي تهاجم مناطق البروتين المكشوفة (والتي تكون غير مكشوفة في حالته المغلقة قبل غزو الخلية).
Image: drugtargetreview.com, la-croix.com, syr-res.com(design: Juman Hasan)
ويقدِّر الخبراء أنَّ إنتاج لقاح ضدَّ فيروس كورونا المستجد يحتاج إلى عام على الأقل حتى يصبح بين أيدينا؛ لذلك وفي انتظار اللقاح أو العلاج، علينا ألا ننسى القاعدة الذهبية التي تساعدنا في محاربة الفيروس "اغسل يديك بالماء والصابون".
فالصابون يكسر الغشاء الهش للفيروس ولكنَّه يحتاج إلى 20 ثانية من التلامس ليقضي على هذا الكائن المجهري (انظر هنا)، والكحول المركَّز بنسبة 60-70% يفي بالغرض نفسه (1،5).
وماذا عن الحرارة والأشعة فوق البنفسجية؟
إنَّ الحرارة الشديدة (قرب الغليان) تؤدِّي إلى تفكُّك البروتينات وفقدان شكلها -عد مرور وقت معين وتعطيلها.
أما الأشعة فوق البنفسجية، فهي تُستخدَم مطهِّرًا؛ إذ تُحطِّم المادة الوراثية داخل الفيروسات والبكتيريا والميكروبات الأُخرى.
ومع ذلك، فإنَّها لا تعمل دائمًا على نحوٍ موحَّد ومضمون، ولا يمكن استخدامها على الأشخاص أو بوجود الاشخاص؛ لأنَّها تؤذي الخلايا البشرية (1).
المصادر: