الزنجبيل والغثيان؛ حلٌ سهلٌ ومفيد
الغذاء والتغذية >>>> معلومة سريـعـة
لم يُعرف الموطن الأصلي للزنجبيل بدّقة ولكن من المتوقع أن أصوله تعود إلى آسيا الجنوبية إذ استخدمَهُ الهنود والصينيون لإضفاء نكهة منذ القدم، وأحضره التجار عبرَ رحلاتهم إلى الشرق الأوسط أولاً ثمّ إلى أوروبا وأخيراً إلى أمريكا (1).
يستخدم الزنجبيل في عديد من الأطعمة والأشربة ويدخل بوصفه جزءًا أساسيًّا في أساليب الطهي الآسيوية والكاريبينية وكذلك الإفريقية الغربية، ونتيجةً لاستخدامه الواسع في العلاج التقليدي أُجريت عديد من الدراسات العلمية لفحص الأهمية والقيمة الطبية للزنجبيل (1)، وسنتناول في مقالنا هذا ما توصلت إليه الدراسات عن دور الزنجبيل في تخفيف الشعور بالغثيان والإقياء.
في مقالة نشرتها مجلة Current Opinion in Supportive and Palliative Care اعتمادًا على تسع دراسات وسبع مراجعات أُجريت للتحقق من أهمية الزنجبيل ودوره في تخفيف كل أنواع الغثيان -أو ما يطلق عليه بالعامية مصطلح لعية النفس- الناجم عن أسباب عدة كالغثيان التالي للعلاج الكيماوي أو الغثيان التالي للعمليات الجراحية أو الغثيان المصاحب للإصابة الفيروسية وكذلك الغثيان الصباحي، تبيّن أنّ للزنجبيل دورٌ جليٌّ في تخفيف الغثيان وكذلك الإقياء (2,3).
وبيّنت دراسات مؤخرة دور الزنجبيل وآلية عمله مضادًا لمستقبلات السيروتونين (5-HT3) المسؤولة عن تحريض الشعور بالغثيان والإقياء ولذا فإن الزنجبيل يؤدي دورًا مثبطًا لهذه المستقبلات مما يخفف أو يوقف الشعور بالغثيان ومن هنا تأتي فائدته (3).
ومن الملاحظ أنَّ الزنجبيل يساعد على الهضم وتدفق اللعاب ومن ثَم تخفيف شعور الغثيان والإقياء عند النساء الحوامل، إذ بيّنت دراسة أخرى -اعتمدت على بيانات 1020 امرأة حاملًا- أجريت لتأكيد سلامة استخدام الحوامل للزنجبيل لتخفيف أعراض الغثيان والإقياء خلال الحمل وأنه لا يزيد خطر ولادة أجنة ميتة أو خطر حدوث ولادة خدّج (أي حدوث ولادة مبكرة) أو حدوث تشوهات خلقية أو غيرها من القياسات والفحوص (4).
ولكن على الرغم من عدم وجود دراسات تبين عدم سلامة استخدام الزنجبيل خلال الحمل فمن المفضل استشارة الطبيب قبل شربه أو تناوله من قبل السيدات الحوامل (2).
لا تزال الدراسات عن دور الزنجبيل وفوائده الطبية -سواء للغثيان والإقياء أو غيرها- قليلة نسبيًّا، إضافة إلى ضعف بعض الدراسات المجراة لعدة أسباب سواء من حيث صغر حجم عينة الدراسة أو ضعف المعايير المطبقة في الدراسة أو ضعف التحكم بالدراسة واعتماد النتائج على دراسات عمياء لذلك نحن بحاجة لدراسات إضافية لتقليل عيوب الدراسات السابقة والجزم بأهمية ودور الزنجبيل في تخفيف الغثيان والإقياء (3).
ويجب التنبيه إلى أن الغثيان قد يكون أحد الأعراض لبعض الحالات الصحية لذا يجب مراجعة الطبيب عند حدوثه باستمرار.
المصادر: