شاركي رضيعك شرب الحليب للتقليل من مخاطر حساسية الطعام المستقبلية لديه
الغذاء والتغذية >>>> تغذية الأطفال
وهناك عديد من العوامل وراء خطر الإصابة بحساسية الطعام، وليس أقلها الاستعداد الوراثي. ومع ذلك، كما توضح كاتبة الدراسة ميا ستروفيك Mia Stråvik، فإن "النظام الغذائي هو عامل يمكن أن يؤدي الوالدين فيه دورًا مباشرًا، ومن الشائع جدًّا في الوقت الحاضر أن الشابات يتجنبن شرب الحليب، ويرجع ذلك جزئيًّا إلى الاتجاهات والمخاوف السائدة، التي يرتبط بعضها بأساطير عن النظام الغذائي" (2).
وتشير الكاتبة إلى أن الحساسية من بروتين الحليب غير شائعة عند البالغين، لذلك يمكن لمعظم النساء تناول الحليب ومنتجات الألبان بأنفسهن دون مشكلات. ويعد عدم تحمل اللاكتوز Lactose Intolerance شيئًا مختلفًا تمامًا، فهو ينتج عن عدم قدرة الجسم على هضم سكر الحليب (اللاكتوز)، وفي هذه الحالة فإن مشكلة الجسم هي مع السكر الموجود في الحليب وليس مع البروتين لذا يتحمل الجسم منتجات الألبان الخالية من سكر اللاكتوز (4,3)؛ وللمزيد عن الفرق بين الحساسية الغذائية للحليب وعدم تحمل اللاكتوز يمكنكم قراءة مقالنا: هنا
فرضية النظافة The hygiene hypothesis:
وفقًا للبروفيسورة المشرفة على الدراسة آن صوفي ساندبرج Ann-Sofie Sandberg، قد يكون أحد التفسيرات المحتملة أن الحليب في غذاء الأم يحوي على مواد تحفز نضج جهاز المناعة، وحسب قولها فإن "في التطور المبكر للطفل، هناك نافذة زمنية إذ يكون تحفيز الجهاز المناعي ضروريًّا له لتطوير القدرة على تحمل الأطعمة المختلفة، ووفقًا لِما يُعرف باسم فرضية النظافة فإن الاتصال المبكر بعديد من الكائنات الدقيقة يمكن أن يعمل كشيء من الدفع لنظام المناعة لدى الطفل" (2).
ولكن مع انخفاض انتشار الكائنات الحية الدقيقة في الوقت الحاضر في مجتمعنا الأكثر صحة، فإن المواد التي تُتَناول عن طريق نظام الأم الغذائي يمكن أن تكون طريقة أخرى لتحفيز نضج جهاز المناعة.
هذه الدراسة ليست الأولى التي تربط حليب البقر في النظام الغذائي للأم بانخفاض خطر الإصابة بالحساسية لدى الأطفال. ومع ذلك، غالبًا ما كانت الدراسات السابقة تستند فقط إلى إجابات الاستبيان -سواء من حيث عادات الأكل أم لوجود الحساسية، أما في هذه الدراسة فإن كلًّا من البيانات والاستنتاجات أكثر قوة بنحو ملحوظ؛ إذ تمكن القائمون عليها من التحقق فعليًّا من تناول النساء للحليب ومنتجات الألبان عن طريق المؤشرات الحيوية في دمها وحليبها (المؤشرات الحيوية عبارة عن نوعين من الأحماض الدهنية التي تتكون في معدة البقرة، وهي خاصة بمنتجات الألبان). إضافة إلى ذلك، شخَّص طبيب متخصص في حساسية الأطفال جميع حالات الحساسية لديهم (2).
ارتباط واضح:
وقدمت الأمهات -البالغ عددهن أكثر من 500- في الدراسة روايات مفصلة عن عاداتهن الغذائية في ثلاث مناسبات، في الأسبوع الرابع والثلاثين من الحمل، وبعد شهر من الولادة، وأربعة أشهر بعد الولادة. وفي عمر سنة، وقد فُحِص الأطفال طبيًا، وتعرَّفوا على جميع حالات حساسية الطعام والأكزيما التأتبية والربو (1).
وبعد إجراء التعديل لعوامل أخرى مختلفة -مثل الاستعداد الوراثي أو السببية العكسية- تمكن الباحثون من إثبات وجود علاقة واضحة بالفعل بين تناول الأم للحليب ومنتجات الألبان وانخفاض معدل الإصابة بحساسية الطعام لدى أطفالهم. ومع ذلك، فإن الآليات الكامنة وراء تأثير الحليب الوقائي ضد الحساسية، لا تزال غير واضحة (2).
النتيجة الأخرى في الدراسة هي أن أطفال الأمهات المرضعات، الذين كانوا يأكلون كثيرًا من الفاكهة والتوت في الشهر الرابع، كانوا يعانون الإكزيما بدرجة أكبر بكثير، على الرغم من أن الدراسة تؤكد أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات قبل أن يُقال أي شيء على وجه اليقين عن هذا الارتباط (2).
حساسية الطعام عند الأطفال:
الحساسية هي أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا التي تصيب الأطفال، وهي تزداد انتشارًا في السويد والدول الصناعية الأخرى. من بين الأطفال الـ 508 الذين شملتهم الدراسة الحالية (1,2):
كيف يسبب الحليب هذه التأثيرات الوقائية؟
من غير الواضح بالضبط لماذا يمكن أن يقلل حليب البقر في النظام الغذائي للأم من خطر الإصابة بحساسية الأطفال. ولكن هناك عديد من التفسيرات المحتملة التي يمكن أن تعمل معًا.
إحدى الفرضيات هي أن حليب البقر يحوي على شيء ينشط جهاز المناعة لدى الطفل ويساعده على تطوير القدرة على التحمل. يمكن العثور على هذا السبب غير المعروف حتى الآن في دهون الحليب أو في محتواه من البروتين. ولكن يمكن أيضًا أن يكون الحليب نفسه محايدًا فيما يتعلق بجهاز المناعة. ثم قد يكون الأمر ببساطة أكثر هو تناول كميات أكبر من دهون الحليب مما يؤدي إلى انخفاض نسبي في تناول الدهون المتعددة غير المشبعة. هذا من شأنه أن يساعد، لأننا نعتقد أن المستويات العالية من الدهون المتعددة غير المشبعة في النظام الغذائي للأم يمكن أن تمنع نضج الجهاز المناعي للطفل في سن مبكرة.
المصادر:
1. Stråvik M, Barman M, Hesselmar B, Sandin A, Wold A, Sandberg A. Maternal Intake of Cow’s Milk during Lactation Is Associated with Lower Prevalence of Food Allergy in Offspring. Nutrients. 2020;12(12):3680.هنا
2. Drinking milk while breastfeeding may reduce the child’s food allergy risk [Internet]. News Powered by Cision. 2021 [cited 20 January 2021]. Available from:هنا
3. Allergenic Foods and their Allergens, with links to Informall | FARRP | Nebraska [Internet]. Farrp.unl.edu. 2021 [cited 20 January 2021]. Available from:هنا
4. Information H, Diseases D, Intolerance L, Intolerance L, Center T, Health N. Lactose Intolerance | NIDDK [Internet]. National Institute of Diabetes and Digestive and Kidney Diseases. 2021 [cited 20 January 2021]. Available from:هنا